اكتشاف جثث عشرات اللاجئين في شاحنة بالقرب من الحدود بين هنغاريا والنمسا

جنيف، 28 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- عبرت المفوضية عن صدمتها وحزنها العميق إثر اكتشاف جثث 71 شخصاً أمس في شاحنة متروكة بالقرب من الحدود النمساوية مع هنغاريا.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ في مؤتمر صحفي في جنيف: "هذه المأساة الأخيرة تعكس وحشية المهربين الذين وسعوا أعمالهم من البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. وهي تظهر أنهم لا يولون أي اعتبار لحياة الإنسان وأنهم لا يسعون إلا للحصول على الربح."

وقالت الشرطة النمساوية إنها تعتقد بأن الشاحنة جاءت من هنغاريا ودخلت النمسا مساء الأربعاء أو صباح يوم الخميس وأن الضحايا يمكن أن يكونوا قد توفوا منذ يوم أو اثنين. ما زالت هوياتهم غير معروفة إلا أنه يقدر أنه تم نقلهم من قبل المهربين.

بعد التأكد من أنه لا يوجد ناجون، تم إقفال الشاحنة مجدداً من قبل الشرطة ونُقلت إلى موقع آخر لإجراء المزيد من التحقيقات. وأفادت الشرطة أنها وجدت 20 جثة على الأقل ولكن يرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير.

وقالت فليمنغ: "تسلط هذه المأساة الضوء أيضاً على يأس الأشخاص الذين يبحثون عن الحماية أو عن حياة جديدة في أوروبا. وتأمل المفوضية أن يدفع هذا الحدث قوات الشرطة الأوروبية ووكالات الاستخبارات والمنظمات الدولية إلى التعاون بشكل وثيق في ما بينها لوضع حد للتهريب مع اتخاذ تدابير لحماية الضحايا ورعايتهم.

ودعت المفوضية مجدداً الدول الأوروبية إلى معالجة أزمة اللاجئين من خلال التضامن والتعاون وإلى تأمين البدائل القانونية الآمنة للرحلات غير النظامية الخطيرة التي يقوم بها الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في أوروبا. وتشمل هذه السبل القانونية برامج إعادة التوطين أو الدخول الإنساني، وسياسات تأشيرات السفر المرنة ولم شمل العائلات.

وقالت فليمنغ: "قامت شرطة الحدود الهنغارية هذا الأسبوع باعتراض أكثر من 2,000 شخص يعبرون الحدود من صربيا كل يوم. وأفادت الشرطة يوم الأربعاء عن قدوم 3.241 شخصاً جديداً من بينهم 700 طفل. وهذا هو الرقم الأعلى المسجل في يوم واحد حتى الآن من هذا العام."

وأضافت أن هؤلاء الأشخاص، الذين هم بغالبيتهم لاجئون من سوريا، بما في ذلك الكثير من النساء والأطفال، يأتون في مجموعات كبيرة تتخطى الـ 200 شخص، ويسيرون على السكك الحديدية أو يزحفون تحت الأسلاك الشائكة بينما يستمر العمل عند الجدار البالغ طوله 175 كلم عند الحدود الفاصلة بين هنغاريا وصربيا.

وشرحت فليمنغ قائلةً: "دفع الخوف من كشفهم من قبل الشرطة بعدد منهم إلى رمي أنفسهم بين الأسلاك الشائكة ما أدى إلى تعرضهم لإصابات وجروح. ويفيد موظفو المفوضية عند الحدود أن عدداً كبيراً من الأشخاص يصلون على الكرسي المدولب يجرهم أقاربهم في حين أن آخرين يحتاجون إلى مساعدة طبية طارئة."

وتأخذ الشرطة الوافدين الجدد إلى مركز تسجيل في روسكي في جنوب هنغاريا بالقرب من الحدود الصربية وعلى بعد 184 كلم من العاصمة، بودابست. ولا يوفر المركز في روسكي الشروط المناسبة للمتعبين والجائعين والعطشى من طالبي اللجوء الذين أمضوا عدة أيام على الطريق.

وفي روسكي تبحث الشرطة عن الوافدين الجدد ويتم تسجيل التفاصيل الخاصة بهم قبل إرسالهم إلى مراكز التسجيل داخل البلاد. ويتم احتجاز طالبي اللجوء مؤقتاً لفترة تتراوح بين 12 و36 ساعة ومن ثم يتم تسليمهم إلى مكتب الهجرة والجنسية من أجل معالجة طلبات اللجوء التي قدموها. وتبلغ القدرة الاستيعابية لمراكز الاستقبال الأربعة في هنغاريا 5,000 شخص.

وتابعت فليمنغ: "ينتج عن الازدحام والانتظار لفترات طويلة إحباط لطالبي اللجوء. ولا تملك الشرطة الهنغارية باحثين اجتماعيين أو عدداً كافياً من المترجمين في اللغة العربية والدرية والباشتو والأوردو، ما يصعب عملية التواصل مع طالبي اللجوء."

ووفقاً للإحصائيات الرسمية الأخيرة، طلب أكثر من 140,000 شخص اللجوء في هنغاريا حتى الآن من هذا العام مقارنةً بـ 42,000 شخص العام الماضي. معظم الأشخاص الذين تقدموا بطلبات لجوء هذا العام هم مواطنون من سوريا وأفغانستان والعراق وباكستان وهم يشملون حوالي 7,000 طفل غير مصحوب أو مفصول عن ذويه.

يختار عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين مغادرة هنغاريا إلى دول أخرى في أوروبا. وينام أكثر من 500 شخص يومياً في محطتي القطار الرئيسيتين في بودابست حيث يلبي متطوعون احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك الطعام والثياب والاحتياجات الطبية الطارئة وحيث تتيح لهم سلطات المدينة الدخول إلى مرافق الصحة العامة. من أجل توفير مساكن أكثر ملاءمةً تخطط السلطات في المدينة لفتح مرفق عبور بناءً على المشورة التقنية للمفوضية.

Author: 
UNHCR
Author org: 
UNHCR

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.