Submitted by crinadmin on
الغذاء أم الوقود
صرح الدكتور ضيوف بأن "الحلّ الهيكلي لمشكلة الأمن الغذائي في العالم يكمُن في زيادة الإنتاج والإنتاجية لدى بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض". وأوضح أن ذلك "يتطلّب حلولاً إبداعية مبتكرة، من بينها اتفاقيات الشراكة فيما بين البلدان التي تملك موارد مالية وإمكانيات إدارية وتقاناتٍ، وتلك التي تملك أراضٍ ومياهاً وموارد بشرية". وقال أن الأزمة الغذائية العالمية الراهنة كان لها بالفعل "نتائج سياسية واجتماعية مأساوية في بلدانٍ مختلفة"، ويمكن "أن تعرِّض السلام والأمن العالميين لمزيدٍ من الخطر". لكنه لاحظ أن "الأزمة كانت بالضرورة سجلاً لكارثةٍ سبق التنبؤ بها"، إذ بالرغم من الوعد الجليل الذي قطعه مؤتمر القمّة العالمي للأغذية عام 6991، لخفض عدد الجياع في العالم إلى النصف بحلول عام 5102، لا تزال المعونات الزراعية بالبلدان النامية كما هى بلا زيادة، وليس هذا فحسب بل وسجلّت أيضاً تراجعاً كبيراً منذ ذلك الحين.
وأشار المدير العام للمنظمة أنّه حذّر الرأي العام في وقتٍ يعود إلى سبتمبر/أيلول الماضي منبهاً إلى أخطار الاضطرابات الاجتماعية والسياسية بسبب الجوع، وأنه وجه نداءً في ديسمبر7002، دعا فيه إلى تعبئة 7.1 مليار دولار أمريكي للمساعدة في تجاوز الأزمة من خلال تيسير حصول المزارعين على البذور والأسمدة والأعلاف الحيوانية وغيرها من المدخلات. غير أن النداء لم يجد غير أذنٍ صمّاء، على الرغم من التغطية الصحفية الواسعة والمراسلات التي جرت مع البلدان الأعضاء والمؤسسات المالية. وأضاف السنغالي ضيوف : "وفقط حين خرج المعدمون، والمحرومون من وفرة مناضد الأغنياء إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم ويأسهم بدأت تظهر أولى ردود الفعل لمساندة المعونة الغذائية". وأكد قائلاً أن "من الأهمية بمكان اليوم إدراك أن زمن الكلمات قد انقضى منذ ردحٍ طويل وأن الوقت حان للعمل".
وقال أن "لا أحد يفهم كيف يمكن إنشاء سوقٍ للكربون بقيمة 46 مليار دولار أمريكي لدى البلدان المتقدمة بينما لا يمكن العثور على أموال للحيلولة دون إزالة الغابات بمعدل سنوي يبلغ 31 مليون هكتار".
وما يستعصي على الفهم بنفس القدر أن ثمة إعانات مالية بمقدار 11-21 مليار دولار أمريكي إستُخدمت عام 6002 لتحويل 001 مليون طنّ من الحبوب بعيداً عن الاستهلاك البشري، "على الأكثر لإشباع العطش إلى وقود العربات".