Food Crisis: The World needs only 30 billion a year to eradicate hunger (Arabic)


العالم يحتاج فقط 03 مليار دولار سنوياً لاستئصال لعنة الجوع
جاك ضيوف في قمة روما: "إنقضى زمن الكلمات وثمة حاجة إلى الإجراءات"
[روما 3 يونيو 8002] - فيما أشار إلى إنقضاء زمن الكلمات وإلى الحاجة الماسة إلى الإجراءات،  ناشد الدكتور جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، اليوم زعماء العالم تعبئة 03 مليار دولار أمريكي لإعادة إطلاق القطاع الزراعي في العالم وتلافي تهديدات الصراع حول الغذاء مستقبلاً.
في خطابٍ حماسي بافتتاح قمّة روما المنعقدة لبحث أزمة الغذاء التي تهدد مليار نسمة حالياً، لاحظ الدكتور ضيوف أنّ العالم أنفق عام 6002 ما مقداره 0021 مليار دولار أمريكي على الأسلحة، في حين قد تصل قيمة الغذاء المُهدَر في البلد الواحد إلى 001 مليار دولار... بينما يبلغ الاستهلاك الفائض المسبِّب للبدانة في العالم 02ملياراً.
وتساءل الدكتور ضيوف، بالقول: "وبناءً عليه، كيف يمكن أن نقنع أصحاب العقول والنوايا الجيدة أنه تعذّر علينا تدبير 03 مليار دولار سنوياً لكي يصبح في إمكان 862 مليون جائع إمتلاك أكثر حقوق الإنسان أساسيّةً: أي الحقّ في الغذاء ومعه الحقّ في الحياة؟". وأضاف ضويف: "والموارد بمثل هذا الحجم هي بالتأكيد ما سيجعل من الممكن إبعاد شبح الصراعات على الغذاء الذي يلوح في الأفق".
زيادة الإنتاج بالبلدان الفقيرة
صرح الدكتور ضيوف بأن "الحلّ الهيكلي لمشكلة الأمن الغذائي في العالم يكمُن في زيادة الإنتاج والإنتاجية لدى بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض". وأوضح أن ذلك "يتطلّب حلولاً إبداعية مبتكرة، من بينها اتفاقيات الشراكة فيما بين البلدان التي تملك موارد مالية وإمكانيات إدارية وتقاناتٍ، وتلك التي تملك أراضٍ ومياهاً وموارد بشرية". وقال أن الأزمة الغذائية العالمية الراهنة كان لها بالفعل "نتائج سياسية واجتماعية مأساوية في بلدانٍ مختلفة"، ويمكن "أن تعرِّض السلام والأمن العالميين لمزيدٍ من الخطر". لكنه لاحظ أن "الأزمة كانت بالضرورة سجلاً لكارثةٍ سبق التنبؤ بها"، إذ بالرغم من الوعد الجليل الذي قطعه مؤتمر القمّة العالمي للأغذية عام 6991، لخفض عدد الجياع في العالم إلى النصف بحلول عام 5102، لا تزال المعونات الزراعية بالبلدان النامية كما هى بلا زيادة، وليس هذا فحسب بل وسجلّت أيضاً تراجعاً كبيراً منذ ذلك الحين.
برنامج التصدي للجوع
تذكّر الدكتور ضيوف أن نحو 42 مليار دولار أمريكي كانت مطلوبة لتمويل برنامجٍٍ التصدي للجوع، المُعدُّ لمؤتمر القمة العالمي الثاني للأغذية عام 2002. وقال: "لكن الحقائق اليوم تتحدّث بذاتها: فخلال الفترة من 0891 إلى 5002 هبطت المعونة المقدمة للزراعة من 8 مليارات دولار أمريكي (4002كأساس) في عام 4891 إل4.3 مليار بحلول عام 4002، أي ما يشكّل انخفاضاً مقداره 85 بالمائة". وما لاحظه أيضاً أن حصّة الزراعة في المساعدات الإنمائية الرسمية تراجعت من 71 بالمائة عام 0891 إلى ثلاثة بالمائة فقط عام 6002.
وفي هذا الصدد قال أن ثمة خططاً كانت معدّة بالفعل من قِبل البلدان النامية بالاشتراك مع المنظمة، لمعالجة الأمن الغذائي بفعّالية في العديد من أقاليم العالم. وأضاف: "لكن ردّ فعل المجتمع الدولي مع الأسف يأتي فقط حين تسلِّط أجهزة الإعلام أضواءها على المعاناة الأليمة في العالم فتنقلها إلى داخل منازل الُبلدان الثرية".
إضطرابات سياسية واجتماعية
وأشار المدير العام للمنظمة أنّه حذّر الرأي العام في وقتٍ يعود إلى سبتمبر/أيلول الماضي منبهاً إلى أخطار الاضطرابات الاجتماعية والسياسية بسبب الجوع، وأنه وجه نداءً في ديسمبر7002، دعا فيه إلى تعبئة 7.1 مليار دولار أمريكي للمساعدة في تجاوز الأزمة من خلال تيسير حصول المزارعين على البذور والأسمدة والأعلاف الحيوانية وغيرها من المدخلات. غير أن النداء لم يجد غير أذنٍ صمّاء، على الرغم من التغطية الصحفية الواسعة والمراسلات التي جرت مع البلدان الأعضاء والمؤسسات المالية. وأضاف السنغالي ضيوف : "وفقط حين خرج المعدمون، والمحرومون من وفرة مناضد الأغنياء إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم ويأسهم بدأت تظهر أولى ردود الفعل لمساندة المعونة الغذائية". وأكد قائلاً أن "من الأهمية بمكان اليوم إدراك أن زمن الكلمات قد انقضى منذ ردحٍ طويل وأن الوقت حان للعمل".
وذكر المدير العام للمنظمة أن ثمة 268 مليون شخص في العالم لا يملكون الحصول على غذاءٍ كافٍ. لكن الأزمة الغذائية الحالية تتجاوز البُعد الإنساني التقليدي إذ تؤثر على الُبلدان الصناعية أيضاً مسبّبةً ارتفاع مستويات التضخّم لديها.
قرارات شجاعة
في الوقت ذاته حذّر الدكتور ضيوف قائلاً: "إننا إن لم نُسرع باتخاذ قراراتٍ شجاعة على نحو ما تقتضيه الظروف الراهنة، فمن شأن التدابير التقييدية المتَخذة من قِبل البلدان المُنتِجة للإيفاء باحتياجات سكانها، وتأثير تغيُّر المناخ والمُضارَبة في أسواق المعاملات الآجلة أن تضع العالم إزاء موقفٍ خطير".
وأوضح أن ثمة حاجة إلى حلولٍ مُستدامة ومُجدية لتضييق الثغرة بين العرض والطلب. وفيما عدا ذلك "فمهما كان مقدار احتياطياتها المالية، قد لا تجد بعض البلدان غذاءً تشتريه".
ولاحظ المدير العام للمنظـمة أنّ التناقضات والتحريف على مستوى السياسات الدولية قد فاقمت أيضاً من الأزمة الراهنة.
وقال أن "لا أحد يفهم كيف يمكن إنشاء سوقٍ للكربون بقيمة 46 مليار دولار أمريكي لدى البلدان المتقدمة بينما لا يمكن العثور على أموال للحيلولة دون إزالة الغابات بمعدل سنوي يبلغ 31 مليون هكتار".

الغذاء أم الوقود
وما يستعصي على الفهم بنفس القدر أن ثمة إعانات مالية بمقدار 11-21 مليار دولار أمريكي إستُخدمت عام 6002 لتحويل 001 مليون طنّ من الحبوب بعيداً عن الاستهلاك البشري، "على الأكثر لإشباع العطش إلى وقود العربات".

كذلك لا يمكن تفسير كيف لم تُخصَّص استثماراتٌ ذات شأن في زمن العولمة، للوقاية من قائمةٍ طويلة من الأمراض الحيوانية الرئيسية العابرة للحدود، بدءاً من مرض نيوكاسل إلى الحُمّى القلاعية.
بيد أن التناقض الأساسي يتجلّى من خلال الحقيقة الماثلة في أن بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد حَرفَت الأسواق العالمية، بإنفاق 273 مليار دولار أمريكي عام 6002 فقط، على دعم قطاعها الزراعي.
واختتم الدكتور ضيوف حديثه بالقول أن "مشكلة انعدام الأمن الغذائي هي مشكلةٌ سياسية". وأضاف أنها "مسألة أولويّات في وجه أكثر حاجات الإنسان أساسيّةً. فما يحدِّد رصد الموارد هو الخيارات التي تتخذها الحكومات".
أخبار أخرى من روما 8002
الأمم المتحدة تطالب بمضاعفة انتاج الغذاء [3 يونيو 8002]
قمة الغذاء تتهم القيود التجارية في أزمة الأسعار [3 يونيو 8002]
 كرين: ملف أزمة الغذاء [أبريل- مايو]
بي بي سي: ملف أزمة ارتفاع الأسعار

pdf: http://www.fao.org/newsroom/ar/news/2008/1000853/index.html

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.