كرينميل 40
ملف كرين والألعاب الاولمبية
بعد اكثر من أسبوعين من الفعاليات الرياضية المستمرة والتي شملت ألسباحة والتجديف وركوب الدراجات والجري والقفز والرماية والركل والغطس وغيرها الكثير من الرياضات، اختتمت الالعاب الاولمبية الصيفية لعام 2012 في لندن، حيث عزفت الموسيقى بأنواعها وغنى المغنون من كافة انحاء بريطانيا لعدة ساعات.
لقد تنافس أكثر من 10،000 رياضي من 205 دولة على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، في اجواء انجليزية حملت المطر احيانا والشمس احيانا أخرى، وتعايش فيها مزيج من الثقافات المختلفة من شتى انحاء المعمورة. فيما خلف هذه الثقافات التي انسجمت رياضيا، خلفيات أيديولوجية وسياسية واجتماعية وسجلات لحقوق الإنسان تركت كل في مكانها، لترفع الاعلام الملونة وينشد النشيد الوطني لكافة الدول.
انه لمن الجيد محاكمة المشاركين جميعا دون استثناء بما يتعلق بملف حقوق الانسان وبخصوصية اكبر واقع حقوق الطفل لتلك الدول سواء الرابحة او الخاسرة، حيث من الظلم الربط بين التردي في حالة حقوق الطفل والخسارة في الاولمبياد، حيث المقارنة غير عادلة، اذ ان الكثير من الدول قد ربحت الكثير من الميداليات الا ان درجتها في ميزان حقوق الطفل متردية للغاية. اليكم هذا المقاربة او لنقل المحاكمة التي تجريها كرين والتي تربط بين واقعين- حقوق الطفل من جهة والاولمبياد من جهة اخرى.
قواعد الألعاب
كمعلق رسمي، فان كرين سوف تقوم بالحكم على اداء كل دولة في مجال حقوق الطفل اعتمادا على مدى نجاحها في التمسك والدفاع والسعي الى هذه الحقوق. من المؤسف اننا لن نقوم بمنح اي ميداليات ضمن اولمبياد كرين هذا إلا اننا سنصدر شهادة حسن سلوك وبراءة ذمة مصدقة للبعض، وقد نحجبها عن آخرين كل حسب ادائه، وذلك بإلقاء الضوء على السلوك السيئ او الايجابي احيانا!، وتوخيا للدقة والموضوعية فإننا سنعتمد في قياسنا على المعايير العشرة التالية في مجالات القانون الدولي، والتقارير المقدمة الى الامم المتحدة، واليات الحماية الوطنية اضافة الى الحملات التي تقوم بها كرين:
1.الدول الموقعة على آلية الشكاوى الخاصة باتفاقية حقوق الطفل
2. الدول التي صدقت على البروتوكولين الاختياريين لاتفاقية حقوق الطفل (البروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة، والبروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال واستغلال الأطفال في البغاء وفي المواد الاباحية)
3. إنشاء وتعيين امناء مظالم للأطفال 4. تقارير الدول المقدمة إلى لجنة حقوق الطفل 6. فرض الحظر على العقاب البدني للأطفال 6. حظر الاحكام اللاانسانية بحق الاطفال 7. خفض الحد الأدنى لسن المسؤولية الجنائية أو اي اقتراح يشمل تخفيضه لما دون 18 سنة 8. الدول التي وردت في قائمة العار للامين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والصراع المسلح 9. الدول التي وردت في "مؤشر حرية الصحافة" لمراسلون بلا حدود 10. قوانين او مشاريع قوانين وطنية جديدة، والتي تؤثر على حقوق الطفل
تحطيم الارقام القياسية (والقانون)
حطم احد الارقام القياسية في وقت مبكر من انطلاق الاولمبياد، لتحتل نساء كوريا الجنوبية المرتبة الاولى في الرماية، فيما حصل الفريق الاولمبي الكوري الجنوبي على أفضل نتيجة في تاريخه في أولمبياد لندن بوصوله الى المركز الخامس بحصوله على 13 ميدالية ذهبية. ولكن وعلى الرغم من تميزه في الرماية وفي كرة القدم، إلا ان الدولة لم تصب الهدف وذلك اذا ما تعلق الامر بالعقاب البدني للأطفال حيث ان حظر العقاب البدني لم يتحقق سواء في المنزل أو المدارس أو المؤسسات العقابية ومؤسسات الرعاية البديلة. يضاف الى ذلك اقتراح وزارة العدل في البلاد لخفض الحد الأدنى لسن المسؤولية الجنائية من 12 سنة والذي هو اصلا منخفض إلى أقل من عشرة اعوام.
حطمت أستراليا الرقم القياسي الاولمبي في سباق الحواجز للسيدات 100متر، لكنها بالمقابل مستمرة بخرق القانون الدولي بما يتعلق بمعاملة الأطفال غير المصحوبين الذين يصلون إلى سواحلها حيث تعاملهم كما البالغين وتعتقلهم بصورة غير قانونية لفترات طويلة تصل إلى 948 يوما وفقا لآخر تقرير.
تهانينا إلى كينيا لكسرها الأرقام القياسية العالمية، حيث هذه المرة في سباق 800 متر للرجال. أحسنت فعلا أيضا لحظرها العقاب البدني للأطفال في جميع الأماكن، بما في ذلك المنزل، واتخاذ خطوة هامة لحقوق المرأة من خلال حظر وتجريم تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. مع ذلك، فإن البلد لن يحصل على الجائزة الذهبية لحقوق الطفل، فعلى الرغم من حظر السجن مدى الحياة على الاطفال، إلا ان الاطفال لا زالوا يحتجزون ضمن ما يسمى "at the President's pleasure” كبديل لعقوبة الإعدام.
لفتت الأرجنتين الاهتمام في بطولة ويمبلدون خلال نصف نهائي التنس والذي دام أربع ساعات و 26 دقيقة، وهي أطول مباراة تنس في التاريخ الاولمبي. لقد طال انتظار أحكام الإدانة التي صدرت بحق الأنظمة الديكتاتورية السابقة في يوليو تموز بتهمة سرقة العشرات من أطفال المعتقلين اليساريين السياسيين خلال الحرب القذرة في البلاد. ويعتقد أن حوالي 500 طفل قد سرقوا خلال هذه الفترة.
ابحار ولكن؟
كان من السهل على الرياضية الاسبانية الحائزة على ذهبية الابحار الوصول الى منصة التتويج – ولم يكن هناك قلق بشأن تذكر كلمات النشيد الوطني! لكن الحكومة، وبالمقابل، يبدو انها نسيت فقر الأطفال في البلاد في خضم تدابير التقشف، حيث تشير اليونيسف أن إسبانيا لديها أعلى معدل فقر للأطفال من بين الدول ال 17 في منطقة اليورو.
في الوقت نفسه، فقد فجرت المكسيك مفاجأة في كرة القدم للرجال، بفوزها على البرازيل ذات الشهرة العالمية 2-1. لكن الحكم من قبل كرين يؤكد أن الميدالية الذهبية هي أكثر من ان تستحقها الدولة وذلك لعدم إشراك المجتمع المدني في صياغة القانون المقترح لحماية حقوق الطفل، وعلاوة على ذلك تعرضها لانتقادات بسبب ان أحكامها لا تعكس جميع الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل. اضافة الى ما ذكر فهناك شيء واحد مؤكد، فان الحرب على المخدرات قد اوقعت عدد كبير من الوفيات بين الاطفال وان استمرارها يعني مزيد من الضحايا بين الاطفال.
خيبة أمل داخل وخارج المضمار
اصيبت طاجكستان بخيبة امل كبيرة بعد حصولها على برونزية واحدة، وفي كرين لدينا خيبة امل اكبر حيث ميل الدولة لقمع حرية الدين بعد أن منعت الأطفال من ممارسة طقوس العبادة في المساجد أو الانضمام الجمعيات الدينية. في الوقت نفسه فان أوزبكستان المجاورة قد حصلت على المركز الاول في مسابقة المصارعة للرجال 120كغم، إلا ان سجلها في مجال عمل الأطفال هو بعيد كل البعد عن اي أداء من الدرجة الأولى بما يتعلق بالدفاع عن حقوق الأطفال.
مع حصولها على ميدالية فضية، اصيبت مصر بخيبة امل كبيرة، ويجب ان تصاب مصر بنفس الخيبة على صعيد عدد ميدالياتها من كرين. لقد حقق الشعب الذهبية بامتياز بعكس الحكومة تماما، وذلك مع مشروع القانون الأخير الذي يسعى إلى تخفيض الحد الأدنى لسن الزواج للفتيات من 18 الى 14 عام، وكذلك اقتراح الغاء الحظر لعام 2008 المتعلق بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث. في الوقت نفسه فسوف تواجه المنظمات غير الحكومية قيودا مشددة على عملها إذا ما تم الموافقة على مشروع قانون المنظمات غير الحكومية. إن القانون يمنع المنظمات من الحصول على التمويل الأجنبي ويمنعها من العمل في قضايا تعتبر تهديدا لسيادة الدولة.
لا ميداليات من اي نوع كان لإسرائيل وذلك نظرا لأدائها السيئ على المضمار. اما خارج المضمار وعلى الرغم من ان الدولة لم ترد في قائمة العار للامين العام للأمم المتحدة بما يتعلق بالأطفال والصراع المسلح، إلا ان التقرير يبين أن اسرائيل قتلت 20 طفلا فلسطينيا منذ عام 2011، في حين أصيب 448. وفي الوقت نفسه فان النظام القانوني الإسرائيلي هو دون احترام حقوق الطفل، والأسوأ، أنه يكرس التمييز العنصري المنهجي، حيث الحد الأدنى لعقوبة الحبس للطفل الاسرائيلي هي 14 مقابل تحديده وبطريقة مشينة سن 12 للأطفال الفلسطينيين وأمام المحاكم العسكرية.
صرخة من أجل التغيير
فازت ايران بستة ميداليات من اصل 12 ميدالية في ألمصارعة، إلا ان الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم لا زالت تصارع المشرعين في البلاد من اجل تعليق عقوبة الإعدام. لقد اعدم ما لا يقل عن ثلاثة أحداث جانحين في عام 2011. فيما يعتبر السجن مدى الحياة والعقاب البدني بحق الأحداث قانوني في البلاد.
اما كازخستان فمن الواضح ان رباعيها استطاعوا ان يكونوا الابرز في حمل الاثقال، حيث فازوا بأربع ميداليات ذهبية في مسابقة رفع الاثقال. لكن وبالمقابل فان الدولة لا تضع وزنا عندما يتعلق الأمر بقضاء الأحداث، فقد سلطت لجان الأمم المتحدة الضوء على عدم وجود قضاة متخصصين ومحاكم أحداث في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن انتشار سوء المعاملة التي يتعرض لها الأحداث أثناء الاستجواب والاحتجاز. الامر نفسه بالنسبة لتونغا، التي لم تقدم اي تقرير إلى لجنة حقوق الطفل، على الرغم من تصديقها على الاتفاقية في عام 1995.
اضافة الى الميداليات التي فازت فيها في سباقات المضمار، فلا زالت جامايكا تثبت نفسها كدولة تسير كما سرعة البرق، كما يرجح ان تتصدر جيرانها في الكاريبي بما يتعلق بالتعامل مع العقاب البدني بحق الأطفال. يذكر ان أعضاء مجموعة الكاريبي (CARICOM) التزمت حديثا بالعمل من أجل إنهاءه في المدارس. إلا اننا لا زلنا بانتظار اي الدول التي سوف تقوم اولا بحظر العقاب البدني في كافة الظروف وأي منها سوف تصل إلى خط النهاية أولا؟ حتى الآن، فان كوراساو، وهي منطقة في الكاريبي تتبع مملكة هولندا، تقود السباق متصدرة.
كلنا رغبة ان نرى دول منطقة الكاريبي تقود سباقا لحظر السجن مدى الحياة بحق الأطفال. هناك على الأقل تسع دول في المنطقة تنص قوانينها على السجن مدى الحياة، في حين ان هناك ما لا يقل عن سبعة دول قد نفذت عقوبة السجن مدى الحياة بحق الأطفال بدلا من عقوبة الإعدام. لمزيد من المعلومات، يرجى قراءة تقرير كرين حول الأحكام بالسجن مدى الحياة بحق الأطفال في دول الكومنولث هنا.
لنتذكر أولئك الذين تركوا خلفنا
لم يسمع النشيد الوطني للدولة الأحدث في العالم، "جنوب السودان" خلال دورة الالعاب الاولمبية، حيث ان البلاد لا تملك لجنة أولمبية وطنية، وبالتالي لم تصبح بعد دولة تستطيع المشاركة والتصديق على الميثاق الأولمبي. ولكن وعلى الرغم من ذلك، فان كرين توجه التحية لهذه الدولة الاحدث في العالم، حيث أصبحت ثالث دولة أفريقية تحظر العقاب البدني بحق ألاطفال في جميع الظروف والاماكن. اما الخطوة التالية لهذه الدولة فهي التصديق على اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولين الاختياريين بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة وبشأن بيع الأطفال وبغاء الأطفال والمواد الإباحية.
عدد من الدول لم تفز بأية ميدالية، وعلى الرغم من تعاطفنا مع عدد منها، إلا اننا لن نكترث للعدد الاخر، كدول المحيط الهادئ مثل كيريباتي وتوفالو، لأنها لم تعين أمين المظالم للأطفال، وتضفي شرعية على احكام السجن مدى الحياة والعقاب البدني كعقوبة للأحداث، وأيضا لم تصدق على البروتوكولات الاختيارية للاتفاقية. وعلاوة على ذلك، فهي ليست موقعة على آلية تقديم الشكاوى للأطفال الخاصة باتفاقية حقوق الطفل.
وكذلك الامر مع سوريا حيث لم تبل الريق بأي ميدالية في دورة الالعاب، ويأتي ذلك في ظل حالة من الادانة من الامم المتحدة لهجومها المستمر على المدنيين. لقد وردت سوريا في قائمة العار للامين العام للأمم المتحدة بما يتعلق بالأطفال والصراع المسلح، بسبب القتل والتشويه والاعتقال التعسفي والاحتجاز والتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي بحق الأطفال. وتم توثيق مقتل أكثر من 2،000 طفل منذ مارس اذار 2011. ومما لا يثير الدهشة، ان هذا البلد على وشك أن يصبح واحد من ثلاث دول الأكثر قمعا لحرية الصحافة، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود.
بنما لم تبلي بلاء حسنا سواء على صعيد الميداليات، أو في مجال قضاء الأحداث. مع عدم وجود ميداليات في دورة الالعاب الاولمبية، فقد خفضت بنما مؤخرا الحد الأدنى لسن المسؤولية الجنائية، جنبا إلى جنب مع جورجيا ليصبح 12 سنة بدل من 14 سنة. كما انهما ليستا ضمن الدول الموقعة على آلية تقديم الشكاوى للأطفال الخاصة باتفاقية حقوق الطفل.
الشيء نفسه ينطبق على الفلبين التي لم تحصل على اي ميدالية، حيث يقترح مشروع قانون للعام 2012 بتخفيض السن الدنيا للمسؤولية الجنائية من 15 الى 12 سنة. وهذا الاقتراح بمثابة خطوة إلى الخلف حيث تم رفع السن الدنيا للمسؤولية الجنائية من تسعة إلى 15 عام 2006.
التغيير نحو الافضل؟
على الرغم من ان المملكة العربية السعودية شاركت اول مرة في الالعاب الاولمبية في ميونيخ عام 1972، إلا انا الأمر استغرق أكثر من 40 عام كي تشارك النساء في دورة الالعاب الاولمبية 2012 في لندن، حيث قوبلت الرياضية السعودية الوحيدة بحفاوة بالغة خلال سباق 800 متر للسيدات. السعودية فازت بالميدالية البرونزية لفريق الفروسية، وكلنا امل ان نرى اصلاحا وبخطى سريعة على صعيد المساواة بين الجنسين.
تستحق جنوب أفريقيا الثناء على الفوز بست ميداليات خلال مشاركتها في ألاولمبياد وستلقى الدولة من المزيد من الثناء اذا ما قامت بحظر العقاب البدني للأطفال في المنزل. نأمل ان يتحقق ذلك في الاستعراض الجاري لقانون الطفل.
ليس مهما ان جزر القمر قد فشلت في الحصول على أي ميدالية في الألعاب، فالبلد ارتفع بشكل مثير للإعجاب الى المكان 25 على مؤشر حرية الصحافة عن ترتيب العام الماضي! مع ذلك يجب القول أن الدولة لم تصدق على البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، ولم تحظر العقاب البدني بحق الأطفال في جميع الظروف.
اللاعبون الكبار
كما كان متوقعا، كان عمالقة الرياضة الصين وروسيا من بين الفائزين بالعدد الاكبر من الميداليات، لتحصل الدوليتين على المركز الثاني والرابع على التوالي في لائحة الميداليات. في الأسبوع الثاني من دورة الالعاب الاولمبية، امن البلدين مكانهما كاثنين من كبار الفرق في سباق السباحة الإيقاعية. هذا التوافق لم ينتهي عند حد حوض السباحة، فكلا الدولتين متوافقتان اتجاه الموقف من الفظائع التي ترتكب في سوريا، فضلا عن قمع حق مواطنيها في حرية التعبير.
صنفت مراسلون بلا حدود روسيا في المرتبة 142، حيث يتم استبدال حكم القانون بسيادة الإفلات من العقاب لأولئك الذين يقتلون الصحفيين أو يهاجمونهم ويعتدون عليهم. في الوقت نفسه فان الصين تحتل المركز 174 لكونها دولة يوجد فيها العدد الاكبر من الصحفيين، والمدونين والمخالفين الإلكترونيين داخل السجن.
وروسيا هي أيضا متهمة لتمريرها مجموعة من القوانين الرجعية خلال العام الماضي، بما في ذلك تلك التي تصف المنظمات غير الحكومية ذات التمويل الاجنبى ب "عملاء أجانب"، وأنها ستواجه قيودا غاية في القسوة اذا ما رغبت في العمل؛ ومشروع قانون لمناهضة الاحتجاج والذي يسعى للحد من الاحتجاجات "غير المصرحة" من خلال زيادة الغرامات بحق المشاركين، ومشروع قانون يهدف إلى حظر انتشار "دعاية مثليي الجنس" للأطفال.
غردت الولايات المتحدة الامريكية بعيدا برزمة كبيرة من الميداليات، من بينها 46 ميدالية ذهبية، ولكن الدولة لا زالت تحمل المضرب في جيبها الخلفي للأطفال عندما يسيئون التصرف في المدرسة. لقد احتلت المرتبة الأولى والثانية في الوثب الثلاثي للرجال، لكنها لم تنجز اية وثبة ثلاثية نحو حظر العقاب البدني بحق الأطفال. في حين أن بعض الولايات قد حققت بالفعل قفزة نوعية تتعلق بحق الطفل في الحماية من العنف من خلال حظر العقاب البدني في المدارس وفي المؤسسات العقابية، إلا انه وعلى المستوى الاتحادي فان العقاب البدني في المنزل والمدارس ونظام العقوبات ومؤسسات الرعاية البديلة لا زال مشرعا.
وأخيرا، فاز البلد المضيف لاولمبياد عام 2012، بريطانيا العظمى ب 65 ميدالية، منها 11 ذهبية في سباق الدراجات والتجديف لتأتي في المركز الثالث على لائحة الميداليات. كان هناك لحظات محرجة (ولكن هزلية!) كالخلط بين علمي الكوريتين في بداية دورة الألعاب، ولكن أكد المنظمون أنهم لن يتعرضوا إلى detention at Her Majesty's pleasure" (DHMP)" " (هو مصطلح قانوني مستمدة من مادة في السلطة الشرعية لجميع الحكومات المنبثقة عن التاج. منشؤه المملكة المتحدة، وهو يستعمل الآن في جميع أنحاء مناطق الكومنولث، حيث يتم تمثيل العاهل بواسطة الحاكم العام). هناك أكثر من 300 من الاطفال المذنبين خضعوا لأحكام DHMP أو الاحكام الطويلة خلال عام 2011. لقد تحقق الكثير منذ عام 1908، ولكن المؤسف هو ما يتعلق بالموقف الإدواردي (العهد الادواردي) لقضاء الأحداث.
هذه ملاحظات كرين على الالعاب الاولمبية الصيفية في لندن 2012. ونصدقكم القول ان الدقة في عدد الميداليات كانت اخر همومنا مقابل القاء الضوء على واقع حقوق الطفل والإنسان في تلك الدول.
نلتقي مرة اخرى في عام 2016 في ريو دي جانيرو وعدد جديد من كرين والألعاب الاولمبية .
عودة للاعلى
|