مَن يمكنه رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟

لا يمكن لأي شخص ببساطة أن يتقدم بقضية للمحاكم. في التقاضي الإستراتيجي، كما في سائر أنواع القضايا القانونية الأخرى، يعتبر تحديد أطرافها مفتاح أساسي لها. يساعد هذا القسم في تحديد من سيرفع الدعوى القضائية، ضد من، ما إذا كان بإمكان الأشخاص أو المنظمات التي ليست من أطراف القضية المشاركة أو التدخل فيها أم لا، وكيف.

1.      من سيرفع الدعوى القضائية؟

الصفة Standing

مازالت جهات اختصاص كثيرة تتطلب ما يعرف بالصفة Standing، وهي طريقة أخرى لتحديد من عليه أن يتقدم بالقضية. على سبيل المثال، في بعض البلدان، للشخص أن يرفع دعوى قضائية فقط إن تضرر مباشرة أو وقع ضحية مباشرة للشخص أو الجهة أو الحكومة التي يقاضيها. من المهم معرفة ما إذا كانت جهة اختصاصكم أو جهة الاختصاص التي ترفعون أمامها الدعوى تشترط الصفة للمدعي أم لا، وإن نعم، ما الحدود التي تضعها على من يرفع الدعوى. بعض جهات الاختصاص تخفف من شروط الصفة في القضايا المرفوعة من أجل "الصالح العام"، التي غالباً ما تتضمن قضايا حقوق الإنسان.

 

منظمة ضد فرد: غالباً ما توضح اشتراطات الصفة ما إذا كان بإمكان منظمة رفع الدعوى نيابة عن الأشخاص الذين تضرروا، أم لابد أن يرفع الأشخاص دعواهم مباشرة. في حال أتيح كلا من الخيارين، لاحظوا أن الدعوى المرفوعة باسم المجموعة أو المنظمة عادةً ما تخلق شعبية للمجموعة أكثر من لو لم يرتبط اسم المجموعة مباشرة بالدعوى.

 

الأطراف الأخرى: تحدد الصفة ما إذا كان لأطراف أخرى معنية أن تتدخل مباشرة أو تنضم لقضية تم رفعها بالفعل. قد تكون هذه الأطراف الأخرى أشخاص أو منظمة لم تتضرر مباشرة من أفعال الشخص أو المنظمة أو الحكومة المدعى عليها، لكن لها مصلحة قوية بنتائج القضية.

o    قد ترغب المنظمات غير الحكومية القانونية في التدخل في قضية لأسباب متعددة. كأن ترى النقاط الأساسية في القضية محورية لمهمتها، أو أن مواردها ستفيد القضية إفادة ضرورية وجوهرية، أو ترى القضية كفرصة لتحقيق شعبية.

o    إذا لم يكن مسموحاً لأطراف أخرى الانضمام للقضية، يظل بإمكانها المساهمة بعرض رأيهم فيما يعرف بأميكوس كوريي amicus curiae، أي "أصدقاء  المحكمة". تسمح جهات اختصاص كثيرة للمنظمات المعنية بإعداد وتقديم أوراق قانونية لتأييد أحد أطراف القضية.

لمعرفة اذا ما كان يحق لمنظمة غير حكومية رفع قضية أو التدخل في قانون بلدك، انظر:  access to justice for children project.

الأطفال والصفة: الكثير من جهات الاختصاص والمحاكم أو الهيئات القضائية الدولية لا تسمح للأشخاص دون سن الرشد برفع دعاوى قضائية مباشرة، مما يعني أن على الأطفال الانتظار حتى يتموا سن الرشد للبدء في الإجراءات القانونية، أو أنهم ببساطة ليس بإمكانهم رفع دعاوى قانونية على الإطلاق. في بعض المحاكم بإمكان الوالدين أو الأوصياء أو الممثلين الراشدين الآخرين رفع دعاوى قضائية نيابة عن الأطفال. في هذه الحالات اعلموا أن الأطفال وممثلوهم قد لا يتفقوا دائماً على نفس المصالح. وينبغي بذل كل الجهد لضمان أن جميع المشتركين في القضية على علم بكافة التفاصيل قبل رفع الدعوى، وخاصة حين تتعلق الدعاوى القانونية للأطفال بمسائل عائلية أو غيرها من الشؤون الحساسة.

لمعرفة اذا ما كان يحق للأطفال رفع قضايا بأنفسهم في قوانين بلدك، انظر: access to justice for children project.

قضايا التحرك الجماعي Group action lawsuits

تعرف أيضا بتحرك فئويclass action  هي تحرك جماعي،  قد تكون  هناك إمكانية لمقاضاة جماعية لدي بعض جهات الاختصاص. بموجب نموذج التحرك الجماعي، تقوم مجموعة صغيرة من الأشخاص أو منظمة ممثلة بالتقاضي نيابة عن مجموعة أكبر من الأشخاص.

قد يشترط لرفع دعوى قضائية جماعية موافقة المحكمة، وينبغي التحقق من هذه الاشتراطات قبل تقديم القضية للمحكمة. قد تطلب المحكمة التعرف على الأشخاص الذين يرفعون الدعوى، ومزاعمهم، والأشخاص الراغبين في تمثيلهم، لذلك فمن الحكمة التفكير في كل هذا إذا رغبتم في رفع قضية تحرك جماعي.

 

أمثلة:

الولايات المتحدة: نجح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في رفع قضية تحرك جماعي ضد مدرسة محلية تقوم بالتمييز ضد الطلبة من السكان الأمريكيين الأصليين. لمزيد من التفاصيل بالإنجليزية: http://www.crin.org/Law/instrument.asp?InstID=1227


2. كيف يتم اختيار المدعي/ المدعين؟



إيجاد وتعيين المدعين

لا يتم انتقاء كافة دعاوى التقاضي الاستراتيجي بعناية منذ البداية، ولطبيعة دعوى التقاضي الاستراتيجي، فقد تجدون أنفسكم في موقف البحث عن الأشخاص المناسبين لرفع الدعوى التي تعزز قضيتكم الأساسية أو هدفكم. إذا كنتم في هذه الحال، توجد طرق عديدة يمكنكم من خلالها البحث عن وتحديد أشخاص يمكنهم رفع دعواهم أمام المحكمة، وهؤلاء الأشخاص يعرفون عادةً بـ المدعين، لكن قد يدعون أيضا بأصحاب الشكوى، أو أصحاب الإدعاء أو المطالبين.

قبل البدء في البحث عن مدعين بأي أسلوب، تحققوا من القوانين والممارسات المحلية لتحديد ما إذا كان مسموح بتعيين أو اجتذاب موكلين وكيف. ضعوا في اعتباركم أن القواعد قد تختلف بين الموكلين المدفوع لهم والموكلين غير المدفوع لهم. بغض النظر عن توقعكم أن يدفع الموكلون لقاء الخدمات القانونية المتعلقة بالقضية، تذكروا حين تتحدثون مع المدعين المحتملين أنكم تسعون لتعزيز قضيتكم أو قضية منظمتكم الأساسية. تأكدوا أن الأولوية هي لهذا الهدف. فيما يلي طرق شائعة لإيجاد أو تعيين مدعين:

  •   الزيارات الميدانية والمقابلات؛
  •   الإحالات من مكاتب المساعدة القانونية أو غيرها من مقدمي الخدمات القانونية؛
  •   الإحالات من المنظمات غير الحكومية؛
  •   قنوات تقديم الشكاوي الموجودة، كالمنظمات أو المجموعات المحلية، أو مكاتب البلدية، والنقابات المهنية أو العمالية؛
  •   إنشاء قنوات أو نقاط اتصال جديدة لتلقي الشكاوي بمساعدة المناصرين على المستوي المحلي أو الوطني، والمحامين الراغبين أو المعنيين، وطلبة كليات الحقوق، وغيرهم من المتطوعين؛
  •  تخصيص ساعات للاستشارات القانونية؛
  •    برامج التدريب؛
  •  الصحف والجرائد، والدوريات القانونية وغيرها من الإصدارات؛
  •  الإعلانات بالمطبوعات أو الموجودة على الإنترنت؛
  • الاجتماعات أو المؤتمرات مع المناصرين المعنيين والقانونيين

الاتصال بالأطفال المدعين: البحث عن مدعين صغار قد يثير الكثير من النقاط الحساسة. تذكروا أنه قد يخاف الأطفال كثيراً حين يخاطبهم أشخاص كبار لا يعرفونهم، وخاصة حين يتواجدون في محيط غير مألوف لهم أو ليسوا مصحوبين بكبار يعرفونهم ويثقون فيهم. حيثما أمكن، ينبغي أولاً الاتصال بالأطفال عبر أسرهم، أو مدارسهم أو أماكن تجمعهم للعب أو مراكز الشباب أو غيرها من أماكن تواجدهم الآمنة. إذا رأيتم أنه ينبغي مخاطبة طفل مباشرة، ينبغي عمل هذا بطريقة الطفل وبحرص شديد ألا يعرضه تصرفكم لأي خطر أو أذى لا داعي له.

تقييم المدعين المحتملين

ما أن تحددوا أن قضية المدعي المحتمل (أو المدعين المحتملين)  ستعزز قضيتكم الأساسية بشكل سليم، ينبغي حينها تقييم ظروفهم الخاصة وسماتهم الفردية على نحو شامل قبل أن ترفعوا أو يرفعوا هم الدعوى. ومن بين العوامل التي ينبغي التفكير فيها في هذا التقييم:

  •  نقاط الضعف والقوة في مطالب المدعي، والحقائق الفردية المحيطة بتلك المطالب؛

§        قد تكون مطالب المدعين أكثر قبولاً إذا كانت منبثقة من حوادث كثيرة أو مرتبطة بخلفيات متعددة.

§    في بعض الحالات، من الحكمة البقاء في حدود أطر قانونية أكثر تقليدية أو رسوخاً إذا كنتم تختبرون قوى قانون جديد أو تطعنون في تمييز واسع للنظام. مثال، قد ترغبون في تقديم مطالب مباشرة بشأن التمييز في التوظيف أكثر من اعتماد مطالب أكثر ابتكاراً أو سردية.

 

  •  السبل المادية للمدعي، وخاصة إذا كان سيدفع بطريقة ما أو بأخرى مقابل الخدمات القانونية؛
  •  أسلوب حياة المدعي، وجدوله الزمني، ووقته المتاح، وإمكانية مقابلته ومشاركته في القضية بفاعلية.
  •  اهتمام المدعي بالقضية الأساسية؛
  • السمات الشخصية كالمصداقية، والقبول، وقدرته على التواصل مع الآخرين بوضوح وفاعلية؛ و
  •  احتمالات الفوز بالقضية، وتداعيات الفوز أو الخسارة عليه.

 اعتبارات السلامة 

من الأهمية بمكان أن تضعوا في اعتباركم سلامة المدعي المحتمل أو الفعلي وكذلك سلامة الأشخاص الآخرين الذين ينضمون للقضية في أيا من مراحلها.

فقد يواجه المدعون، أو المحامون، أو المنظمات أو الآخرين ممن يسهمون في القضية، أو حتى يؤيدونها ببساطة، تداعيات شخصية واجتماعية واقتصادية خطيرة. ومن المهم للغاية ضمان سلامة وحماية كل من له صلة بالقضية. في حال وجود رد فعل معاد للقضية فور رفعها أو ساء الموقف دون المتوقع، ينبغي ضمان أن كافة الأطراف المشاركة في القضية على علم بمن يمكنهم الاتصال به في حال تعرضهم للخطر.

في حال رغبت منظمة أو شخص في الانسحاب من القضية ينبغي مناقشة هذا القرار معه/ معها، مع احترام موقفهم وأخذه فوق كل الاعتبارات الأخرى.

السرية

ينبغي الاحتفاظ بكافة الاتصالات والمراسلات بين المحامين والموكلين المحتملين والفعليين في سرية تامة. حتى مقابلاتكم مع المحامين وتفكيركم في رفع دعوى قضائية ينبغي الاحتفاظ بها سرية. حين تجرون مقابلات مع المدعين المحتملين بخصوص الدعوى القضائية، ينبغي طمأنتهم بأن كافة المعلومات التي يقدمونها ستظل سرية، إلا إذا وافقوا على مشاركتها، أو نشرها أو استخدامها بأي طريقة أخرى. كما ينبغي تطبيق هذه القاعدة سواءً أصبحوا مدعين بالفعل أو شاركوا بطريقة أخرى في الدعوى القضائية.

3. كيف يتم اختيار المدعى عليه/ المدعى عليهم؟



تحديد واختيار مدعى عليهم محتملين

بنفس قدر أهمية تحديد واختيار من يرفع دعوى قضائية تكون أهمية تحديد واختيار من تحديداً ينبغي مقاضاته. ما أن تقدم الدعوى فان الطرف المرفوعة ضده الدعوى يدعى المدّعى عليه. في بعض الحالات يكون واضحاً تماماً من يجب الادعاء عليه في الدعوى القضائية. بالرغم من ذلك، قد يتاح خيارات أكثر مما تتوقعون. هناك عوامل عديدة ينبغي أخذها في الحسبان:

موضوع الدعوى: موضوع الدعوى والقوانين التي ترغبون في تطبيقها قد تملى أو توجه صراحةً من هو المدعى عليه المناسب.

 

الإجراء: القوانين التي يستند إليها مطلبكم أو المحكمة التي تتقدمون لها بمطلبكم وقد يكون لديها متطلبات إجرائية تقترح أو تُلزم باختيار مدعى عليه معين.

 

الفوز: تلعب إمكانية الفوز في الدعوى القضائية ضد مدعى عليهم محتملين أيضاً دورا هاما، فقد يكون من الأسهل إثبات مسؤولية الضرر الذي تعرض له المدعي على مدعى عليه معين عنها مع مدعى عليه آخر، ولهذا يجب تركيز اهتمامكم ومواردكم على مدعى عليهم تملكون ضدهم أدلة أكثر.

 

التعويض: يقدم المدعى عليهم المختلفين حلول مختلفة لتعويض المدعي عن الضرر الواقع عليه في حال الفوز في القضية. مثلاً، إذا قمتم بمقاضاة شركة فقد تعرض أموال على سبيل التعويض لكنها لن تستطيع تعديل القانون. عليكم أثناء اختيار المدعى عليهم التركيز على هدفكم الأساسي من القضية لتحديد المدعى عليهم الذين يمكنهم عرض الحل الذي ترغبون في الوصول إليه. تذكروا أن المدعى عليهم أداة مهمة في إحداث التغيير الاجتماعي الذي ترغبون فيه.

المدعى عليهم المتعددين: كما أنه بالإمكان التعامل مع مجموعة من المدعين/ أو الموكلين، بالإمكان أيضا مقاضاة مجموعة من المدعى عليهم. قد يكون من المنطقي مقاضاة عدة أطراف للحصول على الإنصاف الذي تطالبون به، وخاصة إذا كنتم تطالبون بتعويض مالي. في بعض الحالات قد يحكم على مدعى عليه واحد دفع تعويض عن الإساءات التي تسبب فيها جميع المدعى عليهم الآخرون، وهذا ما يطلق عليه المسؤولية الجنائية المشتركة Joint Liability.

المدعى عليهم الشائعين في التقاضي الاستراتيجي

يوجد أنواع قليلة من المدعى عليهم عادةً في دعاوى التقاضي الاستراتيجي. وبما أن الهدف من التقاضي الاستراتيجي عموماً هو إحداث تغيير اجتماعي، فغالباً ما يكون المدعى عليهم من الجهات الحكومية. أحياناً، مع ذلك، يمكن مقاضاة شركات القطاع العام أو القطاع الخاص. فيما يلي قائمة بالمدعى عليهم الأكثر شيوعاً في قضايا التقاضي الإستراتيجي، واعتبارات أخرى ينبغي التفكير فيها لرفع دعاوى قضائية ضدهم:

 

الحكومات الوطنية: لها القوة العظمى لتغيير القوانين أو الممارسات على نطاق واسع. كما أن لديها أيضاً أكثر الموارد للدفاع عن نفسها قضائياً، وهي الأصعب في إجبارها على التغيير. من بين الأسئلة التي ينبغي طرحها قبل مقاضاة الحكومات:

o       ما الموقف الذي في الأغلب ستتخذه الحكومة من القضية؟ هل ستكون مؤيدة؟ أم ستدخل في صراع معكم؟ ولماذا؟

o       إن لم تكن الحكومة مؤيدة، هل توجد معارضة سياسية منظمة؟ هل تلك المعارضة عامة وذات صوت مسموع؟

o    أن لم تكن الحكومة الوطنية بأكملها مؤيدة، هل يوجد أفراد سياسيين سواء على المستوى الوطني أو المحلي يؤيدون قضيتكم أو قد يؤيدونها؟

o       كم عدد الموارد التي ستكون الحكومة قادرة على تخصيصها للدفاع عن نفسها في القضية؟ ما مدى مهارة محاميها؟ كيف على الأرجح ستكون إستراتيجيتهم؟

o       هل توجد انتخابات قادمة أو تغيير ما في موازين القوى قد يؤثر على موقف الحكومة؟

 

فروع الحكومة الوطنية ومستوياتها الأدنى: تشمل تلك الفئة السلطات الوطنية والمحلية، الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات معينة. في نطاق الولاية الوطنية، قد يكون للمحافظات أو البلديات أو غيرها من التقسيمات الفرعية السياسية سلطتها الحكومية الخاصة والتي تجعلها مدعى عليه مناسب. في النظام الفيدرالي، تصبح حكومة الولاية بالمثل مدعى عليه مناسب. وكما ذكر أعلاه، هناك أيضا أسئلة ينبغي طرحها عن موقف المدعى عليه المحتمل وموارده، لكن هناك أسئلة واعتبارات خاصة بمقاضاة مستوى أدنى من الحكومة:

o    في حال ربحتم القضية، هل سيكون لدى الجهة الحكومية المدعى عليها ما يكفي من الموارد والتمويل والبنية التحتية المناسبة لتحقيق مطالبكم؟

o       هل توجد معارضة محلية أو مجتمعية؟ وإن نعم. هل هناك طرق معقولة للتغلب عليها؟

o    هل ستثير القضية الاهتمام على المستوى الوطني؟ إن نعم، هل ستؤثر السياسة الوطنية على النظر في القضية أو حتى ستؤثر على الجهة الحكومية أو على المجتمع بصفة عامة؟

 

المدارس: أطفال كثيرون يقضون أغلب وقتهم في الفصول الدراسية. وغالباً ما تكون الإدارات التعليمية مدعى عليه مناسب في القضايا التي تنشأ عن قضايا حدثت في المدارس. مع ذلك، ولأن المدارس تلعب مثل هذا الدور المهم في حياة الأطفال، ينبغي تحري الحرص الشديد لئلا يتسبب رفع دعوى قضائية ضد إدارة مدرسية في تقليل فرص الأطفال التعليمية والاجتماعية وغيرها من الفرص الحياتية الأخرى.

 

الشركات الكبرى: مقاضاة شركات كبرى قد يكون له أثر عالمي ضخم، ويضع سوابق جديدة في ممارسات العمل الاستثماري. مع هذا، للشركات الكبرى أيضاً الكثير من الموارد القانونية، وقد تصبح الدعاوى القضائية ضدها فخاً باعتبار عدد الأماكن التي تقوم فيها الشركة بعملها وطرق تعاملاتها.

o    الشركات القابضة العامة، المندرجة في قائمة تداول البورصة والأضخم من حيث نطاق العمل، تتوقع ردود فعل على الدعوى القضائية من أطراف معنية كثيرة، من بين تلك الأطراف، المساهمون في الشركة، الإدارة، العمال، المؤتمنون، والمنافسون. قد تهتم أيضاً الأسواق المالية العامة، ومنظمو الأسواق. قد ينتج عن هذا اهتمام أكبر من أشخاص أكثر بقضيتكم. لكن ضعوا في اعتباركم أن هذا الأمر قد يكون لصالح القضية أو ضدها، حسب ما تراه الأطراف المعنية.

أمثلة:

 

1. ضد الحكومة. روسيا: قضايا  شيليابينسك/ماياك للمنتجات النووية. عقب أحد أكبر الكوارث النووية في تاريخ العالم، أجبر الأطفال في المناطق المتأثرة على المساعدة في أعمال الإزالة مما تسبب لهم في مشكلات صحية طويلة المدى وخطيرة. قام الكثير منهم بمقاضاة الحكومة ويتلقون الآن إعانات مالية صغيرة. التفاصيل بالإنجليزية: http://www.crin.org/Law/instrument.asp?InstID=1262

 

2. ضد مدرسة. الولايات المتحدة. براون ضد الإدارة التعليمية لتوبيكا، بكانساس. قامت مجموعة من الآباء نيابة عن أطفالهم بمقاضاة مدارس تمارس التمييز العنصري. أصدرت المحكمة الأمريكية العليا حكم تاريخي حيث أمرت جميع المدارس في أنحاء البلد بدمج هيئاتها الطلابية. التفاصيل بالإنجليزية: http://brownvboard.org/

3. ضد شركة. نيجريا: رفعت الحكومة النيجرية قضية تحرك جماعي تطالب بتعويضات لأسر الأطفال المتضررين من التجارب غير القانونية التي قامت بها شركة فايزر للأدوية لتجريب دواء غير مسجل على الأطفال. الخبر الصحفي بالإنجليزية: http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=13828&flag=news

4. ضد شركة. كوت ديفوار: رفعت دعوى قضائية في محاكم الولايات المتحدة ضد ثلاث شركات كبرى (نسلة، و آرشر دانيلز ميدلاند كو،وكارجيل) نيابة عن الأفراد الذين تم الاتجار بهم كعبيد بمزارع الكوكا حين كانوا أطفال. التفاصيل بالإنجليزية: http://www.crin.org/docs/FileManager/nestle_cocoa.pdf

 


4.      دور المنظمات غير الحكومية والأطراف الأخرى؟



المنظمات غير الحكومية

: أكثر المنظمات، إن لم يكن أغلبها، ليست مجهزة بما يكفي لتولي دعوى تقاضي استراتيجي على نطاق واسع دون مساعدة. إذا كانت الدعوى القضائية مرفوعة في موقع يبعد مسافة طويلة عن مقر المنظمة أو مكتبها الميداني، فقد يكون من الصعب جدا رفع تلك الدعوى بدون تمثيل محلي. مع ذلك، يظل بإمكان المنظمات غير الحكومية التي لا تتمتع بالموارد الكافية لرفع الدعاوى القضائية بنفسها أن تشارك مشاركة قيّمة في التقاضي الاستراتيجي. إذ يمكنها تحديد مدّعين محتملين وقضايا محتملة، وفي إدارتها، وتقديم خدمات بعينها، وتقديم المشورة في الدعاوي السارية، وتعميم تطورات القضية والقرارات والأحكام النهائية، ومراقبة تنفيذ القرارات القضائية، ومناصرة القضية الأساسية  للدعوى القضائية بطرق أخرى.

المنظمات المعنية الأخرى

بالإمكان إشراك أشخاص ومنظمات أخرى ليسوا على صلة مباشرة بالقضية، لكن لهم مصلحة في المشاركة فيها. فكروا فيمن يكون هؤلاء الأشخاص والمنظمات، ولماذا تعتقدون أنهم قد يرغبون في الانضمام للقضية. إذا كانوا مهتمين بالإمكان التفكير في جمع المصادر معاً أو في العمل على القضية معاً. مثال، يمكنكم استشارة الخبراء القانونيين، أو المنظمات غير الحكومية المحلية، أو الخبراء في المجالات التي تتناولها القضية لمساعدتكم في تشكيل إستراتيجيتكم القانونية، أو توفير أدلة مفيدة، أو حشد الدعم في المجتمع، أو عموماً لإبداء ملاحظات عامة وتشجيعكم على المواصلة. قبل البدء في التواصل معهم وأثناءه، ضعوا في اعتباركم أنكم تتعاملون مع معلومات حساسة أو سرية، وعليكم أولاً الحصول على إذن من المدعين والمحامين بخصوص التخاطب مع أي طرف ثالث ترغبون في استشارته أو ضمه للدعوى.