رفع دعوى التقاضي الاستراتيجي قد تكون عملية مطولة ومعقدة، تتضمن في مسارها الكثير من القرارات لاتخاذها. يساعدكم هذا القسم في كيفية إيجاد واختيار محامي وكيفية دفع أجره، وكيف ستقومون أنتم ومحاموكم بإثبات وتأييد إدعاءاتكم، وبانتهاء القضية، كيف تقومون بمتابعة النتيجة.
1. كيف تجدون محامي؟
الخطوات الأولى
بمجرد تقريركم رفع دعوى تقاضي استراتيجي، ينبغي أن تكون خطوتكم الأولى استشارة محامي. في حال أنكم لستم متأكدين بعد من المكان الذي بإمكانكم رفع الدعوى فيه، وهناك الكثير من القرارات لاتخاذها، فقد تكونوا في حاجة لاستشارة منظمة دولية تعمل في بلدان عديدة ومحامي مؤهل للممارسة لدى جهة الاختصاص التي تتبعونها. ما أن تقرروا أين سترفعون قضيتكم، يمكنكم وقتها أن تحددوا على أساس معلومات أكثر أين تبحثون عن محامي، وأي محامي يمكنه تولي قضيتكم على أفضل وجه.
إيجاد المحامي
ما أن يكون لديكم تصور واضح عن المحامي الذي تبحثون عنه، ابدءوا في البحث. بما أنه في الأغلب سيوجد القليل من المحامين لتختاروا من بينهم، فقد يساعدكم الاتصال بالمجموعات المذكورة أدناه على تضييق نطاق بحثكم.
شبكات المحاماة: قد ترغبون بالبدء بالاتصال بشبكات المحاماة المحلية أو الوطنية في جهة الاختصاص، كنقابة المحامين أو النقابات المهنية.
منظمات الدعم القانوني: منظمات الدعم القانوني سواء الحكومية أو غير الحكومية ومقدمي الخدمات القانونية التقليديين والتي يديرها محامون ذوي خبرة في ميدانهم، وبإمكانهم مدكم بالمشورة أو الخدمة القانونية مجاناً.
المنظمات غير الحكومية: كثيراً ما يكون لدى المنظمات غير الحكومية محامين يعملون في طاقم العمل الداخلي والذين قد يرحبون ويرغبون في تولي قضيتكم أو إحالتها لمنظمة أو شركة بإمكانها تلبية احتياجاتكم بشكل أفضل.
مكاتب الاستشارات القانونية: بعض الجامعات ومدارس القانون لديها برامج استشارات قانونية يديرها أساتذة جامعة، ومحامين، وطلبة قانون، وبالمثل قد يكون بإمكان هؤلاء تولي قضيتكم أو إحالتها للجهة المناسبة.
الإحالة: الإحالة أمر شائع جدا في الميدان القانوني، فإن لم يكن بإمكان محامي أو منظمة مساعدتكم، من المفيد دائماً أن تسألوا إذا كان بإمكانهم ترشيح من يستطيع ذلك.
التعاقد مع محامٍ
ما أن يكون لديكم عدة أسماء مرشحة لتولي قضيتكم، ستحتاجون لمزيد من المعلومات عنهم وربما مقابلتهم أيضاً قبل أن تتخذوا قراركم. وهناك عدة عوامل ينبغي اعتبارها، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
الأجر: أولاً وقبل كل شيء، ينبغي أن يكون لديكم تصور واضح عن كيف ستدفعون مقابل الخدمات القانونية التي سيوفرها لكم محام أو منظمة أو شركة المحاماة. تتوفر المزيد من التفاصيل عن تمويل قضيتكم في أقسام لاحقة بالدليل، وفيما يلي عدد من النقاط للتفكير فيها:
Ü في بعض الحالات قد تجدون محام مجاني Pro bono لتمثيلكم في دعوى التقاضي الاستراتيجي، ما معناه حصولكم على الخدمات القانونية مجاناً. ومع ذلك حتى والحال هكذا، عليكم أن تتأكدوا مما إذا سيكون عليكم تغطية أي نفقات أو تكاليف أخرى مرتبطة بالقضية، كرسوم المحكمة أو نفقات السفر.
Ü في حال كان عليكم الدفع مقابل الخدمات القانونية، عليكم أن تحددوا طريقة الدفع، هل ستكون مقابل ساعات العمل، أم كأجر ثابت محدد، وهل ستدفعون فقط في حال الفوز بالقضية، أم ستدفعون في كلتا الحالتين بغض النظر عن الناتج؟ وكيف ستصل إليكم الفاتورة؟
الخلفية والخبرة: حاولوا معرفة خلفية ومستوى خبرة المحامي أو المنظمة أو الشركة. انظروا في الخبرة بشكل عام، وفي الخبرة بجهات الاختصاص والمحاكم التي يمكنكم رفع الدعوى أمامها، وفي الخبرة بالقضايا المماثلة، أو بالمجموعات المماثلة أو بالعملاء المماثلين. اكتشفوا أيضاً إذا كان المحامي/ المحامين لديهم أية اتصالات أو علاقات بالمنظمات غير الحكومية أو اتصالات أخرى يحتمل أن تكون مهمة.
Ü إشراك الأطفال في التقاضي الاستراتيجي قد يفرض نقاط متميزة وحساسة. إن رغبتم في القيام بهذا عليكم أن تحددوا المحامين أو المنظمات من ذوي الخبرة أو التخصص في العمل مع الأطفال في النظام القضائي.
الموارد: أسألوا المحامين المرشحين عن كم الوقت والموارد التي يتوقعون توفرها لهم لتولي القضية. هل لديهم ما يكفي من التسهيلات والعاملين المساعدين؟ وإن لا، هل سيحتاجون لأية مساعدات خارجية؟ بصفة عامة من الجيد أيضاً أن تتحسسوا مدى ارتباط المحامين في تولي القضية ومدى تقبلهم للعمل مع خبراء أو مجموعات أخرى.
الفلسفة الشخصية: على الرغم من أن وظيفة المحاماة تتطلب وضع مصلحة العملاء في المقام الأول، فقد يكون من الضروري بالنسبة لكم إيجاد محامين لديهم التزام أخلاقي بقضيتكم الأساسية أو على أقل تقدير استيعاب جيد لها. بما أنكم من المحتمل أن تعملون معهم لسنوات قادمة فرؤيتكم لبعضكم البعض وجهاً لوجه في النقاط المحورية في قضيتكم يساعد في سير الأمور بمزيد من المرونة والفاعلية.
2. كيف تدفعون للمحامي؟
في جهات اختصاص كثيرة، سرعان ما تصبح التكاليف القانونية باهظة جداً. وقد يصدق هذا القول أكثر بالنسبة للتقاضي الاستراتيجي حيث قد تستغرق أفكار السيناريو أو الإدعاءات غير المسبوقة قدرا كبيرا من الوقت في البحث والإعداد لمرحلة المحكمة. مع ذلك بالإمكان عمل ترتيبات للدفع للمحامين فقط في حال الفوز بالدعوى، والأفضل من ذلك، ألا تدفعوا على الإطلاق. يوجد الكثير من الطرق الشائعة لتمويل دعاوى التقاضي الاستراتيجي دون الاتفاقات التقليدية للدفع مقابل الخدمة:
الخدمة القانونية المجانية: المحامون في الممارسة الخاصة قد يرغبون في عرض خدماتهم القانونية مجاناً. في بعض جهات الاختصاص، لأخلاقيات التمثيل القانوني المجاني تاريخ جيد، وقد يتاح لكم الاختيار من بين شركات المحاماة لمساعدتكم في رفع قضيتكم. شركات محاماة كثيرة تتوجه للمنظمات غير حكومية أو منظمات الدعم القانوني لفحص وإحالة قضايا، لذلك يمكنكم الاتصال بمنظمات ذات صلة في جهات الاختصاص المحتملة لدعوتكم القضائية لمعرفة إذا كان لديها أية شراكات أو آليات إحالة أخرى سارية مع شركات محاماة محلية أو ممارسين. اعلموا أنه حتى في حالات التمثيل القانوني المجاني، قد يظل عليكم تغطية نفقات المحكمة أو نفقات أخرى.
الدعم القانوني: بالرغم من أن الكثير من منظمات الدعم القانوني لا تمتلك الموارد الكافية لتولي دعوى تقاضي استراتيجي ضخمة، إلا أن بعض مقدمي خدمات الدعم القانوني لديها بالفعل أقسام أو إدارات بغرض تعزيز التغيير الدائم وتولي الدعاوى القضائية المعقدة. قد ترغب بعض هذه المنظمات في تولي قضيتكم وإدارتها بدون مقابل.
.الأجر المعلق أو المشروط: في بعض جهات الاختصاص، يسمح بعمل اتفاق أجر معلّق أو أجر مشروط. في اتفاق الأجر المعلق، لا يكون عليكم الدفع لمحاموكم مقابل خدماتهم منذ البداية أو بمعدل ساعات العمل، وبدلاً من هذا، يتوقف دفع أجرهم على نجاحهم. إذا كسب المحامون القضية يحصلون على نسبة من خسائر المدعى عليه، وهي المبلغ المالي الذي يقرر منحه القاضي أو هيئة القضاء أو هيئة المحلفين للمدعي كتعويض عن الضرر الذي لحق به على يد المدعى عليه. وإن خسروا، فلا يحصلون على شيء. أما في اتفاق الأجر المشروط، فقد يقل الأجر أو يزيد حسب التعويض المحكوم به، لكنه لا يُلغى تماماً.
بما أن هذا الاتفاق يتطلب غالباً أن يتضمن إدعاءكم الحصول على مبلغ مالي كتعويض، فليس من المنطقي عقد اتفاق أجر معلق أو مشروط حين يكون طلبكم من المحكمة إنصاف أكثر روائية Novel Remedy.
التأمين: قد تتمكنوا من الحصول على تأمين نفقات قانونية لقضيتكم، الذي يوفر على الأقل دفع نسبة من نفقاتكم القانونية في حال خسرتم القضية. مع ذلك، فقد يكون هذا التأمين باهظ جداً، وإن كانت قضيتكم تنطوي على مخاطرة أو أنها روائية جداً، فقد لا يتاح هذا الخيار.
3. كيف يمكنكم إثبات دعواكم؟
البدء في تحقيقاتكم
التحقيق الشامل في قضيتكم أمر مهم للغاية لتحديد أفضل إستراتيجية للفوز بالقضية داخل قاعة المحكمة. كخطوة أولى عليكم جمع كافة الوثائق والبيانات العامة المتعلقة بقضيتكم. بما في ذلك ما في الصحف والجرائد والمجلات، والإعلام، والتقارير الأكاديمية، والإحصاءات، والدراسات أو المواد العلمية الأخرى. ما أن تمتلكوا هذه المرجعيات جيداً، عليكم التفكير في الوصول للمجتمع للتحدث مع من لديهم معرفة أو خبرة فعلية بالأحداث والحوادث المتضمنة إدعاءكم القانوني. دونما تعريض المدعي للخطر أو قضيتكم للضرر فكروا في التحدث مع أصدقاء المدعي والأسرة وزملاء العمل، والمسؤولين الحكوميين والسلطات الحكومية، وغيرهم من الحلفاء أو المحامين في المنطقة، وأي شخص قد يكون شهد أو عرف شيء عن وقائع قضيتكم. تذكروا مع ذلك أنكم لن تستطيعوا الإحاطة بكل شيء علماً، وسيكون لديكم الفرصة لمعرفة المزيد عبر القنوات الرسمية حالما يتم رفع الدعوى بالفعل.
السرية: كالعادة، ينبغي الاحتفاظ بكافة المراسلات بين المحامين والعملاء المحتملين أو الفعليين بأقصى قدر ممكن من السرية. ضعوا هذا في حسبانكم بينما تجرون التحقيقات في قضيتكم حتى لا يتعرض المدعون أو القضية لأي خطر، ولا ينبغي أبداً الكشف عن معلومات حول القضية أو المدعي دون استشارة المحامي والحصول على موافقة المدعي. أحياناً يعتبر الكشف عن نيتكم رفع دعوى قضائية لآخرين انتهاك للسرية.
حفظ السجلات: من المهم جداً إنشاء سجل إثباتات مكتوبة لتحقيقاتكم، لتحتفظوا فيه بنسخ من كافة المعلومات المنشورة أو المكتوبة التي تجدونها. سجلوا ملاحظات وصور فوتوغرافية لأي مقابلة أو زيارة ميدانية تقومون بها، وإن أمكن أطلبوا الأذن لتسجيلها. تأكدوا أن تحتفظوا بكل معلومة تتوصل لها تحقيقاتكم بطريقة ما. كلما كنتم منظمين في جمع وحفظ المعلومات، كلما سهل عليكم الرجوع لها واستخدامها في أي من مراحل القضية.
الأطفال والتحقيقات: عليكم أن تكونوا أشد حرصاً من العادي في تحقيقاتكم في القضايا التي تتضمن أطفال. خاصة وأن التحدث مع والدي الطفل المدعي أو المدرسين، أو شخصيات تمثل سلطة أخرى قد يثير قضايا حساسة جداً. لتجنب تعريض الطفل لضرر ما أو الإساءة لعلاقات أسرية أو مدرسية، عليكم أن تشرحوا للطفل المدعي بشكل كامل من هم الأشخاص الذين تودون مقابلاتهم وما تودون معرفته منهم قبل البدء في تحقيقاتكم.
رفع الدعوى
بعد جمع ما يكفي من المعلومات التي تمكنكم من فهم وشرح إدعاءاتكم، بالإمكان وقتها البدء في الإجراءات القانونية. إجراء رفع الدعوى القضائية تحدده القوانين واللوائح والممارسات في جهة الاختصاص التي ترفعون أمامها قضيتكم، وتتضمن تقديم مذكرة للمحكمة توضح إدعاءكم. قبل رفع الدعوى، تأكدوا من التحقق من كافة القواعد ذات الصلة- بعض الأنظمة تتطلب مستندات رسمية ومفصلة للغاية، بينما لا تتطلب أنظمة أخرى سوى خطاب موقع من المدعي.
الإبلاغ: بعد رفع القضية، ستحتاجون في الأغلب لإبلاغ المدعى عليه بأوراقكم، الأمر الذي يتطلب عادةً عملية توصيل رسمية لإخطار المدعى عليهم بأنكم تقاضونهم. وقد يتم هذا بمدهم بنسخة من محضر الدعوى، إما مباشرة أو عن طريق المحكمة. إذا كنتم ترفعون الدعوى أمام جهة اختصاص مختلفة عن تلك التي قام في نطاقها المدعى عليهم بالانتهاك أو الفعل محل التقاضي، فقد يصعب إخطارهم بأوراقكم حسب قواعد المحكمة. إذا لم تتمكنوا من إبلاغ المدعى عليهم، فمن الجائز ألا تتمكنوا من متابعة إجراءات التقاضي أمام جهة الاختصاص تلك. في تلك الحالة، عليكم أن ترفعوا الدعوى إما حيث حدث الانتهاك أو حيث يقطن المدعى عليه.
تقصي الحقائق
تسمح أغلب جهات الاختصاص بفترة لتقصي الحقائق أو للاكتشاف بعد رفع الدعوى. أثناء هذه الفترة تتاح لكم الفرصة للحصول على مستندات ووثائق من خصومكم، كما تتاح لهم أيضا الفرصة للحصول على مستندات ووثائق منكم. بينما تصلون للمزيد من المعلومات من خصومكم، عليكم مواصلة التحقيق على أرض الواقع بأهداف وأسئلة أكثر تحديداً لتعزيز قضيتكم أكثر بينما تتطور.
الإثبات
لتصدر المحكمة حكمها، عليكم أن تقدموا لها دليل لإثبات إدعاءكم. كما ذكرنا أعلاه، تختلف قواعد تقديم الأدلة اختلافاً واسعاً لدي جهات الاختصاص، وعليكم أن تتحققوا منها جيدا قبل إجراء تحقيقكم. بوضع تلك القواعد في حسبانكم، عليكم أن تقوموا بلفت نظر المحكمة للأشياء الكثيرة ذات الصلة التي توصلتم لها أثناء تحقيقاتكم.
الشهود: يمكن للأشخاص الذين عرفوا، أو رأوا، أو خبروا أشياء ذات صلة بقضيتكم أن يخدموا الدعوى كشهود. بشكل نموذجي تقومون بترتيب حضور الشاهد للمحكمة حيث يتاح لكل من محاميكم ومحامي المدعى عليه والقاضي فرصة استجوابه. يمكن أيضاً مقابلة شاهد في المحضر خارج قاعة المحكمة إذا وافق أطراف القضية الآخرون على هذا الترتيب. فكروا فيمن يمكنه خدمتكم كشاهد وابدءوا بمقابلتهم قبل البدء في الإجراءات- تذكروا أن بإمكانكم أيضاً استجواب المدعي أو المدعى عليه في قضيتكم كشهود. عليكم أن تعدوا جيداً كافة الأسئلة التي تودون طرحها على الشهود وأي مستند أو دليل آخر تودون مناقشته معهم. قبل استدعاء أي شاهد للمحكمة أو استجوابه في المحضر، عليكم التأكد من فهمه/ فهمها لسير العملية وما يتوقع منه/ منها التحدث عنه.
- قد يكون دور الشاهد خبرة مزعجة، والعمل مع شهود صغار خاصة قد يثير قضايا لكل من الأطفال والمحكمة. حيث يصعب على الأطفال التحدث عن أحداث مزعجة، خاصة حين تتعلق بأفراد الأسرة أو أشخاص آخرين ذوي سلطة عليهم. الأكثر من ذلك صعوبة فهم الإجراءات القانونية على الكثير من الكبار، ناهيك عن الأطفال، الذين غالباً ما يكونوا أقل فهماً لنظام العدالة وممثليه وإجراءاته ومرادفاته. إذا كنتم تعملون مع أطفال شهود عليكم أن تشرحوا لهم كيف تسير العملية بمصطلحات واضحة ومباشرة يمكنهم فهمها. حين يحين الوقت ليتحدث الطفل أمام المحكمة، تذكروا أيضاً أن محاكم كثيرة قد لا تكون مصممة أو ليست معتادة على التعامل مع الطفل الشاهد، وقد يتشكك القضاة في أقوال الأطفال. مع ذلك بدأت مؤخراً بعض جهات الاختصاص في وضع بنود خاصة لشهادة الأطفال، وعليكم أن تبحثوا فيما إذا كانت المحكمة التي ستنظر قضيتكم لديها قواعد وإجراءات منفصلة للأطفال أو بإمكانها تقديم ترتيبات أو تسهيلات معينة.
لمزيد من المعلومات عن استدعاء الأطفال للمحكمة انظروا موقع المجلس الأوروبي في قسم العدالة المراعية للأطفال (child- friendly Justice) http://www.coe.int/t/dghl/standardsetting/childjustice/default_en.asp
الدليل: إذا كانت لديكم مستندات مكتوبة أو فوتوغرافية، أو دراسات أو أبحاث علمية، أو تسجيلات صوتية أو مرئية، أو دليل مادي، بإمكانكم تقديمها للمحكمة مباشرة. في بعض جهات الاختصاص، يجوز أو من المفضل تقديم الدليل للمحكمة أثناء استجواب الشاهد الذي يتعلق دوره في القضية بالدليل المقدم.
اعلموا أنه قد يتطلب منكم الأمر استدعاء الشخص الذي مدكم بالدليل للمحكمة ليتسنى لها تقييم مدى مصداقية وإمكانية الاعتماد على الدليل.
الخبراء: إذا كنتم قد أخذتم مشورة خبراء ما، يمكن لهم تقديم تقرير للمحكمة أو المثول أمام القاضي كخبير شاهد لشرح وجهة نظرهم. وكما مع أي شاهد آخر، عليكم إعداد الخبراء الذين تعملون معهم جيداً للاستجواب قبل استدعائهم للمحكمة.
الإستراتيجية
الاستراتيجيات والتكتيكات قبل المحاكمة وأثناءها أمر أساسي لإحراز النصر، وهي في جزء كبير منها مسؤولية محاميكم. مع ذلك فهذا جزء واحد فقط من الإستراتيجية العامة في قضيتكم. عليكم تطوير تصور شامل للمناصرة بما في ذلك جذب الاهتمام الدولي وحشد الدعم على نطاق واسع لقضيتكم، وقد تحتاجون للدفع لتعليم المحاكم والمشتغلين بالقانون بالنقاط التي تتضمنها قضيتكم على المستوى المحلي، والوطني، والعالمي. ينبغي أن يكون لديكم إستراتيجية متابعة لما بعد الحكم في القضية، وعليكم بالقطع توقع الطريق الطويل الذي ستقطعه قضيتكم والنضال فيها الذي سيكون أوسع من مجرد حكم محكمة واحد، مهما كان غير مسبوق أو ذو مغزى معين.
التسوية: في أحيان كثيرة قد لا يتماشى خيار تسوية القضية خارج المحكمة مع الهدف من التقاضي الاستراتيجي حيث غالباً ما لا يتيح هذا الفرصة لوضع نموذج يقتدى به في الحالات المستقبلية. لكنه مع ذلك قد يكون، في أوقات معينة، الخيار الأفضل لأسباب إستراتيجية أو عملية. إذا قررتم تسوية القضية بالفعل، فكروا في التفاوض بشأن حلول وتعويضات تتجاوز مجرد تعويض المدعي أو المدعين في دعواكم القضائية. يمكنكم إشراك المدعى عليهم، والحكومة والجمهور بفاعلية. عليكم أيضاً الإعلان عن تسويتكم للجمهور وذلك بإيداع اتفاق التسوية لدى المحكمة، إن أمكن، ومناقشة شروطه في وسائل الإعلام. قد تكون التسوية وسيلة مهمة لبدء المناصرة وإصلاح التحركات، وقد تفيد أيضاً في منع الأضرار أو الخسائر المستقبلية التي يتسبب فيها المدعى عليه أو المدعى عليهم في قضايا مشابهة.
الخسارة: إذا كنتم تشكون بشأن الفوز بقضيتكم، فما لا يؤخذ كله لا يترك كله. بإمكانكم تبني إستراتيجيات دعوية مختلفة منذ البداية أو بمجرد إدراككم لاحتمال خسارتكم. بإمكانكم البدء بطلب مراقبة المحكمة أو تعديلها، أو البدء في جهود لإسقاط قرار خارج قاعة المحكمة بمساعدة السلطات الحكومية الوطنية أو المحلية. إذا كان الدعم في جهة الاختصاص التي تنظر دعواكم قليل فكروا في إخراج دعواكم إلى نطاق أوسع. حيث الضغط الدولي وسيلة ناجحة لتعزيز التغيير الاجتماعي.
4. كيف تدعمون قضيتكم بطرق أخرى؟
موجزات أصدقاء المحكمة
تسمح بعض جهات الاختصاص للمنظمات غير الحكومية، أو الحكومات، أو النقابات المهنية، أو الشركات الكبرى، أو غيرها من الأطراف المعنية بتقديم موجزات قانونية تسمى (amicus curiae)، وهي مذكرات يكتبها "أصدقاء المحكمة" تؤيد إما إدعاء المدعي أو المدعى عليه. في جهات الاختصاص التي تقبل مثل هذا النوع من الموجزات، بإمكانكم تعيين مجموعة لدعم قضيتكم لكتابة وتقديم أوراق للمحكمة. قد تجدون أن هناك حد أقصى لعدد الأوراق المقدمة من أصدقاء المحكمة، وفي هذه الحالة عليكم أن تختاروا جيداً من ستدعونه لتقديم أوراق لتأييدكم. فكروا في مواصفات المساهمين المحتملين، وسمعتهم، وخبرتهم، ومكانتهم، ومهامهم، ودوافعهم في تأييد دعواكم، وفي جودة وأهمية العمل الذي تعتقدون أن بإمكانهم المساهمة به.
أمثلة:
1. الولايات المتحدة: بمساعدة مدرسة قانون أمريكية، قدمت منظمة هيومان رايتس واتش موجز أصدقاء محكمة للجنة الأمريكية المشتركة لحقوق الإنسان حول ترحيل مهاجرين بناءً على حكم جنائي. التفاصيل بالكامل [بالإنجليزية] هنا: http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=14053
2. أوروبا: يمكن لمفوض حقوق الإنسان بالمجلس الأوروبي تقديم موجزات أصدقاء محكمة. التفاصيل بالكامل [بالإنجليزية] هنا: http://www.coe.int/t/commissioner/Activities/mandate_en.asp
التدريب
إذا كانت قضيتكم روائية وكان القضاة والمحامين العاملين في المحكمة أو في الهيئة القضائية التي تنظرها ليست لديهم خبرة كبيرة، بإمكانكم توفير أو تنظيم أو الدعوة لعقد برامج تدريبية يقوم بإجرائها خبراء من الخارج لتعليم عاملي وموظفي المحكمة قضايا الأطفال، أو حقوق الإنسان، أو القانون الدولي، أو مجالات متقدمة أخرى في القانون ذات صلة بقضيتكم بشكل خاص.
الإعلام
التقاضي الاستراتيجي قد يصبح طريقة متميزة لجذب اهتمام الإعلام وإشراكه. يعتبر الإعلام منبر لرفع الوعي إلى حد كبير سواء حول الدعوة القضائية أو حول قضيتكم الأساسية عموماً؛ إذا أدرتم الدعاية لقضيتكم جيداً، فقد يصبح هذا الوعي بدوره دعماً للقضية. حتى إن لم تحظى قضيتكم بشعبية على المستوى المحلي أو الوطني، قد يؤثر الإعلام الدولي بإيجاد دعم على نطاق أوسع خارج حدود جهة الاختصاص التي تنظر القضية.
عند رفع الدعوى القضائية في البداية أو عند اتخاذ أي خطوة رئيسية لاحقاً، فكروا في كتابة بيان صحفي أو تنويه لوسائل الإعلام المحلية والوطنية أو الدولية.
في بعض الحالات، من المنطقي أيضاً أن تتصلوا بالسياسيين الذين بإمكانهم تأييد ومساندة جهودكم. كالمعتاد، اعلموا أن إستراتيجيتكم القانونية وكافة الاتصالات بين المحامين والموكلين هي معلومات تتمتع بالسرية والخصوصية.
الأطفال في بؤرة الضوء: التعامل مع وسائل الإعلام قد يكون أمر مخيف بالنسبة للأطفال، وينبغي أن تتذكروا أن التقاضي بطبيعته عملية عامة جداً. وخاصة في حال التقاضي الإستراتيجي، حيث غالباً ما يكون السبب الرئيسي في رفع الدعوى القضائية جذب الاهتمام الوطني أو الدولي لانتهاكات حقوق الإنسان. بسبب هذه الأمور، عليكم أن تضمنوا إعداد الأطفال المشاركين في القضية جيداً للتعامل مع الصحفيين أو المراسلين. إذا كان الأطفال الذين تعملون معهم لا يرغبون في التعامل مع الإعلام، بإمكانكم أيضا أن تطلبوا من المحكمة في بعض جهات الاختصاص أن تضمن الاحتفاظ بهويات الأطفال سرية حتى في حال نشر معلومات أخرى عن القضية.
لمزيد من المعلومات حول العمل مع الاعلام، انظر: media toolkit.
المنظمات غير الحكومية، والأكاديميون، والمتخصصون الآخرون في مجال حقوق الإنسان
غالباً ما يكون هناك مجموعات وأشخاص على نطاق واسع ممن يرغبون في مساعدتكم ومساندة قضيتكم. يمكن للمنظمات غير الحكومية توفير مساعدات مهمة بعمل حملات مناصرة لقضيتكم في المجتمع التي تعمل به، والتشبيك مع حلفاء آخرين، وإجراء البحوث حول العوامل القانونية أو الواقعية، وجمع المعلومات من أرض الواقع. الأكاديميون كذلك لديهم إمكانية الوصول لمجالات بحث واسعة النطاق وإمكانية كتابة مقالات عن النقاط المتضمنة في قضيتكم، أو التحدث في المقابلات والمؤتمرات، أو حتى رفع الوعي بها في الدوائر القانونية ودوائر حقوق الإنسان.
يمكن للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان أن توفر المراجع العلمية، أو المشورة العامة، وكذلك الفرصة للتواصل مع المجموعات المعنية الأخرى، بينما يمكن للأفراد الحقوقيين والمتخصصين في حقوق الإنسان المشاركة بخبراتهم وتقديم المشورة بشكل غير رسمي.
المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وحقوق الطفل في البلدان العربية: http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=20429&flag=report
ولا تنسوا بالطبع رسائل الدعم المهمة للغاية والتي بإمكانكم تلقيها من أفراد عائلة المدعي، والأصدقاء، والمجتمع المحيط.
5. كيف تتابعون القضية بعد الحكم فيها؟
التطبيق/ الرقابة
تسوية القضية أو الفوز بها أمام المحكمة ليس سوى بداية تغيير اجتماعي على نطاق أوسع والذي يمثل الغرض الأساسي من التقاضي الاستراتيجي. في الواقع، ظل تنفيذ أحكام المحكمة واتفاقات التسوية تحدي تاريخي أمام العاملين في ميدان التقاضي الإستراتيجي. تذكروا أن الهدف من التقاضي الاستراتيجي هو الإصلاح الدائم، وقد يكون عليكم مواصلة مراقبة تنفيذ أوامر المحكمة أو اتفاقات التسوية لضمان استمرارية تطبيقها.
الغرامات: إن وجد أي تاريخ أو نمط أو ممارسة سابقة لعدم تطبيق حكم المحكمة سواء في جهة الاختصاص أو مع مدعى عليه بعينه، فكروا في طلب حكم أو قرار من المحكمة ينص على غرامات واقعية وسهلة التنفيذ في حال عدم التزام الطرف الخاسر بتطبيق الحكم. من بينها مثلاً وضع برامج إشراف ورقابة أو فرض غرامات مالية مقابل الخسائر.
المساعدة: من المنطقي في كثير من الأحيان أن تطلبوا من المنظمات المعنية الأخرى داخل نطاق جهة الاختصاص أن تساعدكم في مراقبة وتنفيذ الحكم الذي حصلتم عليه. إذا وصلها بلاغات بأن الحكومات أو المدعى عليهم الآخرون لم يغيروا مسلكهم طبقاً لحكم المحكمة، بإمكانكم أن تطلبوا منها توثيق تلك الحالات وإحالة الأطراف المعنية لكم أو لمحاميكم.
قد تعرض مجموعات أخرى أيضاً مساعدتها بشكل مسبق لضمان تنفيذ الحكم وذلك بتوفير خدمات يتطلبها قرار المحكمة أو بإجراء مقابلات مع المتضررين لسؤالهم عما إذا كانوا يلمسون تحسن في الموقف بالفعل أم لا.
المناصرة المتواصلة
بدون مناصرة متواصلة يمكن لأي حكم أو قرار محكمة أن يطويه النسيان بسرعة – أو الأسوأ- أن يُلغى. سواء فزتم بالقضية أم لا، تعتبر المناصرة بعد التقاضي مهمة أساسية لبلوغ الهدف من التقاضي الاستراتيجي، وعليكم ألا تتوقفوا عن المطالبة بسياسات وتحسينات حكومية أفضل، كبرامج إعانة أكثر فاعلية، وخدمات التعليم والخدمات المجتمعية العامة ذات الصلة بقضيتكم الأساسية. كما يعتبر التواصل مع المنظمات ذات القاعدة الشعبية في المجتمعات المتضررة خاصة وفي جهة الاختصاص عامة أمر حيوي لنجاح جهودكم.