أضافه crinadmin في
لبنان: صور للحياة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بيروت، 19/مايو/2011 تقوم منظمة غير حكومية تتخذ من بيروت مقراً لها بتدريب الأطفال في 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين في لبنان على التقاط صور للحياة في المخيمات، اعتقاداً منها أن هذه العملية ذات مردود إيجابي من الناحية النفسية على الأطفال، وستعود بالنفع المالي أيضاً على المخيمات، وتؤدي إلى إيجاد وظائف لبعض المتدربين كمصورين محترفين في المستقبل. وقد خطرت فكرة تشجيع الأطفال على تصوير الحياة في المخيمات على بال رمزي حيدر بعدما زار مخيماً للاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي قاده لبدء مشروع "ذاكرة". وقال حيدر أن "الأطفال هم الأطفال في كل مكان،" مضيفاً أن "لديهم نفس الاحتياجات، بغض النظر عما إذا كانوا من العراق أو فلسطين أو لبنان أو أي مكان آخر، وإذا مروا بحرب أو غيرها من التجارب الصعبة، فإنهم بحاجة إلى التعبير عما شاهدوه". ويعتقد حيدر أن المعاناة في المخيمات الفلسطينية تتساوى مع ما رآه في العراق، حيث كان الأطفال مضطرين لتحمل أمور لا ينبغي عليهم تحملها، دون أية وسائل إبداعية أو فكرية للتعامل معها. وأضاف قائلاً: "بدأت أفكر في كيفية الاستفادة من الصور الفوتوغرافية للتعبير عن هذه التجارب". ومن خلال مشروع ذاكرة، تتوفر الآن فرص لمئات الأطفال للقيام بذلك من خلال التصوير الفوتوغرافي. وقد نفذت هذه المنظمة غير الحكومية مشروعين حتى الآن هما "لحظة والمشروع المتمم له "بعد لحظة". خلال مشروع لحظة، نظمت ذاكرة ورش عمل في كل المخيمات الفلسطينية بلبنان لتعليم 500 طفل مهارات التصوير الأساسية، وتم منحهم كاميرات تستخدم لمرة واحدة، وطُلب منهم تصوير الحياة في المخيمات. وقد تم نشر مختارات من الصور التي التقطها الأطفال، والتي أظهرت كل شيء من الأزقة الضيقة والمنازل الخرسانية الرمادية المميزة في المخيمات إلى أفراد الأسر والأصدقاء. وعاد الدخل الذي تم الحصول عليه، بعد ذلك على المجتمع الفلسطيني، وحتى الآن ساعد في نفقات إنشاء ملعب لكرة قدم وأرضيات ومرايا لأستوديو الدبكة في أكبر مخيمات لبنان، وهو مخيم عين الحلوة. ويستخدم مشروع "بعد لحظة" التصوير كوسيلة من وسائل التعبير والتقريب بين الناس. وقد اكتسب أكثر من 250 مراهقاً لبنانياً وفلسطينياً مهارات التصوير المتقدمة من خلال ورش عمل استمرت لمدة ثلاثة أشهر في بيروت وطرابلس وصور وصيدا وبعلبك. فرصة اقتصادية وينظر مشروع ذاكرة أيضاً إلى المستقبل، حيث قالت ريما أبو شقرة، وهي من مؤسسي المشروع: "ما نأمل القيام به بعد ذلك هو تأسيس استوديوهات تصوير في مخيمات بيروت وطرابلس وصيدا وصور وبعلبك ... كان الكثير من المراهقين الذين عملنا معهم خلال مشروع ‘بعد لحظة’ من المتسربين من المدارس الثانوية. لقد اكتشفوا أن لديهم موهبة التصوير الفوتوغرافي والآن يريدون تطويرها واستخدامها لزيادة دخلهم". وأضافت قائلة: "إنه أمر عظيم، لأنه يوجد في المخيمات، مثلما في كل مكان آخر، سوق للمصورين. الناس بحاجة إلى صور لبطاقات الهوية الخاصة بهم، وعندما يتزوجون يريدون صوراً لحفل الزفاف". وتوفر ورش العمل فرصة لتحسين مهارات التصوير الفوتوغرافي وبناء علاقات جديدة. وتمثل المهارات المكتسبة أيضاً فرصة اقتصادية في المخيمات. ولأنه مجتمع من عديمي الجنسية، يواجه اللاجئون صعوبات جمة في الحصول على التعليم والوظائف. وقالت أبو شقرة: "لقد رأينا أشياء كثيرة في الشباب الذين دربناهم: الموهبة والعزيمة والسعي للتعبير عن الذات... والعديد منهم متحمسون الآن للعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي". وقد تم نشر العديد من صور إحدى المتدربات في صحيفة لبنانية، وتم تعيين آخر كمصور للأحداث في المخيم الذي يسكن به. وأقام المشروع معارض في دبلن وأثينا وواشنطن وباريس. يشكل الفلسطينيون ما يقرب من 10 بالمائة من سكان لبنان البالغ عددهم نحو 4.2 مليون نسمة، ولكنهم يعيشون على هامش المجتمع، وفقاً للمراقبين. وعلى الرغم من أنهم يعيشون هناك منذ عام 1948، لا يزال معظمهم يقيمون في مخيمات ويواجهون الفقر والتمييز والاستبعاد الاجتماعي