كرينميل بالعربية 72
عدد خاص بالاطفال والنزاع المسلح
في هذا العدد
عين على العراق
الدولة الإسلامية
مقتل 700 طفل
تواصلت التقارير حول أهوال وفظاعة الجرائم التي ارتكبتها المليشيات التي تعتبر نفسه سنية في العراق وسوريا بقيادة "الجماعة الجهادية " (داعش)- والتي تسمى بالدولة الإسلامية حاليا- حيث استمرت تلك التقارير بإرهاب العالم، فقد هرب مئات الآلاف من شمال العراق خوفا من التطهير العرقي الذي تقوم به داعش، وقال مراقبو الأمم المتحدة أن أكثر من 700 طفل قتلوا أو شوهوا في العراق منذ بداية هذا العام بما في ذلك عمليات إعدام دون محاكمة.
بتاريخ 15 آب افيد بأن مقاتلي داعش قتلوا 80 رجلا على الأقل من اليزيديين خلال ساعة واحدة في قرية في شمال العراق وخطفوا آلاف النساء والأطفال. وقالت الأمم المتحدة بأن لديها دليلا أن المليشيات هي من قتل 670 سجين في الموصل وقامت باعتداءات أخرى صنفت كجرائم ضد الإنسانية في العراق.
منذ 3 آب، وعندما بدأت تلك الجماعة المسلحة حربها للسيطرة على المناطق المحيطة بسنجار، قتلت مئات من اليزيديين وخطفت الآلاف وأجبرت المئات منهم على الهروب من منازلهم. انظر شهادات من كوتشو، القرية التي حاولت داعش محوها عن الخارطة والتي جمعتها منظمة العفو الدولية.
التطهير العرقي
ظهرت داعش في نيسان عام 2013 تحت مسماها الأول تنظيم الدولة الإسلامية للعراق وبلاد الشام والذي بدأ من تنظيم القاعدة في العراق، ومنذ ذلك الحين انشق التنظيم عن القاعدة وأصبح احد جماعات المليشيات الرئيسية التي تقاتل ضد القوات الحكومية في سوريا والعراق. اطلع على ملخص عن الصراع بين السنيين والشيعة .
استمرت داعش، وفي تطور سريع، بقتل الأقليات العرقية والدينية وخطفهم وتهديدهم منذ منتصف حزيران عندما سيطرت بالقوة على عدد من المدن العراقية، وسرعان ما أقام تنظيم داعش معاقل في محافظة الانبار والتي انتشرت في وسط وشمال العراق مهددة بذلك وحدة البلاد. وسيطرت داعش أيضا على أجزاء كبيرة من الرمادي وكانت موجودة في عدد من البلدات الواقعة قرب الحدود التركية والسورية،
ولكن كانت الصدمة بالنسبة للعالم تتمثل بالسيطرة على الموصل، وهي ثاني أهم مدينة في العراق، وذلك في حزيران، حيث طلبت داعش من جميع المسيحيين في الموصل في تموز إما أن يعتنقوا الديانة الإسلامية أو ان يدفعوا "الجزية" أو الموت أو أن يغادروا الموصل خلال مدة أقصاها 19 تموز.
تشريد مئات الآلاف
تسبب الصراع الأخير في سنجار ومناطق أخرى قريبة من الموصل مثل دهوك وكركوك، في تشريد مئات الآلاف من السكان. تكتظ مدينتي دهوك وخانيك بالعائلات التي هربت من الصراع في سنجار والمناطق الأخرى في شمال العراق. قضى العديد منهم أياما عديدة دون غذاء ولا مياه على جبل سنجار، وأخيرا وجدوا ملجأ في المدارس والمراكز الثقافية والمباني تحت الإنشاء. يذكر ان هنالك أكثر من 1.2 مليون شخص مشرد في العراق وذلك حسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
عقد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جلسة خاصة في 1 أيلول لمناقشة الأزمة الجارية في العراق، واعتمد المجلس قرارا يدعو إلى وقف فوري لأعمال العنف والانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين في العراق، وخاصة ضد الأطفال والطوائف العرقية والدينية المختلفة، وطالب المجلس أيضا مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بإرسال بعثة سريعة إلى العراق للتحقيق في الانتهاكات المزعومة والانتهاكات التي ارتكبتها داعش والجماعات المرتبطة بها.
قالت ليلى زروقي، الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة، خلال افتتاحية الجلسة الثانية لمجلس الأمن عن الأطفال في الصراع المسلح هذا العام "كلفت داعش أطفال بعمر الثالثة عشر لحمل السلاح وحراسة المواقع الإستراتيجية واعتقال المدنيين [و] تستخدم أطفال آخرين ليقوموا بهجمات انتحارية.
استمرت الطائرات الحربية الأمريكية بضرب أهداف داعش منذ آب دعما للقوات الكردية والعراقية، وافقت كل من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وكرواتيا والدنمارك وايطاليا وألبانيا على تزويد مليشيات البشمركة الكردية بالأسلحة الخفيفة والذخيرة والإمدادات الأخرى. كتب المحلل شريف النشاشيبي، في مقالة نشرتها الجزيرة، حيث قال "لم تترك بربرية جماعات الدولة الإسلامية وتوسعها شكا بضرورة إيقافها حالا [...] [...] ولذلك سيكون صعبا على من لديهم القدرة على التدخل أن لا يفعلوا، ولكن يجب أن يكونوا هناك ضمانات للمدنيين بأن لا ينتهي بهم المطاف الى الإساءة بدل المساعدة، ولن يكون ذلك سهلا. هنالك مخاطرة كبيرة في التصدي لجماعة الدولة الإسلامية بالرغم من ضرورة فعل ذلك، [...] الشك العربي بالتدخل الغربي في منطقة الشرق الأوسط هو ثقافة موروثة نظرا لسجله المدمر. [...] أما بالنسبة لبريطانيا والولايات المتحدة تحديدا، فما زال سجلهم المدمر لاحتلالهم العراق قائما"
تاريخ من الصراع
اطلع أكثر على السجل التاريخي لانتهاكات حقوق الإنسان:
تاريخ من الصراع
الحرب العراقية الايرانية
حرب الخليج الأولى
حرب الخليج الثانية
المزيد عن الأطفال والصراع المسلح في العراق
سألت مؤسسة وار تشايلد (War Child) عام 2010 180 طفلا من جنوب العراق عن أكثر الأشياء التي تخيفهم وما هي أكثر الاشياء التي تشعرهم بالأمان، وكانت أكثر المخاوف شيوعا هي تلك المتعلقة بالصراعات، حيث ذكر العديد منهم الأسلحة والانفجارات والخطف والدبابات على أنها أكثر ما يخيفهم.
وجاء في تقرير الأمين العام لمجلس الأمن (A/68/878-S/2014/339) الصادر في 15 أيار عام 2014 عن عام 2013:
-
قتل 248 طفلا على الأقل وجرح 665 عام 2013 نتيجة أسباب عدة منها العبوات الناسفة والهجمات المعقدة وهذا الرقم هو أعلى عدد من الخسائر منذ عام 2008
-
أفادت التقارير باستمرار انخراط الأطفال في عدد من الجماعات المسلحة
-
أظهرت التقارير أطفالا يتحكمون بحواجز تفتيش تحت سلطة وزارة الدفاع بعد تجنيدهم محليا باستخدام وثائق هوية مزيفة
-
احتجز 391 طفلا على الأقل بينهم 18 فتاة في إصلاحيات الأحداث (237) أو في السجون أو مراكز الشرطة بسبب إدانتهم بتهم تتعلق بالإرهاب بموجب المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب (2005)، وذلك حسب ما قالته الحكومة.
-
تم توثيق سبع وعشرون هجمة على مدارس ومستشفيات/ مراكز صحية، حقق في خمسة منها.
تجنيد الأطفال
جاء في تقرير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة غير الدولية في العراق (يغطي الفترة ما بين 5 حزيران و 5 يوليو 2014):
تأثر الأطفال على نحو متفاوت بالصراع الحالي، حيث كانت الخسائر بين الأطفال في المناطق المتأثرة بالصراع بسبب الهجمات العشوائية والمنتظمة التي تنظمها الجماعات المسلحة وبسبب قصف الحكومة المتصاعد للمناطق المأهولة بالسكان. وردت معلومات من مصادر موثوقة عن تجنيد الأطفال واستخدامهم، حيث بدأت الأمم المتحدة بتوثيق الحالات رغم حساسية المعلومات ومخاوف الأهالي، جندت جماعات المعارضة المسلحة الأطفال، بما فيهم جماعة داعش والجماعات المسلحة الحليفة لها، واستخدم الأطفال كمخبرين ولحراسة نقاط التفتيش وفي بعض الحالات استخدموا لتنفيذ هجمات انتحارية. كما واستخدمت المليشيات المختلفة، من ضمنها المليشيات التي تدعمها الحكومة، الأطفال على نحو متزايد.
العنف ضد النساء والفتيات
عزز تدهور الوضع الأمني للبلاد منذ عام 2003 العادات القبلية والتطرف السياسي المنعكس على الدين، الأمر الذي له تأثير سلبي على حقوق المرأة خارج البيت وداخله،
فقد استهدفت المليشيات النساء والفتيات لاغتيالهن وترهيبهن للبقاء خارج الحياة العامة، وقد تزايد تعنيف النساء والفتيات في بيوتهن، فمثلا تعرضت نساء للقتل من قبل أبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن والعديد من الاعتداءات تحت زعم ان النساء قد جلبن العار للعائلة أو للقبيلة، وانتشر أيضا الاتجار بالنساء والفتيات داخل البلد وخارجها من اجل الاستغلال الجنسي.
يسرد العراقيين الذين شردوا نتيجة للهجمات الوحشية التي ترتكبها داعش، قصصا فظيعة عن اختطاف النساء والفتيات واستخدامهن كسبايا لمقاتلي داعش.
اقرأ ملخص عن الأقليات في العراق
الندوة السنوية عن الأطفال والصراع المسلح
سلطت ليلى زروقي، الممثل الخاص للامين العام المعني بالأطفال في الصراع المسلح، الضوء على عمليات القتل العشوائية الوحشية بحق الأطفال خلال الصراعات المسلحة وذلك خلال الجلسة الافتتاحية الثانية لمجلس الأمن عن الأطفال والصراع المسلح هذا العام.
ادى تفاقم الأزمات التي تؤثر على الأطفال منذ بداية عام 2014 الى خلق تحديات غير مسبوقة تلقي بظلالها على التقدم المحرز لحمايتهم من آثار الحرب، حسب ما قالت زروقي، وبينت أيضا مخاوفها إزاء التجاهل التام لحياة الإنسان الذي تبديه الجماعات المسلحة المتطرفة مثل داعش وبوكو حرام.
وقالت زروقي أيضا، في احدث تقرير قدمته للامين العام حول الأطفال والصراع المسلح، بأن الوضع في سوريا مازال مترديا، حيث قتل أكثر من 191000 شخصا منذ بداية الصراع في سوريا والذي تسبب أيضا بتشريد ثلاثة ملايين شخص للدول المجاورة بحثا عن ملجأ مخلفا 6.5 مليون آخرين مهجرين داخليا، كما شنت الحكومة غارات جوية على مناطق تحت سيطرة داعش مما تسبب في مقتل 60 مدنيا على الأقل، منهم 12 طفل .
قالت ليلى زروقي "كلفت داعش أطفالا بعمر 13 لحمل السلاح وحراسة المواقع الإستراتيجية واعتقال المدنيين، كما واستخدم أطفالا آخرون لتنفيذ عمليات انتحارية" وقال مراقبو الأمم المتحدة أن أكثر من 700 طفل قتلوا أو شوهوا في العراق منذ بداية هذا العام بما في ذلك عمليات إعدام دون محاكمة.
كما وهاجمت جماعات بوكو حرام مدارس في نيجيريا مما أدى إلى مقتل 100 طالبا على الأقل و70 معلما عام 2013، ولا تزال أكثر من 200 فتاة اختطفتهم بوكو حرام منذ نيسان في عداد المفقودين، بينما تستمر تلك الجماعة المسلحة بالاعتداء على الأطفال وخطفهم.
وفقا لتقرير نشرته مؤسسة Watchlist on Children and Armed conflict، فإن جماعة بوكو حرام والجماعات المسلحة الأخرى قد جندت الأطفال إجباريا واختطفتهم واعتدت عليهم جنسيا واحتجزتهم. لقد تسبب الصراع بين بوكو حرام وقوات الأمن النيجيرية ومليشيات الدفاع عن المدنيين، والذي بدأ عام 2009، بمقتل آلاف المدنيين وتشريد ما يقارب 650000 شخصا، اغلبهم من الأطفال والنساء.
قالت السيدة زروقي أن أكثر من 500 طفل قتلوا في غزة وأصيب أكثر من 1300 آخرين، ودعت إلى عمل تحقيق شامل عن تأثير الحرب على الأطفال، وما زالت ألاف العائلات النازحة تعيش في المدارس ويتوقع أن يبقى تعليم الأطفال في غزة محدودا، فقد دمرت القوات الإسرائيلية 244 مدرسه أو أصابتها بضرر على الأقل خلال الهجمات الأخيرة،
شهدت العديد من الدول انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال عام 2013 ومازالت تواجه نفس التحديات حاليا، ومازالت الأوضاع غير المستقرة والتوتر المتزايد في ليبيا وأفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وجنوب السودان تهدد الأطفال.
مقتل أكثر من 3000 شخص في أوكرانيا
عقد مجلس الأمن جلسة طارئة في 28 آب لمناقشة الأزمة في شرق أوكرانيا، حيث تصاعد القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لروسيا منذ نيسان عندما اقام المتمردون جمهورية شعبية نصبت نفسها بنفسها.
جاء في تقرير جديد أصدره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، بأن القتال المكثف، والذي يتضمن استخدام الأسلحة الثقيلة من كلا الطرفين، في الأماكن المكتظة بالسكان شرق أوكرانيا، قد تسبب في مقتل العديد من المدنيين بمعدل 36 ضحية يوميا.
قال ايفان سيمونوفيتش، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، بأن العدد المؤكد للذين قتلوا خلال الصراع الذي بدأ في نيسان هو 2729 شخص ولكن هذا العدد ارتفع إلى 3000 مع إضافة 298 شخص من ركاب الطائرة الماليزية وطاقمها.
دخلت هدنة لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 5 أيلول وذلك كجزء من خارطة طريق للسلام هدف لإنهاء الصراع.
الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها جنود الاتحاد الإفريقي في الصومال
صدر تقرير جديد لمؤسسة هيومن رايتس ووتش يوثق حالات من الاستغلال و الاعتداء الجنسي لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال على النساء والفتيات الصوماليات في مقديشو منذ 2013
استخدم جنود الاتحاد الأفريقي عدد من ألتكتيكات اعتمادا على الوسطاء الصوماليين، من ضمنها المساعدات الإنسانية لإجبار النساء والفتيات المستضعفات على النشاط الجنسي، كما واعتدوا جنسيا أو اغتصبوا نساء طلبن مساعدات طبية أو مياه من قواعد بعثة الاتحاد
الأفريقي. اقرأ التقرير
كلمة ختامية
"لا يمكن الإفلات من العقاب في مثل هذه الحالات من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والتي تعتبر أحيانا جرائم حرب"
ليلى زروقي، الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال في الصراع المسلح، خلال الندوة الافتتاحية لمجلس الأمن عن الأطفال في الصراع المسلح هذا العام.
عودة للاعلى
|