أضافه crinadmin في
اليمن: بدء الاهتمام بتعليم الفتيات سامية، فتاة يمنية عمرها عشرة سنوات، ضمن مجموعة قليلة من الفتيات اللائي يذهبن للمدرسة في قريتها بمحافظة الحديدة غرب اليمن، ذلك لانها تحب العلم والدراسة وتقول انها تريد ان تعلم كل سكان القرية حين تكبر. الوضع التعليمي في قرية القريطي بمديرية اليزيدية بمحافظة الحديدة اليمنية، نموذج متكرر في أغلب الاماكن الريفية باليمن، حيث يقضي النساء والقتيات معظم وقتهن في جلب المياه على ظهور الحمير، وتبقى معدلات الامية مرتفعة. تذهب سامية لمدرسة سمية الابتدائية التي تضم ستين طالبة في الصف الأول و51 طالبة فقط في الصف السابع، مما يدل على أن الكثيرات يتسربن من المدرسة قبل وصولهن إلى هذه المرحلة. يقول نسيم الرحمن، المسؤول الإعلامي بالينويسيف أنه "من السهل جذب الأطفال إلى المدرسة ولكن الصعوبة تكمن في إبقائهم فيها". وفقاً لمكتب التربية والتعليم في الحديدة، بلغ عدد طلاب المدارس الابتدائية في المحافظة عام 7002 تقريبا 653 الف طالب في من بينهم تقريبا 841 الف فتاة، يضم الصف تقريبا 43 الف طالبة و 04 الف طالب، بينما يضم الصف التاسع حوالي 01 آلاف طالب، مقابل طالباً مقابل 7 آلاف طالبة، مما يشير إلى وجود فجوة في التعليم بين الجنسين لصالح الذكور في كل المراحل. حملة وطنية لمواجهة هذه المشكلة، أطلقت اليونيسف بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم حملة وطنية تمتد لأسابيع لتشجيع تعليم الفتيات. وتتضمن الحملة تعبئة الأهالي وقادة المجتمعات والمسؤولين والقادة الدينيين ووسائل الإعلام والأطفال أنفسهم وتركز على ستة محافظات يمنية (من اجمالي 12 محافظة باليمن) بالإضافة إلى جزيرة سقطرى. وستقوم الحملة بتوزيع المواد الإعلامية وتوظيف التليفزيون والإذاعة لتوصيل الرسالة حول أهمية إلحاق الفتيات بالمدارس. وقال نسيم الرحمن لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذه الحملة الوطنية تأتي في وقت مناسب إذ يعاني اليمن من نسب التحاق منخفضة في المدارس الابتدائية. كما أن نسبة استمرار الأطفال في الدراسة الابتدائية ليست جيدة". وأضاف أن هناك فجوة كبيرة بين الجنسين في مجال التعليم، "فالفتيات هن آخر من يتم إرساله إلى المدرسة وأول من يتم سحبه منها أيضاً". وفقاً لليونيسف، في المناطق الحضرية في اليمن، تذهب 36 فتاة مقابل كل 001 صبي للمدرسة الابتدائية، بينما في الريف ينخفض هذا العدد لـ 54 فتاة مقابل كل 001 صبي. عوامل اجتماعية وثقافية يعود ذلك إلى عدة عوامل منها الفقر، والزواج المبكر، والنقص في المعلمات، والمدارس الصديقة للأطفال في البلاد وخاصة في المناطق الريفية التي تشكل 57 بالمائة من سكان البلاد (12 مليون نسمة). تقول ناظرة مدرسة سمية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "الزواج المبكر مشكلة كبيرة...فالفتيات يخسرن تعليمهن عندما يتزوجن وينتقلن للعيش في منطقة أخرى". مطلوب معلمات من جهته، قال عبد الباري محمد، مدير مكتب التربية والتعليم في الزيدية أن المديرية تواجه نقصاً في المعلمات حيث أغلقت 41 مدرسة أبوابها في منذ عام 5002 بسبب عدم توفر المعلمات، مشيراً إلى أن العديد من المجتمعات لا تسمح للمعلمين بتدريس فتياتها. بدوره، قال علي بهلول، مدير مكتب تربية الحديدة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه في الكثير من الأحيان ترسل الأسر الكبيرة (وهي كثيرة في المجتمعات الريفية) أطفالها إلى المدرسة في سن مبكرة حتى لا يسببوا المشاكل في المنزل. وأضاف قائلاً: "لا يعد التعليم أمراً مهماً بالنسبة لهم ولذلك يلتحق الأطفال في المدرسة في سن مبكرة...يجب أن يكون العمر الأدنى للالتحاق بالمرحلة الابتدائية هو ست أو سبع سنوات". جهود اليونيسف اختيرت المدرسة التي تدرس فيها سامية كواحدة من المدارس "الصديقة للطفل" ضمن "برنامج اليونيسيف لدعم حقوق الطفل والمدارس الصديقة وأنظمتها التعليمية". ويقول نسيم الرحمن أن اليونيسف خصصت 03 بالمائة من مواردها الخاصة باليمن للبرامج التعليمية. كما خصصت حوالي 813 الف دولاراً لتشجيع تعليم الفتيات في محافظة الحديدة وحدها. كما قامت عام 7002 بتوظيف 773 خريجة من المرحلة الثانوية في المجتمعات الريفية في المحافظات الست المستهدفة في الحملة. وتم اختيار 511 مدرسة منهن للعمل في الحديدة. وتتقاضى كل معلمة أجراً شهرياً قدره 001 دولار من اليونيسف وذلم بموجب مذكرة تفاهم مع وزارات التخطيط، والخدمة المدنية والتربية والتعليم لضمان توظيف للمعلمات الـ 773 بعد ثلاث سنوات. يأتي اليمن في أسفل المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين في مجال التعليم حيث يحتل المرتبة الأخيرة من بين 821 دولة بالقائمة. موضوعات ذات صلة: ** وزيرة التعليم اليمنية: التعليم صمام أمان ضد التطرف والارهاب (92 اغسطس 8002) ** طفلة يمنية عمرها 8 سنوات تحصل على الطلاق (91 ابريل 8002)