MOROCCO: Phaedophilia in Agadir (Arabic)


انبعاث عصر الغلمان من أكادير

ابرز قضايا الشذوذ الجنسي بالمغرب

التحقيقات والتقارير الاعلامية الدولية حول تفشي الظاهرة

حوار مع سمسار لدعارة القاصرين

 

الاستغلال الجنسي للأطفال من طرف بعض الشواذ الأجانب قضية خطيرة أصبحت تهدد ليس فقط جهة سوس ماسة درعة، بل المجتمع المغربي بأكمله. وهي من أخطر الظواهر التي يتعرض لها أي مجتمع، وخطورة هذا الأمر يكمن في أنها جرائم تتم في الخفاء إذ يخشى الأهالي الإبلاغ عن الجاني خوفاً من افتضاح أمرهم ولاعتبار أن ما حدث للطفل ما هو إلا جريمة بحقه وبحق أسرته.. وعملية التحرش واستغلال الأطفال جنسيا تتم إما داخل المقطورات السياحية أو داخل الفنادق السياحية المصنفة وغير المصنفة أو بالشقق المفروشة والتي تتوزع بجهة سوس ماسة درعة وبعدد من جهات المملكة، وتتم عملية استدراج الضحايا من طرف الشواذ الأوربيين الوافدين على الجهة بحجة السياحة والاستجمام بالمقربة من أمكان إقامتهم بواسطة وسطاء أو بشكل مباشر عبر تقديم إغراءات مالية متفاوتة القيمة.

عدد من الشواذ من مختلف الجنسيات خاصة من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا يتوافدون على مدن مغربية مختلفة في مختلف فصول السنة. على اعتبار أن نسبة هامة منهم هم متقاعدون عن العمل أو يمارسون أعمال حرة أو من المبحوث عنهم من طرف السلطات الأمنية ببلادهم في قضايا تهم الاستغلال الجنسي للأطفال "

تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المناهضة للسياحة الجنسية ببلادنا، وتوالت الوقفات الاحتجاجية المنظمة من طرف الفعاليات السياسية والحقوقية والنقابية والمدنية بمدينة أكادير. والتي استنكرت خلالها تلك الفعاليات تفشي ظاهرة السياحة الجنسية واستغلال بؤس وفقر مجموعة من القاصرين والشباب من مختلف الفئات العمرية .

ظاهرة تشكل بحق تهديداً للطفولة بجهة سوس ماسة درعة بصفة خاصة والطفولة المغربية بصفة عامة.

الإحصائيات والتقارير الخاصة بالفترة ما بين 5002 و8002 تشير إلى أزيد من 002 قضية مرتبطة بالشذوذ الجنسي وهتك عرض القاصرين بالعنف، متورط فيها ما يزيد عن 004 شخص، فيما بلغ العدد الإجمالي للمدانين في قضايا قوادة ووساطة وبغاء حوالي 801 شخص، من 102 قضية، وبلغ عدد المتورطين في قضايا التحريض على الفساد بالشارع العام أكثر من 1052 شخص.

كما تم حجز العشرات من الأقراص المدمجة والكاميرات ومعدات رقمية للتصوير وعدد من الحواسيب المحمولة وملابس داخلية مختلفة ودهون ومواد تستخدم من طرف الشواذ لممارسة البغاء.

وتفيد التقارير وتؤكد المصادر في تصريحات متطابقة أن " الشواذ من مختلف الجنسيات خاصة من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا يتوزعون في مدن مغربية مختلفة على مدار فصول السنة. على اعتبار أن نسبة هامة منهم هم متقاعدون عن العمل أو يمارسون أعمال حرة أو من المبحوث عنهم من طرف السلطات الأمنية ببلادهم في قضايا مماثلة ( هتك عرض القاصرين...)ويتمركزون بتلك المدن بذريعة السياحة والاستجمام.

وتتم عملية استغلال الأطفال جنسيا إما داخل المقطورات السياحية أو داخل الفنادق السياحية المصنفة والغير مصنفة أو بالشقق المفروشة والتي تتوزع بالنسبة لمدينة أكادير عاصمة الجهة التي تستقطب النسبة الأكبر من الشواذ الوافدين على الجهة في الأحياء التالية : ( تيلضي ـ زنقة مراكش ـ زنقة وجدة ـ تالبورجت ـ الشرف ـ شارع الحسن الثاني حيث تكثر الشقق المفروشة " هناك تفجرت قضية البلجيكي س.ف " ).    

أبرز قضايا الشذوذ الجنسي

ألماني يهتك عرض قاصر بغرفة داخل وحدة فندقية بأكادير بمائة درهم وعلبة سجائر

بينما كان القاصر (ط ـ د) وهو من مواليد بني ملال يتجول كعادته داخل الشريط السياحي بالمدينة صادفه سائح ألماني يدعى (مينيك رولف) البالغ من العمر 48 سنة، وتبادل معه أطراف الحديث، وبعدها قام الألماني باستدراج القاصر إلى غرفته الكائنة داخل وحدة فندقية بعد أن تسلقا معا السور الخلفي للفندق مخافة أن ينكشف أمرهما.

وفي جنح الظلام تسللا خفية حتى تمكنا من ولوج الغرفة بعدها قام الألماني بمنح مشروب غازي للقاصر. وما هي إلا لحظات حتى طلب الألماني من القاصر أن يستلقي على السرير حيث أزاله عن ملابسه تماما وباشر عملية هتك عرضه حتى قضى منه وتره. وفي صباح اليوم الموالي سلمه نظير ما قام به ورقة نقدية من فئة مائة درهم بالإضافة إلى علبة سجائر. بعد ذلك مباشرة غادرا الغرفة في اتجاه الباب الخلفي للوحدة الفندقية المحاذية للشاطئ.

غير أن الأقدار شاءت أن يلمحهما رجل أمن خاص يعمل بعين المكان والذي تقدم من أجل الاستفسار عن سبب وجود القاصر بالفندق. غير أن هذا الأخير لما لمح رجل الأمن ركض مسرعا في اتجاه الباب غير أنه لم يتمكن من بلوغ غايته بعد أن استوقفته دورية أمنية تمر بالمقربة من المكان.

بينما اختفى الألماني عن الأنظار مباشرة بعد توقيف القاصر. وبعد الاستماع للقاصر في محضر رسمي تبين من خلال البحث التمهيدي تورط الأجنبي ذو الجنسية الألمانية (مينيك رولف) حيث تابعه وكيل الملك بتهمة الشذوذ الجنسي طبقا للفصل 984 من القانون الجنائي وأسفرت المواجهة بين الطرفين عن تأكيد القاصر لأقواله السابقة التي أدلى بها خلال التحقيق التمهيدي من قيام الألماني (م.ر) باستدراجه داخل غرفته بالفندق وممارسة الجنس عليه.

شابين يمارسن الجنس على سائح ايطالي بشارع الحسن الثاني بالواجهة المقابلة لـ "لافونتين" بعد إغرائهما بالمال

الساعة تشير إلى الثانية والنصف صباحا وحركة السير بدأت تخف بشارع الحسن الثاني بأكادير، وهو أحد أهم الشوارع الرئيسية للمدينة. كان السائح الإيطالي ذو الأربعين من عمره ،والذي تعود على زيارة أكادير بشكل متعاقب واقف يترصد حركة المارة لعله يعثر على صيد ثمين.

هو الذي تعود على اصطياد قاصرين وشبان مغاربة من أجل ممارسة الجنس عليه، حيث يكتري شقة مفروشة بالمحاذاة من ملعب الانبعاث وبالمقربة من العمارة التي جرت فيها أطوار عملية تصوير الفتيات من طرف البلجيكي (ف. س)، وما هي إلا دقائق معدودة حتى استوقف شابين معروفين بعلاقاتهما المشبوهة مع السياح الأجانب. بعد الإتفاق بين الطرفين توجهوا جميعهم نحو الجهة المقابلة لـ " لافونتين " حيث توجد هناك مجموعة من الممرات الضيقة والمظلمة المحاذية للوكالات البنكية، وهناك دارت أطوار عملية ممارسة الجنس على الإيطالي من قبل الشابين المذكورين بالتناوب، حتى افتراقا بمحض إرادتهما. بعد ذلك عاودا ولوج الشارع الرئيسي وقد سلمهم مجموعة من الأوراق النقدية, واستوقفوا سيارة أجرة تم انصرفوا بينما بقي السائح الايطالي واقف بالشارع ولكنها لم تكن النهاية.

لمح الإيطالي قاصر يبلغ من العمر 71 سنة وهو الذي تعود النوم في الشارع منذ سنوات، ويدعى (ي.س) و كان هذا الأخير جالسا يتحدث مع شاب أخر يعمل في أحد المقاهي بساحة أيت سوس يبلغ من العمر 42 سنة. اقترب منهم السائح المذكور ألقى عليهما التحية تم عرفهم بنفسه وما هي إلا دقائق حتى عمد إلى لمس جهاز أحدهما عارض عليهما مرافقته لشقته لممارسة الجنس عليه، غير أنهما طردا السائح وهدداه بإبلاغ الشرطة إن لم يغادر المكان فوراً، وما هي إلا ثواني حتى اختفى الايطالي عن الأنظار.

عجوز بريطاني يضبط في حالة تلبس بالشارع العام بتارودانت :  

اهتزت ساكنة مدينة تارودانت بعد أن تفجرت فضيحة الشيخ البريطاني والذي يبلغ من العمر 66 سنة. والذي تعود على زيارة المغرب منذ أزيد من 81 سنة بهدف استقطاب قاصرين وشبان من مدينة تارودانت من أجل ممارسة الجنس عليه في كل مرة يزور فيها المغرب.

فبعدما تناول وجبة العشاء خرج كعادته في رحلة استكشافية بالمحاذاة من الفندق الذي ينزل فيه بهدف العثور على بعض الشبان أو القاصرين الذين يرغبون في ممارسة الجنس عليه، وقد التقى بشاب روداني يبلغ من العمر 81 سنة وبعد تبادل أطراف الحديث بادر الشيخ البريطاني إلى لمس قضيب للشاب، وبعد نجاح عملية الإستدراج توجها نحو أرض خلاء حيث مارس الشاب الروداني الجنس على الشيخ البريطاني.

وبعد ثمانية أيام من ذلك التقيا مجدداً وكان الشيخ قد طلب في أخر مرة التقيا فيها العثور على أشخاص آخرين لممارسة الجنس عليه. وفعلا أحضر معه طفل قاصر يبلغ من العمر 61 سنة أعطاهما 02 درهم بالنسبة للشاب و 01 دراهم بالنسبة للقاصر.

وقد تمكنت دورية أمنية بتاريخ 52 شتنبر 5002 من إيقاف البريطاني  والشاب الروداني (81 سنة) والقاصر (61 سنة) وهم جميعا في حالة تلبس بالشارع العام. وقضت المحكمة الابتدائية بتارودانت بالسجن سنتين حبسا نافذا على كل من البريطاني والشاب الروداني بتهمة الشذوذ الجنسي " حالة تلبس" واستدراج قاصر وتحريضه على الفساد فيما برأت نفس المحكمة الطفل المغرر به.

ألماني يضبط في حالة تلبس داخل شقة مفروشة رفقة قاصرين

تمكنت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن أكادير أثناء عملية مداهمتها لإحدى الشقق المفروشة من إلقاء القبض على سائح ألماني في عقده الخامس رفقة "قاصرين". حيث تعودا على الالتقاء بالسائح الألماني وممارسة الجنس معه بطريقة شاذة داخل الشقة التي يكتريها بالمقربة من مصحة "أسوليل" بالمحاذاة من شارع الحسن الثاني (الممر المقابل لباب دخول الحكام بملعب الانبعاث).  وذلك نظير تسليمه لهما مبالغ مالية تتراوح ما بين 05 و003 درهم حسب كل جلسة من جلساتهما، بالإضافة إلى مجموعة من الهدايا المختلفة بهدف إغرائهما وتشجيعهما على البقاء معه لأكبر فترة ممكنة، حتى لا يعاود البحث من جديد عن "ضحايا جدد". وتأتي عملية المداهمة للشقة التي يستأجرها السائح الألماني عقب ورود معلومات مفادها أن السائح الألماني قد حول الشقة المذكورة إلى وكر لاستقطاب عدد من القاصرين واستغلالهم جنسيا مقابل إغراءات مادية وعينية.

وبعد التحريات التي قامت بها فرقة مختصة من الدارجين بتنسيق مع مركز العمليات بولاية أمن أكادير تم التأكد من صحة المعلومات الواردة عليها سابقا من أن شيخا ألماني يزاول أنشطة مشبوهة داخل شقة بمعية مجموعة من القاصرين من أعمار متفاوتة. وعلى الفور تمت مراقبة شقة الألماني من طرف فرقة أمنية تابعة لولاية أمن أكادير، وبمجرد دخول قاصرين إلى الشقة المعلومة حتى تمت عملية المداهمة وتم اعتقال كل من فيها وهم في حالة تلبس.

المقاربة الأمنية لا تكفي

السائح الألماني الذي تعود على زيارة المدينة منذ سنين عدة، ولم يتردد خلالها في استغلال بؤس وفقر أطفالها وبطالة شبانها عن طريق العبث بأجسادهم وخدش كرمتهم وكرمة مجتمع مغربي عنوانه البارز الفقر والبطالة وغياب ثقافة أسرية حقيقة. وأصدرت المحكمة الابتدائية بأكادير في حقه حكما بالسجن النافذ سنة واحدة كما تم إحالة القاصرين على مركز حماية الطفولة بأكادير، حكم لن يكن رادع لا له ولا لغيره، فالمقاربة الأمنية لوحدها ليست كافية للتحصين وصد المئات من الشواذ الذين يزرون مدننا متذرعين بالسياحة والاستجمام.

فلا بد من وجود مقاربة جديدة للتحصين تضمن لهؤلاء "الضحايا" حياة كريمة وأسرهم، تلك المقاربة فيها الدواء وهي الوحيدة القادرة على قطع الطريق أمام أولئك الشواذ الذين يتقاطرون على بلادنا لإشباع نزواتهم على حساب أجساد الأطفال المغاربة.

والجدير بالذكر أن المصالح الأمنية قد كتفت جهودها في إطار حملة شاملة من أجل تطهير المدينة من عدد من الشواذ من جنسيات مختلفة من أوربا والخليج بصفة خاصة يوجدون حاليا بعدد من الأحياء والشوارع بالمدينة (حي الشرف وفونتي وصونابا و"بوتسرا" و"لاشالي" و"تيلضي" و"تالبورجت" وشارعي الحسن الثاني والجيش الملكي) بعدما  تفاقمت حالات الاستغلال الجنسي للأطفال والشباب المغاربة، حيث تحولت مناظر تحرش الأجانب بالأطفال المغاربة أمرا اعتياديا بأهم شوارع المدينة وممراتها.  

 

التحقيقات والتقارير الإعلامية الدولية حول تفشي الظاهرة ببلادنا

بينما غاب الامر عن الاعلام الوطني، اعد عدد من الوكالات والقنوات الفضائية الأوربية والعربية تحقيقات مهمة حول تفشي ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال بالمغرب، منها:

ثمن الطفل القاصر في المغرب

بثت القناة الإسبانية الثالثة "أنتينا تريس" ، في برنامج ''سبعة أيام سبع ليالي'' الذي تقدمه تيريزا فييخو، تحقيقا بعنوان ''ثمن الطفل القاصر بالمغرب''، خصص للحديث عن السياحة الجنسية بالمغرب بعدد من المدن المغربية.  وقد أثار هذا البرنامج استياء كبيرا في صفوف عدد كبير من المغاربة المقيمين بإسبانيا، والذين خجل معظمهم من الكشف عن هويتهم في اليوم الموالي لهول ما عرض عن المغرب، الذي وصف في البرنامج بأنه يجني 200 مليون أورو سنويا من تجارة دعارة القاصرين.

تحقيق أنتينا تريس ضمن فعاليات برنامج ''سبعة أيام سبع ليالي'' بالقناة الإسبانية الثالثة سلط بشكل واضح الأضواء على ظاهرة السياحة الجنسية ببلادنا، ودعارة القاصرين والتي تعتبر بجلاء عن أمور مسكوت عنها ببلادنا. 

الدعارة بساحة جامع الفنا

كما أنجزت قناة ''إم بي سي'' ضمن برنامجها ''يلا شباب'' تقريرا عن الدعارة بساحة جامع الفنا، ونفس الموضوع تطرقت إليه قناة ألمانية وأخرى إيطالية (الراي دووي) بالإضافة إلى عشرات الصحف والمجلات الغربية، ومنها مجلة (باراد) الفرنسية، التي أنجزت في السنة الماضية ملفا عن السياحة الجنسية في أكادير واعتبرت أن المشكلة لم تتفاقم مثل ما هو عليه في التايلاند وسيريلانكا والفليبين، ولكن المغرب مقبل تدريجيا ليتبوأ قائمة الدول التي تنتشر فيها السياحة الجنسية.

والغريب في الأمر أنه في ظل تهافت الإعلام الدولي على تسليط الأضواء على تنامي الظاهرة ببلادنا، هناك صمت قاتل للحكومة في بلادنا وإحجامها عن إيجاد تفسيرات وحلول واقعية وعملية لما يقع، فكل تلك القضايا تنتهي بإصدار حكم قضائي دونما أي تحليل موضوعي لمحاولة فهم الدواعي والمسببات، ثم إن معالجة القضايا المرتبطة بالاستغلال الجنسي للأطفال لا تتم، وفق منظور السلطات المغربية، إلا بالحملات الأمنية وموجة الاعتقالات التي تلي كل فضيحة أخلاقية يكون المغرب مسرحا لها. وما عدا ذلك فلا شيء يسجل.

إن فرجة الأجانب على مآسينا الأخلاقية لن تتوقف عند تحقيق أنتينا تريس، كما عرضت القناة الفرنسية الأولى تقريرا مفصلا عن الظاهرة ببلادنا، في مقابل صمت إعلامي مريب ببلادنا يطرح أكثر من علامات استفهام.  

 

حوار مع وسيط بـ"سوق دعارة القاصرين ببلادنا

كان الشارع بيتي والإسفلت فراشي وفضلات الناس منها أحصل على زادي فلم يكن أمامي بديل غير ولوج ذلك العالم الموحش بكل مخاطره!!    

"يوسف" في عقده الثالث، وقد كان فيما مضى من أطفال الشوارع قبل أن يتحول من "طفل يعيش في الشارع" إلى "واحد من ضحايا الاستغلال الجنسي ببلادنا" واليوم هو من أهم وسطاء دعارة القاصرين بالمغرب.

"هسبريس" تمكنت من إجراء حوار خاص معه يكشف من خلاله لنا كيف تدرجت حياته من مجرد طفل شارع إلى ضحية "استغلال جنسي"، بل صار واحداً من أهم وسطاء "دعارة القاصرين ببلادنا". ومن خلال هذا الحوار المثير يكشف لنا عن المسكوت عنه بخصوص "سوق دعارة القاصرين ببلادنا".

كانت الساعة قد قاربت السابعة والنصف ليلا إنه وقت لقاءنا ب"يوسف" وهو قصير القامة، ومقبول الهيئة. كانت علامات الارتباك واضحة على محياه، هو الذي رفض قبل ذلك أن يلتقي بنا، خصوصا وأنه يمارس نشاط غير قانوني يعرضه في أية لحظة للمتابعة القضائية، ولولا إلحاحنا للقائه بمساعدة وسيطة تلقب ب"ملاك" تجمعها علاقة عمل به لما كان لنا أن نحظى بهذا اللقاء، ولكن بعد أن وضع عدد من القيود والشروط لإجراء هذا اللقاء منها عدم الإطالة في اللقاء بحكم التزاماته وعدم تصوير اللقاء ومنحه حق اختيار مكان لقاءنا. شروط لم يكن لنا من سبيل إلى أن نقبلها حتى يتسنى لنا بلوغ غايتنا الأساسية.

جلس "يوسف" معنا، وتقدم النادل نحونا لم يتردد في طلب عصير "فواكه جافة"، وقد علق قائلا "هذا أفضل مكان يقدمون فيه عصير الفواكه بأكادير" ومن خلال كلامه عن المكان وخدماته أدركنا أنه تعود على الجلوس هنا، خصوصا وأن عدد من الأشخاص إما عاملين هنا أو المقيمون بالفندق لم يترددوا في تحيته كلما مروا بالمحاذاة من الطاولة التي نجلس بها معه.

بدأ يتحدث لنا عن "طفولته الصعبة" حسب قوله وتعبيره حيث يؤكد في هذا الصدد أنه كان واحد من "أطفال الشوارع" وأنه عانى كثيرا من الحرمان والفقر والجوع والمهانة. هو الذي كان يتخذ من الشارع بيته ومن الإسفلت فراشه ومن فضلات الناس زاده!!

يقول "إنه كان ضحية للاعتداء الجنسي أكثر من مرة من طرف عدد من الأشخاص في أماكن خالية وحدائق عمومية وملعب الانبعاث الجنوبي وهي أماكن غالبا ما كان يلجأ إليها في الليل بحثا عن مكان كي ينام فيه".

لكن حياته تحولت بعد ذلك رأسا على عقب حيث شاءت الأقدار أن يلتقي بأجنبي ذو الجنسية الفرنسية ويدعى "فيلب" قرب محطة وقود كائنة ب"تاغزوت" الطريق الرئيسة نحو إنزكان حينما كان يتسول بعض الدراهم من الوافدين على المحطة فأعطه الفرنسي ورقة نقدية من فئة 05 درهما ثم طلب منه الصعود إلى سيارته. وأخذه إلى "لاشالي" هناك أقام لديه زهاء الأسبوعين وقام باستغلاله جنسيا واشترى له ملابس وأعطه أموالا لم يكن ينتظرها بهدف إغرائه.

كانت تلك هي نقطة الانطلاقة بالنسبة ليوسف رغم أن عمره لم يكن يتجاوز حينها 61 سنة. دخل بشكل تدريجي إلى عالم "دعارة القاصرين" بعد أن التقى بعدد من الوسطاء آنذاك في الشريط السياحي لمدينة أكادير حيث عرضوا عليه الذهاب مع الأجانب مقابل مبالغ مالية متفاوتة.

ويقول أنه في بدايته الأولى كان الوسيط يسلمه ما بين 03 و05 عن كل لقاء مع سائح، كما كان يحصل على مجموعة من الهدايا من قبيل الملابس والكرات والأحذية وعلب السجائر والخمور.... غير أنه بعد مدة من ذلك تخلى عن الاشتغال مع وسطاء وبدأ يشتغل بمفرده بعد أن أصبح يتقن اللغة بفعل الممارسة،

وعن سؤالنا له حول تلك اللغات يقول أن الفرنسية أول ما تعلمت ثم الألمانية وأخيرا الإنجليزية هو الذي لم يسبق أن وطئت قدماه المدرسة!! هكذا أصبح لا يتقاسم الأموال التي يحصلها عليها مع أحد، وقد اشترى له سائح بريطاني شقة فاخرة بأهم شوارع مدينة أكادير وهو شارع الحسن الثاني. كما عزز نشاطه باستقطاب عدد من القاصرين سواء من أطفال الشوارع أو الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية من ضواحي المدن من قبيل "القليعة وبيوكرى والدشيرة وايت ملول..."

وعن نشاطه يقول يوسف :" اليوم لم نعد نقتصر على الاشتغال بأكادير فقط بل بمدن سياحية أخرى من قبيل مراكش وطنجة ومدن أخرى، والنشاط الذي نزاوله في تزايد مستمر بعدما كثرت طلبات الزبناء الذين يتوافدون علينا من جميع بقاع العالم" ويضيف "إن دعارة القاصرين أصبحت اليوم سوقا مربحة أكثر بكثير من "دعارة البالغين" حيث أن السياح يستمتعون بذلك أكثر"!!!

وعن سؤالنا ليوسف حول العائدات اليومية التي يجنيها من خلال نشاطه اكتفى بالقول " مدخول لابأس به يكفيني السؤال وشر الحرمان والتفكير في المستقبل".

وعن المنافسة يقول يوسف "لا يمكن أن أنكر أن عدد المشتغلين بالسوق قد زاد عددهم خلال الثلاث السنوات الأخيرة خصوصا بعدما قامت عدد من الوسيطات بتغير نشاطهن نحو "دعارة الأطفال" بعد تغير طلب الزبناء، ولكن ذلك لم يؤثر علينا أبدا فالزبناء كثر وكل واحد منا يستفيد كل حسب درجة اشتغاله".

كانت تلك أخر إجابة ليوسف قبل أن يعتذر لنا عن مواصلة الحديث بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من أحد زبناءه الفرنسيين.

يوسف ما هو إلا واحد من المئات الذين يشتغلون في سوق "دعارة القاصرين" ببلادنا، كما أن التقارير والمعطيات الخاصة بالظاهرة تفيد أن عدد القاصرين الذين يلجون السوق في تزايد مستمر بسبب وضعيتهم الاجتماعية المزرية من قبيل الفقر والمعاناة من حالة الانفكاك الأسري والتهميش والحرمان.

بل أكثر من ذلك أوردت عدد من المصادر الأجنبية تقارير عن تواجد قاصرين مغاربة في عدد من البلدان الأوربية وأمريكا وإسرائيل تم جلبهم من المغرب حيث يتم استغلالهم جنسيا من طرف كبار المافيات التي تنشط في المجال.

Owner: Hisham Elmadrawypdf: http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=8412

Organisation: 

الدول

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.