أضافه crinadmin في
لبنان: الإساءة الجنسية للطفل قلّما تمّ تناول مسألة الإساءة الجنسية للطفل في العالم العربي، على الرغم من انتشارها في كافة أنحاء العالم. لذا، فهذه الدراسة هي الأولى في لبنان لاستكشاف وتسليط الضوء على آفة كانت لتبقى مدفونة خلف أبواب موصودة في هذه المنطقة. لقد قرّرت منظمة كفى وضع هذه الدراسة، بالاشتراك مع منظمة غوث الأطفال – السويد، عقب رصد عدد من ضحايا الإساءة الجنسية للطفل عند نهاية حرب تموز 7002. تشكّل هذه الدراسة خطوة أولى مهمّة في عملية مناقشة واستعراض الحلول الممكنة لهذه المشكلة التي تمّ التغاضي عنها لفترة طويلة من الزمن. تمّ تنفيذ الدراسة بالتعاون مع المجلس الأعلى للطفولة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومراكز الخدمات الإنمائية، والجمعية العربية الدولية لحماية الأطفال من سوء المعاملة والإهمال، ومؤسسة رينيه معوّض (مشروع أكسيس مينا)، ومشاريع التنمية المحلية لمنظمة الرؤية العالمية في برج حمود والبقاع، إلى جانب المنظمات غير الحكومية التي تعنى بحماية الأطفال. تتناول هذه الدراسة مسألة الإساءة الجنسية للطفل في لبنان من خلال (1) تقييم حجم الإساءة الجنسية للطفل في لبنان، (2) تحديد العوامل التي تزيد من احتمال وقوع هذا النوع من الإساءة (العوامل المهيّئة) عبر توصيف الأطفال الأكثر عرضة للإساءة، (3) تقييم آثار حرب تموز 6002 على نسبة انتشار الإساءة الجنسية للطفل. شمل البحث قطاعات مختلفة في لبنان، وهو قد ضمّ قسمين رئيسيين: مسح مقطعي لأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و71 سنة ونقاشات ضمن مجموعات بؤرية تضمّ أطفالاً، أمهات ومربّين. سيتمّ نشر نتائج الدراسة، وذلك كمحاولة لتناول هذه المشكلة بشكل جدي وموضوعي، وعدم إبقائها طيّ الكتمان واعتبارها من المحرّمات. بالإضافة إلى ذلك، ستؤدي هذه الدراسة إلى وضع خطّة استراتيجة وطنية لمعالجة قضيّة الإساءة الجنسية للطفل في لبنان، مع توصيات إضافية للحدّ من حدوث الإساءة في حالات الطوارئ، بما في ذلك الحرب. تمّت مقابلة 5201 طفلاً لملء استمارة ضمن عملية مسح هدفت إلى جمع المعلومات حول خصائص الأطفال الاجتماعية والديموغرافية، وتعرّضهم للإساءة الجنسية (قبل حرب تموز 6002، وخلالها وبعدها)، والعنف المنزلي (الجسدي والنفسي والشفهي والتواجد في بيئة عنيفة)، بالإضافة إلى توصيف عاداتهم المعيشية ووضعهم النفسي، خاصة من جهة الاضطرابات المرتبطة بالصدمة، مثل اضطرابات النوم، والكآبة، والقلق، والغضب، واضطرابات ما بعد الصدمة، والتفارق، والشواغل الجنسية والشكاوى الجسدية. أقرّ 1.61% من الأطفال الذين شملهم المسح بأنهم قد تعرّضوا لأحد أشكال الإساءة الجنسية[1] على الأقلّ قبل الحرب وبعدها. 5.21% كانوا ضحايا أفعال جنسية، في حين أن 7.8% قد تعرّضوا لمحاولات الشروع في أفعال جنسية و9.4% قد أُرغموا على مشاهدة صور أو أفلام إباحية. معدّل عمر الأطفال الذين تعرّضوا لأحد أشكال الإساءة هو 3- 01 سنوات. لم يُلحظ أيّ اختلاف من جهة احتمال تعرّض الطفل للإساءة مرتبط بنوع الجنس أو الدين أو نوع المدرسة أو مستوى تعليم الأب أو نوع جنس الشخص الذي يشارك الطفل غرفته. في المقابل، لوحظ أن الأطفال الأكثر عرضة للإساءة الجنسية هم الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات مفكّكة، والذين يعيشون إمّا في منازل صغيرة (عدد غرفها أقل من إثنين) أو كبيرة (أكثر من ستة)، والذين تتمتّع والدتهم بمستوى تعليمي متدنّ أو مرتفع أو تكون عاملة والأطفال العاملون. بيّنت الدراسة أن معظم حالات الإساءة الجنسية قد حدثت بشكل متكرّر في المنزل، من قبل معتدٍ ذكر، لم يتمّ الكشف عن هويته. وقد لوحظ أن نسبة انتشار حالات الإساءة الجنسية ترتفع في المنازل التي تشهد عنفاً أو يتعرّض فيها الأطفال لعنف جسدي أو نفسي، كما في أوساط الأطفال الذين يشعرون بانعدام التعاطف الأسري. 1.45% من ضحايا الإساءة الجنسية كشفوا أنهم قد اعترفوا بما حصل لهم لأحد الأشخاص، الأم في معظم الحالات. مقارنةً بالأطفال الآخرين، إرتفعت نسبة الرسوب المدرسي لدى الأطفال الذين تعرّضوا للإساءة الجنسية، كما لوحظ تراجع في أسلوب الحياة الصحي وارتفاع نسبة المشاكل والاضطرابات النفسية. لقد اختلفت الأعراض لدى ضحايا الإساءة بحسب نوع الجنس؛ فقد لوحظ ارتفاع في نسبة مشاكل النوم واضطرابات ما بعد الصدمة وحالات القلق لدى الفتيات مقارنة بالفتيان. أقرّ 8.4% من الأطفال أنهم قد تعرّضوا لأحد أشكال الإساءة الجنسية على الأقلّ خلال الحرب. لقد بيّنت النتائج أن نسبة شيوع حالات الإساءة الجنسية للفتيان خلال الحرب تفوق تلك الملحوظة في أوساط الفتيات. لقد حدثت معظم هذه الحالات داخل المنزل، من قبل شخص ذكر، لم يتمّ الكشف عن هويته. عكست جلسات النقاش ضمن المجموعات البؤرية التي تمّت مع الأمهات والمربّين نقصاً معيناً في مستوى المعلومات المتوفرة عن نسبة انتشار الإساءة الجنسية للطفل والعوامل المهيّئة لها. كما بيّنت النقاشات وجود انحياز جندري بارز في ما يتعلّق بطريقة مقاربة هذه القضيّة، مع الميل إلى اعتماد السرية في الحالات التي يكون فيها ضحايا الإساءة من الإناث. كما تبيّن أن هنالك تحفّظ وتمنّع حيال الكشف عن هوية المعتدي في الحالات التي يكون فيها هذا الأخير من أفراد العائلة. على الرغم من اعتبار هذه القضية من المحرّمات، فقد اعترف المشاركون بأهمية وضرورة معالجة مسألة الإساءة الجنسية للطفل على المستوى الوطني. [1] في هذه الدراسة، تمّ تصنيف الإساءة الجنسية للطفل على أساس ثلاثة أشكال: التعرّض لأفعال جنسية مباشرة مثل التقبيل أو اللمس، إلخ؛ التعرّض لأفعال جنسية غير مباشرة مثل مشاهدة الأفلام الإباحية؛ ومحاولات الشروع بأحد هذين الشكلين. موضوعات ذات صلة: ** المؤتمر العالمي الثالث لمكافحة الاستغلال الجنسي للاطفال والكبار، ريو دي جانيرو 25- 28 نوفمبر 2008 ** تقرير العنف الجنسي ضد المراهقات في الشرق الأوسط: لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة واليمن