أضافه crinadmin في
الأردن: يولدون في السجن مجهولو الآباء ووثائق ميلاد منقوصة يطلقون صرخاتهم الاولى الما على ابتعادهم عن امهاتهم .... عاشوا في ارحام امهاتهم تسعة اشهر في آمان يشعرون بدقات قلوبهن ولا يدركون ما ينتظرهم من عذاب ابتعادهم عن امهاتهم . فالحنان الطبيعي الذي يهبه الله عز وجل للأم لتغمر اطفالها به لن يجده الطفل الذي يولد لام تعيش في السجن فبعد لحظات قليلة من الولادة لتتولى المؤسسة رعايته . هؤلاء الاطفال المعروفة امهاتهم - ومجهولو الاب - قصصهم مؤلمة ومعقدة في آن واحد فهم بالرغم من ان امهاتهم معروفات الا انهم يحرمون من حنانهن ومن العيش معهن وينتقلون للعيش في المؤسسات الاجتماعية كباقي الاطفال - اللقطاء - الذين وجدوا في الشوارع او الامكان العامة دون معرفة الام او الاب . مصادر مختصة في دور الرعاية الاجتماعية اشارت الى ان اعداد هؤلاء الاطفال في تزايد مستمر فقد بلغ عددهم مئة طفل تتراوح اعمارهم بين اليوم الواحد و الستة اعوام وجمعيهم لا يملكون شهادات ميلاد بالرغم من ان الامهات معروفات . واللحظات المحزنة و المؤلمة التي تبدا معهم لحظات الولادة وتستمر في مراحل حياتهم هي تخلي امهاتهم عنهم وعدم رغبتهم بالاحتفاظ بهم داخل السجن. مدير الاسرة و الطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية محمد شبانة اشار الى ان معظم الامهات اللواتي يلدن اطفالهن داخل السجن لا يرغبن بالاحتفاظ بهم ويتم نقلهم لدور الرعاية في الوزارة. واضاف ان عدم رغبة الامهات بالاحتفاظ باطفالهن او التعرف عليهم بعد خروجهن من السجن حال دون تاسيس حضانة في السجن لابقاء الاطفال مع امهاتهم. وبين شبانة ان اغلبية الامهات بعد خروجهن من السجن لا يحاولن السؤال عن اطفالهن او القيام ولو بزيارة و احدة مبينا ان من حق الام و الطفل البقاء سوية بعد فترة الولادة الا ان عدم الرغبة لدى الامهات تحول دون التفكير باتخاذ أي اجراء لضمان بقائهم سوية . هؤلاء الاطفال لا يملكون شيئا بالحياة فهم بالرغم من ان أمهاتهم معروفات ويتم تسجيل وتدوين اسم الام عند الولادة الا انهم يحرمون من التعرف عليها بسبب اختفاء الام او زواجها مرة اخرى او عودتها للقيام بسلوكيات خاطئة . تؤكد مصادر مختصة في الرعاية الاجتماعية ان هؤلاء الاطفال يشكلون قلقا لدى وزارة التنمية الاجتماعية فهم لا يمكن تصنفيهم تحت مسمى اللقطاء كون امهاتهم معروفات و لا يمكن التعرف على ابائهم الذين في اغلب الحالات يتركون المراة تتحمل نتيجة هذه العلاقات و التي نتج عنها اطفال غير شرعيين. وتبين المصادر ان عدم وجود شهادات ميلاد لهؤلاء الاطفال بسبب اشتراط موافقة الولي المتمثل بالاب او الام في حالة عدم وجود الاب في قانون الاحوال المدنية ترك هؤلاء الاطفال دون اثبات وجود على الحياة فالبعض منهم يستعد للدخول الى المدرسة دون ان يكون هناك ما يثبت وجوده ككائن بالحياة فكيف سيتم قبوله بالمدرسة دون وجود شهادة ميلاد ؟ وزارة التنمية الاجتماعية المسؤولة عن رعاية هؤلاء الاطفال في مؤسساتها ادركت حجم المعاناة التي يتعرضون اليها و التي تبدا بتخلي امهاتهم عنهم وتنتهي بعدم موافقة الام على استصدار شهادة ميلاد للطفل بحيث يبقى محكوما بقرارات غير سليمة لا تكترث بمستقبله وشكل حياته . فقد عملت الوزارة مؤخرا على ايجاد وسيلة شرعية تخول الوزارة بالقيام باستصدار شهادات ميلاد لهؤلاء الاطفال دون اشتراط موافقة الام التي لا ترغب بتسجيل اسمها في شهادة الميلاد متجاهلة حق طفلها بمعرفة والدته وما يترتب على ذلك من حقوقه الشرعية كحقة في الميراث . خطوة الوزارة هذه التي تعمل عليها حاليا و تحتاج للعديد من الاجراءات الاخرى تضمن حق هؤلاء الاطفال في الحصول على شهادة ميلاد تثبت وجودهم وفي تدوين اسماء امهاتهم على شهادات الميلاد. قضية الاطفال - المعروفة امهاتهم - من القضايا الاجتماعية الهامة التي تتزايد يوما بعد يوم وتشكل عبئاعلى وزارة التنمية الاجتماعية التي تدرك حجم المهم فهم بالرغم من معرفة هوية الام الا انهم يحرمون من حقوقهم ومن حنان الام او العيش معها . فاغلب هؤلاء الامهات لا يتعرفن على اطفالهن و لا يحاولن طرق ابواب المؤسسات الاجتماعية و لو لمرة و احدة لرؤية اطفالهن علاوة على اصرارهم على عدم استصدار شهادات ميلاد تمنح الاطفال الحق الطبيعي لهم بالحياة و اثبات الذات . فالولادة داخل السجن تنتهي لحظة حمل الطفل الوليد ونقله الى المؤسسات الاجتماعية لتطوي الامهات هذه الصفحة و يقطعن اية صلة بينهن وبين اطفالهن الذين يكبرون دون ان يتمكنوا من التعرف على وجوه امهاتهم و الاحساس بمعنى وجود ام و لو للحظة و احدة في حياتهم .
فهؤلا ء الاطفال كونهم بلا اباء لا يحرمهم من حقهم بمعرفة امهاتهم مما يضمن في المستقبل حقوقهم ويجنبهم الكثير من المشاكل الاخرى التي قد تحدث نتيجة عدم معرفة هوية امهاتهم