أضافه crinadmin في
أطفال العراق بين الحاضر المؤلم والمستقبل المجهول المحتويات: مقدمة - الاحتلال الأمريكي للعراق - الدولة والمؤسسات المعنية - مسئولية الأسرة - مسئولية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية - نكبة أطفال العراق داخل السجون ومعسكرات الاعتقال - الأطفال الأيتام - أطفال الشوارع - البؤس والفقر والأوبئة والأمراض أهم سمات الطفولة العراقية في العهد الجديد - 2 مليون طفل عراقي بدون مدارس - أسواق لبيع وشراء أطفال العراق وسط بغداد - أطفال العراق مدمنون على المخدرات - هل تعلم؟ - الأرامل والأيتام عنوان الكارثة - حقوق الأطفال والأيتام على المجتمع - الخاتمة. من المعتاد أن شخصية الطفل تتكون في ظل الأسرة وان ابرز العناصر المؤثرة في حياة الطفل ونموه النفسي هو ما يدور ويزخر به المحيط الاجتماعي من مجموعة الناس من حوله من والديه وإخوانه وأقاربه إن علاقات الطفل المتنامية بمن حوله من الناس وطبيعة استجاباتهم له وطريقته في التفاعل والتعامل معهم تؤدي إلى نمط من الأواصر والعلاقات بين الطفل والبيئة الاجتماعية حيث أن ثقافة الوالدين وتوافقهم النفسي ومستواهم الاجتماعي والاقتصادي بدوره يؤثر على التوتر في الوضع الأسري والذي ينعكس بدوره على الأبناء. وتؤكد الدراسات أن 91 بالمئة من الأطفال الجانحين كانوا مصابين ببعض الاضطرابات الانفعالية بسبب عدم شعورهم بالأمان في العلاقات الإنسانية والشعور بالتهديد واضطرابات نفسية أخرى تتعلق بعدم الاستقرار الأسري وإهمال الطفل . كما بينت دراسات أخرى أن احتضان الطفل والمسح على رأسه من قبل والدية أو احد أفراد أسرته يؤدي إلى إفراز هرمون داخل دماغه يؤدي إلى التهدئة والاستقرار النفسي ويبعث فيه الإحساس بالأمان. هذا في مجال الأسرة المستقرة، ولكن يختلف مع معظم أطفال العراق ألان فهناك شريحة من الأطفال المشردين في الشوارع وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي للبلد. من خلال ما ورد ذكره علينا أن نحدد على من تقع مسئولية ما يجري لأطفال العراق. أولاً: الاحتلال الأمريكي للعراق بالحقيقة أن مسئولية ما يجري تقع بالأساس على الاحتلال الأمريكي للبلاد والذي ساهم مساهمة فاعلة في تدمير كل البنى التحتية للمجتمع وعلى ضوء ذلك تحطمت كل القيم والمبادئ الإنسانية من خلال ما حصل من دمار شامل لم تسلم منه أي شريحة من المجتمع العراقي وكان لأطفال العراق ونسائه الحصة الأكبر من هذا التدمير الشامل ليس من الناحية العددية ولكن من الناحية المعنوية . لقد عانت العوائل العراقية من القتل المبرمج وغير المبرمج شمل كل الفئات العمرية وبالأخص الرجال والشباب والذين هم بمثابة الدعامة الأساسية للمجتمع والعائلة وبذلك فان النقص الحاصل في هذه الشريحة قد اثر على نسيج العائلة العراقية وبدوره انعكس على تربية الأطفال وتحمل النساء الأرامل مسئولية الحفاظ على الأسرة وتماسكها . غير أن الذي حصل كان اكبر من القدرات والطاقات البشرية على تحملها أو استيعابها فعندما تستفيق العائلة من هول الصدمة التي أحلت بها تجد نفسها دون معيل فرب الأسرة قد رحل أو من كان يعيلها من البالغين نتيجة الحرب القاسية وبدلا من أن ينعم الشعب بنظام جديد يؤمن لهم العيش المحترم والذي وعدوا به بعد طول الانتظار وما عاناه من ويلات الحروب المتتالية فوجئوا بما لم يكن في الحسبان من تدمير شمل كل نواحي الحياة فأصبحت الأسرة العراقية لا تدري ماذا قد تصنع مع هذا المستقبل المجهول وأصبحت الأعباء قاسية عليهم ولم يجلب الاحتلال لهم إلا الويلات والدمار والذي انعكست أثاره الكارثية على كل مكونات الشعب العراقي. لقد أدى الاحتلال إلى انتشار العديد من الأمراض النفسية لدى الكثيرين من العراقيين وبالأخص الأطفال منهم ويؤكد المختصون منهم أن الحرب التي خاضتها أمريكا ضد الشعب العراقي والتفجيرات وحملة الاغتيالات العشوائية والمبرمجة أدت إلى التوتر العقلي والنفسي وأثرت على سلوك الطفل وعاطفته وفكره وتصرفاته. لذلك فان حالات القتل التي تجري في كل مكان والعنف الطائفي ولد حالات كبت نفسي نجم عنه العديد من الأمراض النفسية وخاصة عند الأطفال. وقد أكد ذلك الدكتور على فرحان مدير مستشفى الأمراض النفسية ببغداد أن الأطفال العراقيين يمرون بمرحلة اكتئاب نفسي شديد بسبب الانفلات الأمني والقتل والاختطاف ومنظر الجثث الملقاة على قارعة الطرق. ثانياً: الدولة والمؤسسات المعنية بالرغم من أن الاحتلال يتحمل العبء الأكبر في كل ما يجري إلا أن الدولة والقوى الحاكمة تتحمل مسئولية ما يجري للمجتمع وبالأخص للأطفال والنساء قد يتجاوز حجم المسئولية التي قد يتحملها الاحتلال . وذلك من خلال ما ترفعه من شعارات وما تدلي به من تصريحات على لسان مسئوليها بأنها جاءت من اجل خدمة المجتمع وإنقاذه من الأزمات التي مر بها وتحقيق كل رغباته وطموحاته وإيصاله إلى مصاف المجتمعات المتطورة ولكن ما يحدث هو لعكس بالضبط حيث لم يظهر أي مشروع لحد ألان يشير إلا أن هنالك اهتمام مباشر أو غير مباشر بهذه الشريحة المهمة والمهشمة لا من قبل الدولة ولا مؤسساتها المعنية بالموضوع ولم تجري أية مناقشة داخل مجلس النواب يعالج موضوع مستقبل الأطفال في العراق وماذا سيحل بمستقبل البلد من جراء عدم الاهتمام بذلك مما يوحي لنا أن سياسة الدولة هي سياسة مرحلية الغاية منها تحقيق المكاسب الشخصية وعدم الاكتراث بما سيحل بهذا البلد مستقبلا وكان الأمر لا يعنيهم أبدا. إن الشعارات التي ترفع دائما قبل كل مرحلة من مراحل الانتخابات تصور لنا أن المستقبل سيكون زاهرا لهذا البلد وساكنيه ولكنها في الحقيقة كما يتوقع سيكون حبرا على ورق وما جرى في مركز حنان لرعاية الأيتام خير شاهد على ما نقول. لذلك فان هناك واجبات على الدولة تجاه الأطفال يستوجب العمل بها لكي نضمن حقوقهم ونضمن مستقبلهم. على ما تقدم يتطلب تحقيق الآتي: 1- أن تباشر الدولة بحماية حياة المواطنين بشكل عام وتوفير الشروط اللازمة لحياة حرة كريمة لكافة شرائح المجتمع. 2- العمل الجاد من اجل إرساء مبادئ حقوق الإنسان واحترامها وبالأخص الأطفال وذلك بتوفير شروط الحياة الإنسانية الكريمة لهم. 3- ضمان حقوق الأطفال التي نصت عليها المواثيق الدولية والتي وقع عليها العراق. 4- إشراك منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية المتخصصة في برامج رعاية الطفولة 5- مشاركة كل ذوي الاختصاص للعمل من اجل النهوض بواقع الطفل العراقي وتغيير واقعه المأساوي الذي يعيشه. 6- أن تقوم الدولة بدراسة مستفيضة لمتابعة أوضاع الاحداث في السجون والمعتقلات والذي تجاوز عددهم الآلاف دون مسوغ قانوني والذي تعرض من خلاله الأطفال إلى أنواع القمع والاغتصاب وان يتم تأهيلهم بشكل سليم للعودة إلى حياتهم الطبيعية داخل المجتمع. 7- أن تقوم الدولة بتامين العمل المناسب لهم حسب رغباتهم أو هواياتهم 8- الاهتمام بالمؤسسات الشبابية ورصد المبالغ الكبيرة لتطويرها لكي يتمكن الأطفال من ممارسة هواياتهم وتطوير مواهبهم. 9- إرسال المتخصصين في مجال الأطفال إلى دورات تطويرية خارج العراق للاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال. 10- استخدام الأعلام كوسيلة فاعلة ومؤثرة في بناء الأسرة والمجتمع وتقديم البرامج التربوية الخاصة بتثقيف الأطفال وتنمية عقولهم وقدراتهم والإقلال من البرامج السياسية والبرامج التي تنمي ظاهرة العنف عند الأطفال. 11- أن يكلف مجلس النواب العراقي لجنة الطلبة والشباب لاعداد دراسة عن واقع الطفولة في العراق وسبل تطويرها لأننا في المستقبل القريب سنجد أنفسنا بدون أي كوادر علمية تخدم البلد. 12- الاهتمام بشكل مباشر ومركز من قبل الدولة بالأيتام ورعايتهم رعاية خاصة تخفف عنهم المعاناة بفقدان أولياء أمورهم وتضمن حسن تربيتهم وتنشئتهم. 13- رعاية النساء الأرامل ومساعدتهم لتجاوز محنتهم والوقوف على احتياجاتهم المادية والمعنوية كونهم أصبحوا بهذا الظرف رغما عن إرادتهم ومعاناتهم جاءت بسبب الاحتلال وانعدام الأمن الذي سببه التنافس غير المشروع بين الأحزاب للاستيلاء على السلطة. 14- تخصيص أسبوع من كل سنة يسمى بأسبوع أطفال العراق تشترك فيه كافة المنظمات الإنسانية الرسمية وغير الرسمية يتم قيه تكريم الأطفال الأيتام والمتميزين وزيارات لعوائل الأيتام وتخصيص الدعم المادي والمعنوي لهم. 15- تخصيص صندوق من قبل الدولة يخصص ريعه فقط لدعم الأيتام في العراق وضمان مستقبلهم ووضعهم الاجتماعي ورصد المبالغ الكفيلة بذلك. 16- عدم حرمان أي من راتبه التقاعدي ولأي سبب كان أو الاستيلاء على ممتلكاته كي لا ينعكس على عائلته وأطفاله للحد مما تعرض إليه من مآسي اجتماعية. على ضوء الإحداث المؤلمة التي يمر بها العراق من جراء الاحتلال وعدم اهتمام الدولة بكل ما يجري .كان لزاما على الأسر العراقية أن تعلم أن المسئولية التي يتحملوها في تربية أبنائهم ليس بالمسئولية البسيطة رغم الظروف المادية والمعنوية التي تمر بها الأسر العراقية ورغم فقدان الأسر لرب الأسرة أو من يعيلها لكن المسئولية الأخلاقية تحتم علينا أن نبذل أقصى الجهود والوسائل التي يمكننا من خلالها أن نهتم بأطفالنا لأنهم أمانة في أعناقنا سوف نحاسب عليها يوم الحساب وان لا نعتمد في ذلك على الاحتلال أو الحكومات التي جاءت من خلاله وهو ليس بالأمر الهين ولكن تبقى هذه المسئولية في أعناقنا إذا ما أردنا أن يكون لهذا البلد بصيص من الأمل لبناء مستقبل يؤمن لنا الاحترام بين دول العالم وبين أنفسنا وهناك العديد من العوائل التي استطاعت أن تحافظ على أبناءها رغم الظروف القاسية التي مرت بهم بعدما أيقنت أن الدولة بعيدة كل البعد عن تامين مستلزمات العيش الكريم لأبناءها فهاجر الكثير من المواطنين العراقيين خارج مناطقهم وخارج البلاد تاركين خلفهم الغالي والنفيس همهم الوحيد الحفاظ على عوائلهم من القتل أو الاغتصاب رغم الظروف القاسية التي يمر بها المهجر ففتحت الدول العربية أبوابها أمام العراقيين كالأردن وسوريا ومصر ولبنان وقامت باحتضانهم رغم ظروفهم الصعبة منطلقين من مبدأ الأخوة العربية والأخلاق الفاضلة.. رابعاً: مسئولية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إذا ما ترك موضوع أطفال العراق على دور الحكومة ودور الأسرة المحدود القدرات والإمكانيات دون تدخل المجتمع الدولي فالعراق يسير نحو كارثة إنسانية مدمرة سوف تظهر بوادرها في المستقبل القريب وهذا بدورة سينعكس على تدهور كل القيم الإنسانية والأخلاقية والتربوية للمجتمع العراقي وسوف نكون أمام جيل جاهل معقد لا يحمل معه إلا ثقافة القتل والانتقام وبدلا من أن يكون أطفال اليوم رجال المستقبل سيكون أطفال اليوم مجرمو المستقبل وهذا بدوره سيكون له التأثير السلبي على نمو المجتمع وتطوره وسيكون له الأثر السلبي على المنطقة بأسرها . لذلك من هنا يأتي دور المنظمات الإنسانية في استدراك الوضع المأساوي لأطفال العراق بشكل عام وللأيتام بشكل خاص لان المجتمع العراقي هو جزء من المجتمع الدولي وهو مجتمع ذو حضارة ساهمت في بناء وإرساء الكثير من حضارة العالم . لذلك فقد اقترحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع النمسا اليونيسيف تخصيص عام 2008 لدعم أطفال العراق وقد جاء هذا الاقتراح بعد أن وصلت المحصلة لأيتام العراق لأكثر من خمسة ملايين طفل عراقي وما يجاوز الـ 5 ملايين أرملة وقد يتجاوز العدد الأصلي للأيتام والأرامل ما تم ذكره . لذلك فان المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية تتحمل جزء كبيرا مما يجري لأطفال العراق ولا يكفينا من المنظمات الإنسانية متابعة الأوضاع المأساوية التي يمر بها أطفال العراق وإلقاء اللوم هنا وهناك بل نحن بأمس الحاجة إلى دور فاعل ومؤثر وعلى المجتمع الدولي التدخل وإيقاف الماسي اليومية التي تحدث في العراق ويذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء نتيجة الصراعات الطائفية والحزبية وتشير الإحصائيات الرسمية إلا أن عدد النازحين في سن الدراسة الابتدائية بلغ 220000 طفل وان نسبة الناجحين في المدارس لم تتجاوز الـ 40 بالمائة من مجموع الطلبة الممتحنين داخل البلاد . فظلا عن أن 760.000 طفل لم يلتحقوا أصلا بالمدارس الابتدائية كما أن 30 بالمائة ممن دون الثامنة عشرة لم يتمكنوا من أداء الامتحانات المدرسية النهائية. كما بلغ المعدل الشهري للأطفال النازحين جراء العنف الطائفي والتهديدات من المليشيات والجماعات الإرهابية 25000 طفل بين التهجير الداخلي والهجرة إلى خارج العراق . كما أن أطفال العراق باتوا فريسة الاغتصاب والتحرش الجنسي وان هناك أماكن لممارسة الجنس مع الأطفال في بغداد والمحافظات حسب الإحصائيات للعديد من المنظمات التي تم رصدها وستبقى حياة الملايين من الأطفال مهددة بسبب العنف المستمر والذي يصاحبه سوء التغذية والظروف المادية الصعبة . إن جميع البحوث والدراسات والندوات العلمية التي قامت بها العديد من المنظمات الإنسانية تجاه المرأة العراقية والطفل العراقي تلتقي بتوصياتها في هذا الجانب وكما يلي: 1- تفعيل اتفاقية حقوق الطفل والمصادق عليها من قبل العراق وضرورة نشرها في الجريدة الرسمية والعمل بها قانونا. 2- الاهتمام بثقافة الطفل وتهيئة كل المستلزمات التي تساعد على تنشئته إنسانيا. 3-الاهتمام بصحة الطفل البدنية والنفسية. 4- شمول رياض الاطفال بإلزامية التعليم. 5- حماية الطفل من ثقافة العنف. 6- تهيئة المستلزمات التربوية والتعليمية كافة التي تساعد على النمو العقلي والمعرفي. 7- الاهتمام بجدية للحد من تسرب الاطفال من المدارس. 8- التوجه للاهتمام في توعية الأرامل للدور المهم والحيوي لهن في المحافظة على أبنائهن من خلال الندوات المكثفة والمستمرة بهذا الخصوص. نكبة أطفال العراق داخل السجون والمعسكرات قد يستغرب القارئ للأعداد التي سيتم ذكرها ولكنها قد تكون اقل من الأعداد الحقيقية لأنها يوميا في تزايد مستمر فقد أشارت التقارير الدقيقة أن هناك أكثر من 6000 طفل عراقي تعرضوا للاعتقال والتعذيب والاغتصاب من قبل قوات الاحتلال والقوات الحكومية حسب ما ورد من خلال التقارير التي أصدرتها منظمة اليونيسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر. لقد وقف الباحثون والمنظمات الدولية العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة والمدافعين عن حقوق الإنسان عاجزين أمام حجم الجرائم الكبيرة والممارسات الوحشية والتطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الإنسانية. ففي معسكركروبر قرب مطار بغداد الدولي تتوزع 14 خيمة تضم أكثر من 950 طفلا عراقي تتراوح أعمارهم من سن الثامنة إلى الثامنة عشرة تم احتجازهم بتهمة أنهم متأثرين بأفكار القاعدة حسب ادعاء القوات الأمريكية ويتم نقلهم إلى معسكر بوكا بعد تجاوزهم سن الثامنة عشرة وهناك خيمتين للأطفال المعوقين جسديا وعقليا يتم احتجازهم دون أن يتم توجيه أية تهم لهم أو عرض ملفاتهم أمام المحاكم المختصة. كما أن هناك العديد من الأطفال والإحداث الذين تحتجزهم القوات العراقية في أماكن لا تصلح أن تكون حظائر للحيوانات مثل سجن الطوبجي في منطقة على الصالح كما ان هناك العديد من الأطفال والنساء في معسكر شيخان في نينوى. كذلك الحال في معسكر سوسة في السليمانية ومعسكر عقره البائس في شمال العراق والذي تسيطر علية مليشيات البيشمركة وتمارس فيه أبشع صور التعذيب والامتهان الجسدي لأسباب عرقية ناهيكم عن تلك السجون السرية للأطفال والنساء وسجون دائرة الإصلاح للإحداث في الكرخ والرصافة. وتشير التقارير إلى وجود 5 ملايين يتيم يعيشون تحت ظروف قاسية دون رعاية اومعيل ويحرمون من ابسط مستلزمات العيش وقد اكتظت دور الأيتام بأعداد كبيرة منهم رغم المعاناة والحرمان التي تتعرض له هذه المؤسسات من فساد إداري يتحكم بمصير هؤلاء الأيتام وكلنا يتذكر الصورة المؤلمة للأيتام ذوي الاحتياجات الخاصة والتي عرضت في وسائل الأعلام لاحد الدور الحكومية والذي يسمى دار الحنان.. إضافة إلى أن التقارير الطبية التي أصدرتها اليونيسيف تشير إلى وجود أعداد كبيرة من الاطفال الحديثي الولادة يولدون بإشكال وأجساد مشوهه أو مصابة بأورام سرطانية تهدد بكارثة إنسانية على المدى البعيد . وان 20 بالمائة من الولادات الحديثة في مناطق غرب وجنوب العراق مصابة بأورام سرطانية نتيجة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب والأسلحة الجرثومية. نحن ألان أمام جيش من الأطفال يعيشون ويفترشون الأرصفة والأماكن العامة يمارسون كل الأعمال البذيئة كالتسول والسرقة والاحتيال لتامين لقمة العيش وتستغل العصابات المنظمة هؤلاء الاطفال في أعمال الدعارة والمتاجرة بهم. لقد حصدت الحرب والعنف الطائفي أولياء أمور هؤلاء الأطفال وأصبح 60 بالمائة منهم أيتام دون معيل لعائلاتهم والملفت للنظر أن المجتمع يتعامل مع هؤلاء الاطفال بقسوة وإهمال شديد وهذه الظاهرة غريبة وبعيدة كل البعد عن روح المجتمع العراقي فأي غد ينتظر العراق. البؤس والفقر والاوبئة والامراض أهم سمات الطفولة العراقية في العهد الجديد لقد انتشرت في العراق العديد من الأوبئة والإمراض الاجتماعية التي من شانها أن تفتك بالأطفال والتي تشكل منحدرا خطيرا ستظهر تداعياته على المجتمع العراقي والإقليمي حيث انتشر وباء الكوليرا بشكل كبير في العديد من مناطق العراق وخاصة في محافظات الجنوب والوسط والتي تعاني من الإهمال والفساد الإداري ونقص حاد في كميات المياه الصالحة للشرب إضافة إلى نقص شديد في الأدوية. كما أشارت التقارير الطبية على تفشي وباء الكبد الفيروسي في مدينة الرمادي والنواحي القريبة منها إضافة إلى النقص الحاد بالأدوية مما أدى إلى استخدام المعالجة بالإعشاب. كما سجلت السلطات الصحية العديد من الإصابات بمرض الايدز. نتيجة للظرف والوضع المتردي وسيطرة المليشيات الطائفية على الوضع العام وانعدام الخدمات العامة. حرم أكثر من مليونين طفل عراقي من الذهاب إلى المدرسة فلنتصور أي مستقبل سيكون للعراق من جراء مايحصل وأي علم سيزدهر وأين هو مستقبل الاطفال الذي تعطي الدول المتقدمة اكبر اهتماماتها له في بناء مستقبلها والذي يجري ألان في العراق يتلاءم وما جاءت به بروتوكولات بني صهيون اكثرمن 4 ملايين طفل عراقي يعانون سوء التغذية. لقد انهارت ركائز الاقتصاد العراقي وبات أكثر من 60 بالمائة من ابنائه يعيشون تحت خط الفقر والعوز. ومن المهم الإشارة إلى التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة أخيرا والذي يؤكد على أن أكثر من 4 ملايين طفل عراقي يعانون سوء التغذية. كما أشار ممثل اليونيسيف في العراق روجر راين أن حياة الملايين من الأطفال مازالت مهددة على الرغم من البرامج الموجهة لأطفال العراق والتي يصل تمويلها إلى مئة مليون دولار سنويا وتدعو المنظمة إلى صحوة عالمية تتمثل بتسليط الضوء على خلفية الوضع الذي يعيشه أطفال العراق وقد خصص عام 2008 عاما للطفل العراقي حسب قرار منظمة اليونيسيف وجعله في أولويات الاستثمار الدولي داخل البلاد. أسواق لبيع وشراء أطفال العراق وسط بغداد أشار تحقيق نشرته صحيفة سويدية عن سوق لبيع وشراء الأطفال في العراق ضجة كبيرة في السويد فقد ذكرت صحفية سويدية وزميلها أن هناك سوق كبيرة في بغداد لبيع الأطفال والرضع وقد نشر هذا التقرير بالصورة والصوت مما أثار ضجة كبيرة عند عرضة في السويد وقد عرض التلفزيون السويدي صورة لفتاة عمرها 5 سنوات تباع وسط بغداد بمبلغ 500 دولار وقد كان العنوان الذي نشرته الصحيفة السويدية – أطفال العراق تباع في الأسواق وتنتهك حرمة نسائهم بالإكراه وأحزاب تنهب ما فوق الأرض وما تحتها وعلى ضوء ذلك أعلنت السويد فورا فتح الباب لاستقبال الأطفال ممن يتعرضون لسوء المعاملة ومنحهم حق اللجوء مباشرة ويحق للطفل بعد الإقامة لم شمل ولي أمره وهذا نابع من النظرة الإنسانية لهذه المجتمعات المتطورة ونظرتها للأطفال نظرة متساوية ودون تمييز. أطفال العراق مدمنون على المخدرات صدق أو لا تصدق فان هناك أكثر من 11000 طفل عراقي مدمن على المخدرات في بغداد حسب ما ذكره مدير منظمة أصوات الطفولة السيد عماد هادي وباتوا فريسة للاغتصاب والتحرش الجنسي لابل أن هناك أماكن تستخدم لممارسة الجنس مع الاطفال في بغداد والمحافظات الأخرى. أن عدد القتلى من جراء الحرب على العراق بلغ أكثر من 2, 1 مليون عراقي حسب ماذكرته صحيفة ذي اوبزيرفر البريطانية في تقرير لها في سبتمبر الماضي. أن وضع العراقيين ينتقل من سيء إلى أسوء حسب ما نشرته لجنة الصليب الأحمر الدولية في ابريل عام 2008 بعنوان مدنيون بدون حماية. أن تقريرا أعدته منظمة أنقذوا أطفال العراق وجد أن نسبة بقاء الأطفال على قيد الحياة في العراق حتى ما بعد الخامسة من العمر قد تراجع حتى احتل ذيل الترتيب العالمي حتى أصبحنا خلف أكثر الدول الفقيرة في ا لعالم مثل بتسوانا وزمبابوي. أن طفلا من كل ثمانية أطفال يموت قبل أن يبلغ الخامسة من العمر. أن مكتب المفوض السامي لشئون اللاجئين العراقيين في الأمم المتحدة وجد أن ما لا يقل عن مليوني عراقي نزحوا داخل البلاد فيما وجد 2,2 مليون آخرين ملجأ لهم في الدول المجاورة. أن صحيفة الاندبيندنت البريطانية كشفت عن أن مزارعين في جنوب العراق يزرعون نيات الخشخاش الذي يستخدم في إنتاج مادة الأفيون المخدرة الأمر الذي يثير مخاوف من احتمال أن يتحول العراق إلى بلد منتج عالمي ورئيسي للمخدرات إلى جانب أفغانستان. أن الجوع والمرض ينتشران بشدة في العراق حسب تقارير لمؤسسة أوكسفام الدولية مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية متفاقمة وإفادة التقرير أن 28 بالمائة من الأطفال يعانون سوء التغذية وان 15 بالمائة من العراقيين لا يملكون لقمة العيش فيما لا يحصل 70 بالمائة على مياه صالحة للشرب. الأرامل والأيتام عنوان الكارثة ذلك ما قد ترتب على الحرب والتي بدأت تنكشف يوما بعد يوم وسط الدمار والخراب اليومي والذي سبب عن تفكك الأسرة العراقية وازدياد حالات الطلاق وانتشار جرائم الفساد الإداري والاعتداء على الأموال العامة وارتفاع جرائم السرقة في ظل غياب الأمن. وقد أكدت الدراسات العديدة التي قام بها العديد من الباحثين على أن هناك أكثر من 100 أرملة و400 يتيم يضافون يوميا إلى المجتمع العراقي بسبب العنف الدائر هناك والذي لا تظهر له نهاية. إن المجتمع العراقي قد أصيب بالانهيار بعد الضربات المتتالية له من خلال الحروب السابقة التي ساهمت في تدميره بالإضافة إلى الحصار المدمر الذي استمر لعدة سنين. وتشير التقارير إلى أن الأمر وصل إلى ازدياد حالات الأرامل بصورة كبيرة ولم يتم الإعلان عنها وان معدلات الطلاق ارتفعت إلى أكثر من 200 بالمائة عام 2007 في حين تراجعت نسبة الزواج إلى 50 بالمائة. وستظهر نتائج هذا التدهور وتداعياته مستقبلا وتضع المجتمع العراقي أمام تحديات لا حصر لها حيث سيجد نفسه أمام انهيار لم يسبق له مثيل في المنظومة القيمية والإنسانية والأخلاقية وهو الذي عرف عنه انه أكثر المجتمعات العربية والشرقية التزاما ومحافظة على القيم والمبادئ حقوق الأطفال والأيتام على المجتمع للأطفال وللأيتام حقوق على المجتمع يجب مراعاتها والعمل بموجبها كي يساهم الجميع مساهمة فاعلة في حمايتهم من الضياع: 1- حقوق الطفل على الآسرة . من خلال ما ورد ذكره من تقارير للمنظمات الدولية والإنسانية وما عرضته الصحف العالمية والذي بينت من خلاله الأوضاع المأساوية التي يعيشها أطفال العراق والأيتام والأرامل فإننا أمام مسئولية أخلاقية تستوجب مضاعفة الجهود وتكثيفها من اجل أن تستنفر كافة الطاقات والإمكانات للمعالجة الفورية والجادة لرفع الحيف والمعاناة عن أطفال العراق لان أطفال اليوم هم رجال المستقبل لذلك فان التهاون في هذا الجانب وعدم إعطاءه الأولوية في معالجته فإننا سنجد وطن بدون مستقبل خلال الأعوام القادمة ولن يكون الضرر على العوائل المتضررة بل آن الخطر الأكبر سيقع على المجتمع بأسره . وإذا ما توفرت النوايا المخلصة لمعالجة هذا الموضوع بجدية وبحكمة فقد يكون بالإمكان التوصل إلى السبل الكفيلة بمعالجة ما ترتب على ذلك من ماسي وتدمير للبنى التحتية للمجتمع وعلينا أن نضع تجارب الدول التي مرت بمثل ظروفنا ونجحت في إعادة بناء الإنسان قدوة لنا وهي ألان بمصاف الدول المتقدمة مثل ألمانيا واليابان وما دمنا قد تحملنا مسئولية قيادة الإفراد من الأسرة إلى الدولة فإننا سنكون مسئولين أمام الله والتاريخ عن ذلك وليساهم الجميع كل من موقعه ومسئوليته في بناء المجتمع الجديد للعراق وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
المقيتة.
وتشير التقارير لمديرة مكتب اليونيسيف في العراق وبسبب سوء العلاج والإجراءات السريعة الواجب اتخاذها في المستشفيات لقلة الكادر من الممرضات ذوي الاختصاص فان عدد الوفيات في النساء الحوامل أثناء الولادة قد ازداد بنسبة 60 بالمائة عما كان علية في السنوات السابقة ولا تقف هذه المعانات عند موت الأمهات أثناء الولادة ولكنها تستمر خلال فقدان الطفل لأباه وان قليل من الأيتام يحظون بخدمات من قبل الدولة في حين آن الكثير منهم لايحظون لمثل هذه الخدمات مما يعني أن مصيرهم مجهول ومما يزيد هذه المشكلات الاجتماعية سوء التضخم المتزايد في الاقتصاد العراقي الذي يوجد بدوره ضغوطا متزايدة على الأسرة العراقية.
2- حقوق الطفل على الدولة.
3- حقوق الطفل في التربية والتعليم.
4- الحماية من الاستغلال والاعتداء.
5- العناية الخاصة بالأطفال.
6- حق اليتيم في إعادة التأهيل.
7- رفع الميزانيات المخصصة للأطفال.
8- دعوة المؤسسات عير الحكومية في المشاركة.
9- فرض إجبارية التعليم.
10- التصدي للمخاطر التي تهدد الطفل.
11- إنزال اشد العقوبات بمرتكبي الجرائم ضد الاطفال.
12- التصدي بحزم لظاهرة المخدرات