EGYPT: Street children are the government's responsibility (Arabic)


مصر: أطفال الشوارع في ذمة الحكومة

بعد صدور قانون الطفل في 2008، هل يشهد 2009 نهاية المأساة؟

أطفال في عمر الزهور، جريمتهم الوحيدة أنهم ينتمون لأسر فقيرة لا تستطيع أن تكفلهم، أو مفككة لا يمكنها حمايتهم، ومجتمع قاس لا يوفر لهم حياة كريمة ينعمون فيها بأجمل فترات عمرهم.

العنف ضد الأطفال واستغلالهم في الجريمة المنظمة وممارسة الرذيلة أصبح من أهم القضايا التي تطرح نفسها علي الساحة المصرية خاصة بعد تفاقم الأزمة ووصولها إلي حد ينذر بالخطر. وإذا كان العام الماضي قد شهد صدور أول قانون للطفل المصري فهل يشهد العام الجديد نهاية لهذه الجرائم التي ترتكب في حق بناة المستقبل؟!

الحكومة لا تملك أرقاماً حقيقية عن واقع الكارثة وتقوم بالتقليل من عدد أطفال الشوارع تخفيفاً من حدة الأزمة. لكن غالبية التقارير تشير إلي وجود أكثر من 2 مليون طفل مشرد في مصر وبالتالي فإنهم عرضة للاستغلال في كافة أنواع الجرائم بما فيها الاتجار في المخدرات، ناهيك عن الاستغلال الجنسي لهم، حيث تشير الإحصاءات إلي تعرض نحو 80٪ من أطفال الشوارع للاعتداء الجنسي. أكثر من 2 مليون طفل مشرد في الشوارع.. أصبح الشارع وقسوته رمزاً لمحنتهم وسلوكاً لحياتهم، وينضم إليهم يومياً آلاف وآلاف الأطفال بعد أن عجزت السلطات المحلية عن التعامل مع هذا الملف الخطير في الوقت الذي يزداد فيه الفقراء فقراً ويزداد فيه اللصوص والفاسدون غني وسطوة ونفوذاً.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلي تشرد الأطفال في مصر ومن ثم دخولهم عالم الجريمة والمخدرات والدعارة، علي رأسها الفقر والبطالة والتفكك الأسري والتسرب من المدارس وعمالة الأطفال. السؤال الذي يتبادر إلي الذهن وبإلحاح، ما ذنب هؤلاء المشردين في أن يتحولوا إلي مجرمين منبوذين من المجتمع مادامو لم يجدوا العيش الكريم والسكن المناسب والتعليم الجيد والأسرة المتماسكة التي تجد دخلاً يحميها بدلاً من أن تلجأ إلي بيع أبنائها ربما حرصاً عليهم أو علي أنفسهم درءاً لخطر الجوع الذي لا يرحم، والبرد الذي لا تفلح معه الكلمات، والمرض الذي يحرم من الاستشفاء منه أبناء الفقراء؟ ثمة سؤال آخر حول دور أجهزة الشرطة في تتبع العناصر الإجرامية ورصد تحركاتها، فقد كشفت قضية »التوربيني« كيف كانت عصابته تتحرك عبر محافظات القاهرة والإسكندرية والغربية عبر خطوط السكك الحديدية دون أن يشك فيهم أحد لفترة طويلة.

التقت »الوفد« بعدد من أطفال الشوارع المنتشرين في أنحاء مختلفة بمحافظتي القاهرة والجيزة، والذين وافقوا علي الحديث علي ألا يتم تصويرهم أو ذكر أسمائهم خوفاً من العقاب الذي سيقابلهم إذا علم بأمرهم من يعملون لحسابه، بدأ الحديث مع (و. ج) 8 سنوات ويقوم بالتسول بشارع جامعة الدول العربية، بدأ حديثه بالتأكيد علي أنه لا يعمل أثناء النهار ويبدأ عمله في السادسة مساء حتي الساعات الأولي من الصباح. وأضاف أنه بصحبة 10 أطفال آخرين يعملون جميعاً عند والده الذي يعمل بائعاً متجولاً. كا أن أخاه الذي يكبره بـ 6 سنوات يعمل بصحبة 4 أطفال آخرين. سألناه وكيف يحصل والدك علي هذا العدد من الأطفال؟ فأجاب إنهم نائمون في الشارع وتعرف عليهم هو وأخوه عندما قبضت عليهم الشرطة. ثم يأتي الطفل إلي والده الذي يعطيه لأخيه الأكبر فينام معهم تحت أحد الكباري ثم يعتدي عليه جنسياً حتي يضمن ولاءه، وبعدها يبدأ الطفل في ممارسة التسول ويذهب بالإيراد إلي المعلم الذي يعطيهم مصروفاً يومياً 5 جنيهات.

وفي مأساة أخري لأطفال الشوارع الذين يستغلون من قبل بعض الأفراد معدومي الإنسانية أوضح (أ ـ ش) أنه لا يعرف أباه أو أمه وأن ما يذكره عن نفسه أنه نشأ مع بائعة متجولة بمنطقة الجمالية وكانت تؤويه وتطعمه مقابل مساعدتها في التسول من المارة، كما قامت بإحداث بعض الإصابات في وجهه وقدمه حتي يستعطف قلوب الناس فيعطوه، وخلال جلوسهما في أحد الشوارع تم القبض عليهما فطلبت منه أن يقول إنها أمه وبعد خروجه هرب منها وذهب إلي »مقابر الخفير« وهناك تعرف علي بعض الأطفال الذين أخذوه معهم ليبدأ مرحلة أخري ويقوم بتوزيع المخدرات مع أقرانه، مقابل 10 جنيهات يومياً وبعد فترة علم بقيام الشرطة بالقبض علي بعض زملائه فقرر الهرب والذهاب لمنطقة أخري يعمل بها في التسول فقط.

وهذا لا يختلف كثيراً عن قصة الطفلين (ع. ر، أ. ع) اللذين قدما من محافظة المنيا إلي القاهرة واستقرا في شوارع الجمالية وعملاً بالتسول حتي تم التعرف علي تاجر مخدرات بالمنطقة عن طريق بعض الأطفال الذين كانوا ينامون معهما. وكان التاجر يعطيهم أسماء المتعاملين معه وأماكنهم ويتم التوزيع يومياً، ونتيجة طموح الأطفال في تكوين زبائن لهم سقط طفلاً المنيا في يد الشرطة بعد أن ذاع صيتهما وكثر تعاملهما مع المتعاطين.

وتقول (ن. أ) إنها قدمت من الإسكندرية إلي القاهرة هرباً من والدها العاطل الذي كان دائم الاعتداء عليها بالضرب ويجبرها علي التسول طوال النهار. وفي يوم كانت تقوم ببيع المناديل داخل القطار الذي حملها إلي القاهرة، بعدها فكرت في البقاء بعيداً عن والدها حتي تفلت من الضرب وظلت تنتقل من مكان لآخر حتي تعرفت علي طفل يكبرها بعامين ويقوم ببيع المناديل والتسول بمدينة نصر والذي أخذها للمبيت معه في سيارة قديمة بأحد الشوارع، ثم اعتدي عليها جنسياً، وقام بحلق شعرها، فهربت من مدينة نصر وقدمت إلي المهندسين وظلت بها تمارس التسول في الشوارع.

في حين أكد (س. هـ) أنه قدم من محافظة الفيوم هرباً من زوج أمه الذي كان دائم الضرب والسب له وقام بإخراجه من المدرسة واعتدي عليه جنسياً أكثر من مرة، فهرب إلي القاهرة وظل بها يتسول حتي تعرف علي أحد الأطفال الذين يبيعون المناديل بالشوارع، فطلب منه أن يأتي معه إلي المكان الذي ينام فيه ووعده بتوفير عمل له عند المعلم الذي رفض ذكر اسمه. فذهب معه فوجد عدداً كبيراً من الأطفال وظل معهم لمدة يومين علي أن يقوم بالتسول ويقدم الإيراد للمعلم بعدها قام أحد الأطفال الأكبر منه سناً بالاعتداء عليه جنسياً أثناء نومه وهدده بالقتل إذا أخبر أحد خاصة المعلم. فهرب منهم وذهب إلي محطة مصر وظل هناك لمدة أسبوع حتي عثر عليه أحد الأطفال الذين كانوا معه فتوعده بإخبار المعلم بمكانه ووعده بالتوسط عنده حتي يسامحه فعاد مرة أخري ومازال مستمراً في عمله حتي الآن.

موضوعات ذات صلة:

** مصر: مؤتمر دولي عن فقر الأطفال والتفاوت في مستوي معيشتهم: السياسات العامة للعدالة الاجتماعية (19يناير 2009)

** قانون الطفل المصري رقم 126 لسنة 2008

** مصر: ساموسوسيال ايجيبت لمساعدة أطفال الشوارع (4 نوفمبر 2008)

** المزيد من أخبار وتقارير حقوق الطفل في مصر

Owner: Abo Ziad Kamalpdf: http://www.alwafd.org/details.aspx?nid=9142

الدول

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.