EGYPT: Povery all over the country (Arabic)


مصر: الفقر يهدد البلاد من قبلي لبحري، لا فرق بين ريف وحضر

في زيارة خاطفة لاحدي قري بني سويف برئاسة جمال مبارك قامت بها لجنة السياسات بالحزب الوطني.. الزيارة استغرقت ساعات قليلة اعلن بعدها أن القرية ستصبح من القري المحصنة ضد الفقر. كما صور الاعلام الرسمي قرية «نانا» في بني سويف بأنها من القري المحظوظة.. جاء ذلك في اطار الاستعداد الاعلامي والتنظيمي للمؤتمر العام للحزب الوطني الذي سوف يعقد في نوفمبر القادم.

وبعيداً عن هذه الزيارة الميمونة فقد كشفت الابحاث والدراسات العلمية أن الفقر في مصر يهدد المواطنين بطول البلاد وعرضها وأن المحافاظات قبلي وبحري لا فرق بين الريف والحضر حيث تعددت مظاهر الفقر الواضح من خلال تدني مستوي المعيشة وتدني مستوي الخدمات ولعل ذلك قد برز خلال عدد من المشاهد الواقعية.

المتسولون

كشفت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن عدد المتسولين في مصر قد يزيد علي 2 مليون متسول واشارت الدراسة أن هؤلاء المتسولين يزداد في شهر رمضان.. ومن الطريف أن محافظ شمال سيناء السابق اللواء أحمد عبدالحميد قد طالب بوضع الية للقضاء علي ظاهرة التسول التي تفشت بصورة مخيفة في شهر رمضان في مدينة العريش وهي الظاهرة المتكررة في محافظات وقري مصر.

حيث انتشرت ظاهرة بيع الملابس المستعملة والاثاث القديم كما انتشرت ظاهرة تراكم قيمة الايجارات والمتأخرات علي المواطنين القاطنين للوحدات السكنية في المحافظات والمملوكة لصناديق الاسكان هذا غير تعذر الطلاب في الكثير من المحافظات عن سداد المصروفات المدرسية التي تضاعفت اكثر من مرة خلال السنوات الماضية رغم ظاهرة التقسيط للمصروفات المدرسية.. كما انتشرت اسواق الدرجة الثالثة لبيع الخضار واللحوم المصنعة والمأكولات الملوثة والأطعمة الرخيصة المغشوشة..

موائد الرحمن

اما عن فقراء رمضان فحدث ولا حرج فقد اكدت دراسة حديثة نشرت العام الماضي عن جامعة الأزهر. أن عدد المترددين علي موائد الرحمن في مصر يصل إلي 5 ملايين شخص وأن عدد المنظمين لها 12 ألف شخص من القادرين وأن حجم الانفاق علي موائد الرحمن يصل إلي 2.2 مليار جنيه وأن جميع الموائد توزع الطعام من لحوم ومواد غذائية - خضار - ومكرونة - أرز وسلطات وبعضها يقدم وجبات جاهزة في علب خصوصاً موائد بعض المشاهير من النجوم والفنانين.

سرقات المساجد والمدافن

وبسبب تدني الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأغلبية الأسر المصرية فقد ازدادت ظاهرة السرقات وتوسعت فلم تعد مقصورة علي سرقة المنازل والمحال التجارية بل امتدت هذه السرقات لأغطية الصرف الصحي الحديدية وأعمدة الإنارة وحتي الأبواب الخاصة بالمدافن ومقابر الموتي.

كما امتدت السرقات إلي سرقة المصلين في المساجد حيث انتشرت سرقة الأحذية وحنفيات (صنابير المياه). فضلاً عن تعدد سرقات صناديق النذور بل وسرقة اللمبات والمصابيح الكهربية. وبعيداً عن مظاهر الواقع لجرائم الفقر. فيكفي أن نشير إلي حجم المناطق العشوائية المنتشرة في المحافظات والتي تزيد عن 1027 منطقة عشوائية يعيش فيها ما يزيد علي 15% من السكان. حيث مستويات السكن لا تصلح للاستخدام الآدمي والخالية من أي نظام يحترم خصوصية الإنسان. وإذا انتقلنا من الواقع إلي الدراسات الميدانية والأبحاث العلمية حول مشاكل الفقر في بلادنا فإننا نجد الآتي:

السكان فقراء

أثبتت الدراسات العلمية الرسمية أن في مصر ما يزيد علي 14 مليون نسمة تقريباً لا يتمكنون من الحصول علي احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمتطلبات الحياتية اليومية. بمعني أن 26.19% من إجمالي السكان الذين يقل دخلهم عن أقل من دولار واحد. بمعني أن السكان الذين ينفقون دولاراً واحداً في اليوم يصل عددهم إلي 93.21% من السكان. ويعني ذلك باختصار وفق الدراسة أن 19.41% من السكان فقراء. هذه النسب مرشحة للزيادة في المستقبل القريب حيث لا توجد سياسة واضحة لإنقاذ هؤلاء الفقراء وتعجز الحكومة عن توفير الاعانات التي تحتاج إلي توفير 3673 مليون جنيه في السنة.

كما تكشف الدراسة التي تم إعدادها بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان الخصائص الرئيسية للفقراء في مصر وهي الدراسة التي قدمتها د. هبة الليثي استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية وعن أهم هذه الخصائص: الأسر كبيرة العدد حيث يرتبط الفقر ارتباطاً كبيراً بتركيب الأسر ويؤثر عدد المعالين بالأسرة تأثيراً كبيراً علي نوعية احتياجاتها الاستهلاكية، فكلما زاد عدد الاطفال بالأسرة انعكس ذلك بالسلب علي مستوي رفاهيتها الاقتصادية.

 تكشف الحقيقة العلمية عن وجود علاقة تبادلية بين الخصوبة والفقر حيث كلما ارتفع مستوي الخصوبة يعني ارتفاع نسبة الإعالة حيث أن الفقراء يميلون غالباً لإنجاب عدد كبير من الاطفال.

 كما تتسم الأسر الفقيرة بزيادة مستوي عمالة الطفل وبالتالي نقص الالتحاق بالمدارس وهذا يكشف الاعداد الضخمة للمتسربين في التعليم الأساسي ويكشف عمالة الاطفال وحجمها في مصر.

 ومن الخصائص العامة للفقراء وجود الأسر التي تعولها سيدات حيث يزداد مستوي حدوث الفقر في الأسر التي ترأسها سيدات في المحافظات الحضرية.

وتعتبر الأرامل اللاتي لديهن ثلاثة أطفال علي الأقل أكثر الأسر تعرضاً للفقر في المناطق الحضرية كما يبلغ احتمال الفقر للأسر التي ترأسها نساء 4 أضعاف المتوسط العام في المناطق الحضرية وأكثر من ضعف المعدل في المناطق الريفية.

 كما يلعب المستوي التعليمي دورا في الخصائص العامة للفقر. حيث يرتفع مستوي الأمية بين الأطفال في الشريحة العمرية (12 -15) عاماً للأسر الفقيرة حيث تصل إلي 22% للاطفال الإناث و11 % للاطفال الذكور.

 وأخيراً المساهمة في النشاط الاقتصادي.

كما أن مساهمة الفقراء في النشاط الاقتصادي هي الأقل من المعدلات المناظرة لغير الفقراء.

الفقر في محافظات الوجه البحري

أما فيما يتعلق بمحافظات الوجه البحري وعلاقتها بالفقر فنجد أن محافظة الشرقية هي المحافظة الأفقر حيث تزداد انتشار مظاهر الفقر بها عن المستوي العام لانتشار الفقر علي مستوي اجمالي الجمهورية. أما عاصمة مصر المحروسة (مدينة القاهرة) فقد بلغ مستوي انتشار الفقر 39.4% مما يضعها في المرتبة الثالثة بين المحافظات ويرجع التفاوت بين المحافظات المختلفة إلي الفروق الواضحة من حيث المستويات التعليمية وفرص العمل المتوافرة ومدي توافر الخدمات العامة ونوعية الطرق والأسواق والاختلاف في جودة الأراضي الزراعية والنمط المحصولي ومدي تملك الأراضي الزراعية والتي تؤدي إلي وجود فجوة بين الأقاليم من حيث مستوي الثروة.

انتشار الفقر

ولعل مستوي انتشار الفقر بالمحافظات يكشفه ترتيب المحافظات في دراسة الأمم المتحدة. حيث تأتي ترتيب المحافظات الأفقر في بلادنا وفق الترتيب المعلن.

حيث تأتي محافظة أسيوط في المركز الأول علي مستوي الفقر ثم يلي ذلك المحافظات بني سويف - سوهاج - المنيا - قنا - الشرقية - أسوان - البحيرة - المنوفية - الجيزة - كفر الشيخ - الفيوم - القليوبية - الإسكندرية - الدقهلية - بورسعيد - الإسماعيلية - الغربية - القاهرة - السويس.

ثم محافظة دمياط باعتبارها المحافظة الأغني علي مستوي الجمهورية

طرافة الحكومة

الطريف أنه رغم ازدياد معدلات الفقر في مصر فقد أعلن وزير التنمية المحلية أن معدلات الفقر انخفضت في مصر بنسبة 20% العام الماضي وأعلنت ذلك قناة المحور الفضائية علي شريط الانباء الأسبوع الأول مارس 2007. حدث ذلك في الوقت الذي أعلن الرئيس مبارك تخصيص 4 ملايين جنيه من فائض ميزانية الحزب الوطني لتوزيع المبلغ علي 26 ألف أسرة فقيرة كدعم مباشر بقري ونجوع مصر أي أن نصيب الأسرة حوالي 154 جنيها. كما اعلنت امانة الحزب الوطني انها سوف توزع مليونا ونصف المليون كيس أو شطنة من ياميش رمضان. ولعل ذلك يؤكد أنه لا توجد سياسة واضحة من قبل الحكومة لمواجهة الفقر الذي يتسع مع زيادة الأسعار واختلافها ومع بيع أصول الدولة للقطاع الخاص ومع سياسة الخصوصية التي تتبعها الحكومة بانحيازها لرجال الأعمال والمستثمرين واعفائهم من الضرائب فضلاً عن غياب سياسة واضحة لحماية الفقراء الذين يزداد حجمهم وحتماً سوف يزداد سخطهم وغضبهم وثورتهم التي لن تقدر عليها الحكومة في مواجهة ساخنة متوقعة.

ولعل الكلمة التي أعلنتها د. سحر الطويل أمام مؤتمر التنمية البشرية «أن الفقر ليس مجرد أصوات متناثرة في مصر فهو يغرق مجموعات ومناطق كاملة والحلول ليست خيالية ولا بعيدة ولكن لابد من الإرادة».

كما اشارت محذرة أن تكلفة عدم تنفيذ برنامج الحد من الفقر ومكافحته ستكون فادحة سياسياً واجتماعيا واقتصادياً.

ووفقاً لدراسة تقيم أداء المحافظات والصادرة عن المشروع الممول من وزارة التخطيط ومشروع قضايا السكان وصندوق الأمم المتحدة فإن التحديات التي قدمتها الدراسة تكشف:

 تأثير فرص النمو في متوسط الدخل والناتج المحلي الإجمالي سلبياً في حالة عدم الاستقرار.

 لا يوجد وضوح أمام امكانية خلق فرص عمل جديدة في المستقبل.

 العلاقات التبادلية بين مستوي الخصوصية ومستوي الفقر ويوضح ذلك تزايد الأسر التي ترأسها سيدات.

 ارتفاع مستوي الأمية وتدني مستوي الالتحاق بالتعليم مع انتشار عمالة الاطفال خصوصاً الفقراء مما يؤكد ظاهرة انتقال الفقر عبر الأجيال المتتالية. وأخيراً وأولاً عدم تفعيل الديمقراطية بشكل أفضل داخل المجتمع وعدم وجود تنسيق جيد للمنظمات الحكومية وغير الحكومية.

موضوعات ذات صلة:

** مصر: مؤتمر دولي حول فقر الأطفال والتفاوت في مستوى معيشتهم: السياسات العامة للعدالة الاجتماعية (19-20 يناير 2009) 

** مصر: تقرير حكومي عن الفقر يثير جدلاً (24 سبتمبر 2008)

** إطلاق تقرير التنمية البشرية لمصر لعام 2008 (13 مايو 2008)

** حقوق الطفل في مصر

Owner: Abdelhameed Kamalpdf: http://www.al-ahaly.com/articles/08-10-15/1398-inv03.htm

Organisation: 

الدول

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.