أضافه crinadmin في
حذرت النتائج الأولية لدراسة أجراها برنامج الأغذية العالمي في اليمن من ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية، ودعا البرنامج الدول المانحة إلى تكثيف العمل على الأرض لضمان تلبية الاحتياجات العاجلة لليمنيين. مزيد من التفاصيل في حوار مع عبير عطيفة المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي. عطيفة: آخر دراسة قام بها برنامج الأغذية العالمي في اليمن أظهرت انعدام الأمن الغذائي لنسبة كبيرة من السكان ووجود ما يقرب من خمسة ملايين شخص غير قادرين على شراء أو إنتاج الغذاء الذي يحتاجون إليه. هذه النتائج الأولية كان لدراسة استقصائية قام بها البرنامج بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء باليمن ومنظمة اليونيسيف. خطورة هذه الأرقام تكمن في أن هذا يعني أن حوالي نصف عدد السكان يعاني من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني اثنان وعشرون في المائة من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي وهذا تقريبا ضعف النسبة التي سجلها البرنامج في دراساته التي أجراها في عام 2009، ويتجاوز ذلك الحد الذي تكون فيه عادة المساعدات الغذائية الخارجية ضرورية. سؤال: ما هو المقصود بانعدام الأمن الغذائي الحاد؟ عطيفة: يحتاج الشخص العادي ألفين ومائة سعر حراري يوميا حتى يستطيع القيام بالمهام الطبيعية في حياته ولكن انعدام الأمن الغذائي الحاد يعني أن هذا الشخص لا يحصل حتى على ألف سعر حراري، عندما نتحدث عن الخمسة ملايين شخص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد فنعني أنهم يعانون من الجوع الشديد، بالنسبة للذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط فيعني هذا أنهم يجدون ما يسدون به رمقهم ولكنه لا يكفي للقيام بأنشطتهم اليومية بصورة طبيعية. الخطورة هنا أننا نتحدث عن عشرة ملايين شخص في اليمن يعانون من الجوع، وهذا تقريبا نحو سبعة وأربعين في المائة من عدد السكان. بالإضافة إلى ذلك هناك زيادة كبيرة في سوء التغذية الشديد خاصة بين الأطفال والأمهات الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والتاسعة والأربعين. سؤال: كيف يؤثر سوء التغذية في الوقت الراهن على مستقبل الأجيال في اليمن؟ عطيفة: هناك خطورة كبيرة وخاصة على الأطفال لأن سوء التغذية المزمن بين الأطفال وصل إلى معدلات تثير القلق. ففي محافظة المحويت هناك أكثر من ستين في المائة من الأطفال يعانون من التقزم بما يعني أن الطفل لا يصل إلى الطول الطبيعي الذي يتعين الوصول إليه. طبعا التغذية في السنوات الأولى من حياة الطفل مهمة جدا لأنها تنمي قدراته الذهنية والعقلية، ولا يمكنه الوصول إلى هذا النمو الكامل إلا عن طريق التغذية السليمة في تلك المرحلة العمرية. بمعنى أننا نتحدث هنا عن أجيال وأجيال من الأطفال في اليمن، إن مستقبل اليمن في خطر لأن التغذية في هذه المرحلة مهمة جدا. سؤال: ما الذي يفعله برنامج الأغذية العالمي الآن لمواجهة هذا الوضع الخطير؟ عطيفة: إن البرنامج حتى قبل إجراء هذه الدراسة كان قد رفع حجم مساعداته في اليمن ليصل إلى نحو ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف شخص من الأكثر ضعفا وفقرا ممن يحتاجون إلى المساعدات العاجلة، الآن تضعنا هذه الدراسة في وضع جديد إذ يحتاج خمسة ملايين شخص سريعة. عقد البرنامج اليوم ورشة عمل مع الحكومة اليمنية والجهات المعنية والمنظمات الإنسانية وهيئات المجتمع المدني لبحث تلك الأرقام والعمل على وضع خطة نستطيع بها الوصول إلى جميع الأشخاص المحتاجين للمساعدة. وناشد البرنامج الدول المانحة العمل على أرض الواقع لضمان تلبية الاحتياجات العاجلة ودعا إلى العمل المشترك من أجل زيادة المساعدات لليمنيين الأكثر عرضة للخطر.