أضافه crinadmin في
اليمن: المواجهات في الشمال تتسبب في موجات نزوح جديدة بعد هروبهما من الاشتباكات التي دارت في مديرية كشر بمحافظة حجة الواقعة شمال اليمن، قضى أحمد حسين ناجي، البالغ من العمر75 عاماً وزوجته تقوى ثلاثة أيام في العراء قبل أن يجدا في النهاية مأوى في مدرسة في مديرية خيران المحرق المجاورة. وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت تقوى: "يسعل زوجي إلى أن يتقيأ دماً ....ولا نملك دواء لذلك. لقد كانت رحلتنا هذه أصعب رحلة في حياتي ....فلم يكن لدينا طعام ولا ماء ولا حتى أغطية نقي بها أنفسنا من البرد". وقد كان الزوجان المسنان من بين مئات الأسر التي نزحت بسبب الاشتباكات الأخيرة بين المقاتلين الشيعة أتباع الحوثي وأعضاء الجماعة السلفية السنية في منطقة كشر. وفي هذا السياق، أكدت هيلين كادي، منسقة الطوارئ في منظمة اليونسيف، أن نحو 580 أسرة قد نزحت بسبب الاشتباكات، مضيفة أن "أكثر من 30 بالمائة من النازحين داخلياً لجؤوا إلى خمسة مدارس، وهو اتجاه مقلق رأيناه مع موجات النزوح الأخيرة في البلاد....بينما لجأ نازحون آخرون إلى بعض الأسر المضيفة أو ظلوا بلا مأوي". وطبقاً لعلي مشعل، وهو أخصائي اجتماعي في كشر، فقد فرت حوالي 230 أسرة نازحة معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال إلى مديرية عاهم بمحافظة حجة، بينما نجحت أكثر من 250 أسرة أخرى في الوصول إلى خيران المحرق. وأضاف أن "موقع العشرات من الأسر النازحة الأخرى لا يزال مجهولاً". ووفقاً للتقرير الذي أصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ديسمبر 2011، تعتبر محافظة حجة موطناً لأكثر من 100,000 نازح بسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين منذ يونيو 2004. استضافة ودية وذكر مشعل أن أهالي منطقة الخميسين في خيران المحرق قد استقبلوا العديد من الأسر النازحة بحفاوة، مضيفاً أنهم "تقاسموا طعامهم ومياههم مع المئات من النازحين الذين وصلوا إلى قراهم. كما أخلو المدارس الموجودة في المنطقة حتى يتسنى استخدامها كمأوى للنازحين". كما ناشد مشعل كل من الحكومة ومنظمات الإغاثة التدخل، مشيراً إلى أن "وضع النازحين داخلياً يزداد سوءاً بسبب نقص الطعام والمأوى المناسب". من جهته، قال علي الدبي، من جمعية الخير التنموية الاجتماعية، وهي منظمة غير حكومية محلية، أنه قد تم تحديد أكثر من 2,000 نازح داخلي وتسجيلهم لتلقي مساعدات في محافظة حجة. وذكرت كادي أن منظمة اليونسيف قامت بتوزيع 316 عبوة تشمل أدوات النظافة فضلاً عن قيامها بجهود لرفع الوعي بالقضايا الصحية بين النازحين داخلياً والمجتمع المضيف. كما تم الإنتهاء من إنشاء 12 مرحاضاً ونقل المياه بشاحنات إلى النازحين داخلياً في منطقة الخميسين. وسيتم توزيع سبعة حاويات إضافية سعة 1,000 لتر في المنطقة وبناء ثمانية مراحيض للطوارئ وتوزيع المزيد من أدوات النظافة. وأضافت كادي في تصريحها لإيرين أنه يجري تقديم خدمات المياه والنظافة والصرف الصحي عن طريق جمعية الخير التنموية الاجتماعية وهي الجهة الشريكة لمنظمة اليونسيف. العالقين ومع ذلك، توجد العديد من الأسر التي تقطعت بها السبل "إما في طريقها إلى مناطق أكثر أمناً أو داخل منازلها بعد أن تعذر عليها الوصول إلى العديد من القرى في مقاطعة كشر وأصبحت الطرق غير آمنة،" حسب الشيخ عبد الله ذهبان، عضو لجنة الوساطة القبلية التي تم إنشاؤها مؤخراً والتي تسعى إلي إقناع الأطراف المتحاربة بوقف القتال. حيث قال ذهبان في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "العديد من الجثث مازالت ملقاة في الجبال.... ولم يحضر أحد من الأقارب لدفنها". كما أخبر بعض الشهود المحليين الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم إيرين في 28 يناير أن المقاتلين الحوثيين كانوا يحاولون إحكام سيطرتهم على موقع استراتيجي على قمة جبل يسمى أبو دوار، كما استمر القتال أيضاً من أجل السيطرة على هضبة ميشابه المطلة على سوق عاهم (السوق المحلي) في مقاطعة كشر. وفي هذا السياق، أفاد شاهد عيان أنه "إذا تمكن الحوثيون من السيطرة على تلك الهضبة، سيكون من السهل عليهم السيطرة على المنطقة بأكملها". وكان تراجع نفوذ الحكومة المركزية منذ مطلع العام الماضي نتيجة للاضطرابات السياسية قد سمح للحوثيين بإحكام سيطرتهم على محافظة صعدة والتوغل في الأجزاء الشرقية لمحافظة حجة المجاورة. كما أشارت بياتريس ميغيفاند روغو، رئيسة عمليات الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن "محافظة صعدة بأكملها تقع تحت سيطرة الحوثيين، ومن ثم فإن علينا التعامل مع طرف واحد فقط". ولاتزال موجات جديدة من النزوح تتوالى بينما يستعد اليمن للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 21 فبراير.
حجة، 6/فبراير/2012