أضافه crinadmin في
نيويورك ، الولايات المتحدة الأمريكية ، 12 كانون الأول / ديسمبر 2006 ـ أثار مقتل ثلاثة أشقاء فلسطينيين في مدينة غزة أمس غضب المجتمع الفلسطيني بكافة فئاته السياسية وكشف من جديد عن محنة الأطفال الذين يعيشون في هذه المنطقة المتفجرة. وصرح الممثل الخاص لليونيسف في الأرض الفلسطينية المحتلة ، دان رورمان ، بقوله : "لقد صدمني هذا الحادث المأساوي. إنه حادث جديد يسلط الضوء على التدهور الخطير الذي طرأ على الحالة الأمنية في الأرض الفلسطينية المحتلة ، وما يترتب عليه من عواقب أليمة بالنسبة للمدنيين ، بما في ذلك الأطفال". وكان مسلحون ملثمون قد أطلقوا النار على سيارة تقلّ الأولاد الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وتسع سنوات وهم في طريقهم إلى المدرسة. وكان والدهم ، ويدعى بهاء بعلوشة، من كبار مسؤولي المخابرات في منظمة فتح. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن جريمة قتلهم. وأصيب أربعة أطفال بين المارة خلال إطلاق النار الذي جرى في شارع مزدحم بالأطفال ، كما قُتل أحد البالغين أيضاً. مخاوف من التصعيد وأضاف السيد رورمان قائلاً : "لقد كان هذا العام مأساوياً بالنسبة للفلسطينيين المقيمين في غزة والضفة الغربية. كان من أكثر السنوات التي شهدناها دموية". وقد قتل حتى الآن 123 طفلاً فلسطينياً ـ أي أكثر من ضعف عدد المقتولين في عام 2005. وبلغ عدد القتلى من الأطفال 103 في غزة وحدها. وأعلن الفلسطينيون الغاضبون عن استنكارهم لهذا الهجوم الأخير الذي أدى إلى موجة من الاحتجاجات ، ومنها مظاهرات خرجت فيها الأمهات والأطفال. ولكن الحادث يثير أيضاً بعض المخاوف من تصاعد حدة الصدامات بين الفصائل. ويوضح السيد رورمان ذلك بقوله : "ينتاب الناس الآن إحساس باليأس. فالفقر قد بلغ أعلى معدلاته وهو حوالي 70 في المائة ، بينما نسبة البطالة تبلغ نحو 40 في المائة ، ولهذه الظواهر نتائج وخيمة على السكان الفلسطينيين. لقد انهالت عليهم الضربات من كل جانب ولم يعد أمامهم ما يتشبثون به. لقد انهارت جميع آليات تحمل الأعباء". حماية حقوق الأطفال وتأتي هذه المأساة في أعقاب فترة من أقسى الفترات وأشدها توتراً في تاريخ غزة الحديث ، فترة حُرم فيها الأطفال من حقوقهم في الصحة والتعليم والحماية. ففي شهر آب / أغسطس ، أعربت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والعاملة في هذه المنطقة عن انزعاجها لتأثير العنف الجاري على المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقد نجم عن أعمال القتال هذه تدهور حاد في الحالة التي يواجهها سكان غزة الذين يبلغ عددهم 1.4 مليون نسمة ـ يمثل الأطفال أكثر من نصفهم. وقال السيد رورمان : "واليوم إذ تحتفل اليونيسف بمرور 60 عاماً على إنشائها ، أُهيب بجميع الأطراف أن تحمي حقوق الطفل. ولا بد من حماية هذه الحقوق بغضّ النظر عن السياق الذي يقدّر للأطفال أن يعيشوا فيه".