أضافه crinadmin في
السودان - جنوب السودان: أزمة إنسانية في الأفق تواجه المنظمات الإنسانية حالياً ضرورة وضع خطة لمواجهة تدهور الأوضاع الإنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بالسودان، بعد أن أدى الصراع القائم بين القوات المسلحة السودانية (SAF) والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال إلى نزوح جماعي للمدنيين نحو ولايتي الوحدة وأعالي النيل في جنوب السودان وإلى دولة إثيوبيا المجاورة. وفي هذا السياق، قالت ميراي جيرار، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنوب السودان، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن 20,000 لاجئ فروا من جنوب كردفان و30,000 آخرين فروا من ولاية النيل الأزرق إلى جنوب السودان منذ أوائل شهر يوليو 2011. وسبق ذلك عودة طوعية لـ 12,000 مواطن سوداني جنوبي كانوا يقيمون في ولاية النيل الأزرق، في أعقاب اندلاع أعمال العنف هناك. وتشير التقديرات إلى أن 36,000 لاجئ سوداني آخر وصلوا إلى إثيوبيا من ولاية النيل الأزرق منذ شهر سبتمبر، وفقاً لتحديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والذي أضاف أن استعادة القوات المسلحة السودانية للسيطرة على مدينتي الكرمك وقيسان في ولاية النيل الأزرق أدت إلى زيادة عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود إلى إثيوبيا في بداية نوفمبر. وفي هذا السياق، أفادت فاليري أموس، وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة، في بيان صادر عنها في 6 ديسمبر، أنه "نظراً لاستمرار منع وصول [الإغاثة الإنسانية] إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، يجب علينا أن نخطط الآن لمواجهة تدهور كبير في حالة السكان هناك، بما في ذلك سوء التغذية المتزايد وانعدام الأمن الغذائي ومخاطر الذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية". قتال مستعر يقيم اللاجئون المتواجدون بولاية الوحدة في مقاطعة باريانغ في ييدا على الحدود مع جنوب كردفان. وأفادت جيرار أن ييدا ليست بعيدة عن جاو، التي تشهد قتالاً مستعراً بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان - قطاع الشمال. وأضافت أن "الوضع في ييدا لا يزال معقداً بسبب زيادة حدة القتال في جاو". وأشارت إلى أن "عمليات الإجلاء المتكررة في الأسابيع الأخيرة قد أدت إلى انقطاع مؤقت للمساعدات وخفض مستويات العاملين في المجال الإنساني في مخيم اللاجئين. وهناك احتمال حقيقي وقوي لوقوع مزيد من القصف أو القتال البري في ييدا، مما سيؤثر على المخيم". ويصل ما بين 60 و110 وافد جديد من جنوب كردفان إلى ييدا كل يوم، ولكن نظراً لانعدام الأمن، فقد طُلب من اللاجئين الابتعاد عن الحدود، التي يتم توفير الخدمات الأساسية عندها. وفي ولاية أعالي النيل، شهد الأسبوعان الماضيين وصول اللاجئين بمعدل 650 شخصاً يومياً، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ويشكل وجود الألغام المزروعة حديثاً في مقاطعة باريانغ في ولاية الوحدة وحقول الألغام السابقة في مقاطعة مابان بولاية أعالي النيل تهديداً لحركة اللاجئين. وبالإضافة إلى تدفق اللاجئين إلى المناطق الحدودية النائية، أدت التفجيرات الأخيرة في منطقتي قوفا الجديدة وييدا، اللتان تشكلان نقطتي دخول اللاجئين إلى ولايتي الوحدة وأعالي النيل، إلى تفاقم انعدام الأمن. وقد علقت جيرار على ذلك بقولها: "إننا نخطط لتنظيم عملية نقل اللاجئين إلى هذه المواقع حالما تسمح الظروف بذلك". تحديات الوصول وأضافت أنه على الرغم من تحديات الوصول إلى تلك المناطق، يجري تنظيم استجابة منسقة لمواجهة تدفق اللاجئين وتوفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية ومواد الاغاثة والحماية. كما أوضحت جيرار أن "استعداد حكومة جنوب السودان لتقديم الدعم للوافدين الجدد، إلى جانب الاستجابة الإنسانية الفورية، قد منع تحول الوضع إلى أزمة إنسانية حتى الآن"، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الموارد لتنظيم استجابة مستدامة. حيث أن "ارتفاع عدد الوافدين الجدد يتطلب تطوير مخيمات لاجئين بشكل متزامن في أماكن مختلفة. كما أنه من غير المتوقع أن ينتهي الصراع في وقت قريب، وضعف البنية التحتية في هذا البلد المستقل حديثاً يجعل أي استجابة إنسانية مكلفة للغاية". من جهتها، طالبت فاليري أموس بضرورة أن "يتوقف القتال في جنوب كردفان والنيل الأزرق"، قائلة: "لقد وصلتنا تقارير مقلقة تفيد بأن عمليات القصف الجوي والمدفعي في الأيام القليلة الماضية قد عرضت حياة الآلاف من الناس للخطر على الحدود بين السودان وجنوب السودان، وحتى يتوقف القتال، يجب عمل كل شيء ممكن لضمان حماية المدنيين العالقين في قلب الصراع".
نيروبي، 11/ديسمبر/2011