أضافه crinadmin في
مؤتمر الحصار تحت الحصار برنامج غزة للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان: "الحصار والصحة النفسية: الحواجز والجسور [غزة- فلسطين 27 أكتوبر 2008] بدأت اليوم فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي الذي ينظمه برنامج غزة للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية تحت عنوان: "الحصار والصحة النفسية ... الحواجز والجسور" بحضور العشرات من المختصين والباحثين الدوليين والمحليين ويستمر مدة يومين وذلك في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة وقصر الثقافة في رام الله عبر نظام الفيديو كونفرنس. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتي ترأسها د. إياد السراج رئيس برنامج غزة للصحة النفسية أكد في كلمته على أهمية انعقاد المؤتمر الذي تم التحضير له منذ عام دون توقع أن يستمر الحصار حتى هذه اللحظة، وانتقد الإجراءات الإسرائيلية التي تمثلت في منع العلماء والخبراء الأجانب من الدخول إلى غزة مع أنهم لا يحملون الصواريخ والقنابل وإنما العقل والخبرات والذي أصبح يدلل هذا أن اسرئيل تخشى من العقل والعلم وغير راغبة في تحقيق السلام في المنطقة وقال إن إسرائيل خططت لفصل غزة منذ الإخلاء الاسرائيلي لها عام 2004م، ورغم كل هذا فإن المؤتمر رسالة سلام ومحبة لمن يريد السلام لأن شعبنا يحب السلام والحرية والاستقلال مشدداً على أهمية احترام حقوق الإنسان خاصةً وأن إسرائيل اخترقت تلك الحقوق الداعمة للحقوق الفلسطينية. كما ألقى المهندس على أبو شهلا كلمة بالإنابة عن الأمير حسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية أكد خلالها على أهمية المؤتمر الذي يناقش جملة من معاناة المواطنين جراء الحصار في غزة، والذين يعانون من الضغوطات النفسية الناجمة عن الاحتلال والحصار مشدداً على أهمية إنهاء الانقسام وحالة الخلاف بين حركتي فتح وحماس والعمل وفق الديمقراطية الحقيقية خاصةً وأن الأنظمة العربية تتعامل مع أبنائها كرعايا وليس كمواطنين. من جانبه استعرض طوني لورانس مدير مكتب منظمة الصحة العالمية نشاطات المنظمة في الضفة الغربية وغزة لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين مؤكداً أنه رغم الحصار فإنه يوجد إبداع في غزة من خلال معرض الصور الذي أقيم على هامش المؤتمر مشيراً إلى تأثير الحصار والانقسام على الخدمات الصحية خاصةً في غزة. كما تحدث ماريو كاريرا مدير مكتب الوكالة السويسرية للتنمية وممثلاً عن تجمع ممولي برنامج غزة للصحة النفسية في نفس الجلسة الافتتاحية وشدد على أهمية تكثيف الجهود لتطوير المجتمع الفلسطيني في مجالات التنمية والصحة والتعليم مشيراً إلى أن الحصار نوع من العقاب الجماعي ويجب إنهائه لأنه سيطول في ظل استمرار الأوضاع القائمة مشدداً على أهمية التقيد بالاتفاقيات الدولية كافة الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية التي نصت عليها تلك الاتفاقيات واستمرار تقديم المساعدات الانسانية. كما ألقت لويزا مورجانتيني نائب رئيس البرلمان الأوروبي رسالة تضامنية عبر نظام الفيديو كونفرنس تطرقت خلالها إلى الأوضاع الصعبة في غزة خاصةًً في قطاع التعليم حيث يحرم الطلبة من حقوقهم الطبيعية، إضافةً إلى حرمان الصيادين من كسب الرزق مشددة على أهمية توحيد الجهود الدولية لرفع الحصار وتحقيق الحكمة والعدالة خاصةً وأن شعب غزة في ظل الحصار من الممكن أن يتعرض إلى الجنون العقلي ولكنه صامد ومقاوم من أجل الحصول على حقوقه الأساسية. كما تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر هنري سيجمان المدير التنفيذي السابق لمشروع الشرق الأوسط في مجلس العلاقات العامة الخارجية عن الفرصة الأخيرة لحل الدولتين، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي الجديد إن لم يسعى إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي خلال السنة الأولى من رئاسته فإن أفق حل الدولتين سيتلاشى مشدداً على ضرورة العمل وفق أفق سياسي وأخلاقي لنهاية المأساة للأجيال القادمة. أما د. مارك فان أومرين ممثل منظمة الصحة العالمية في جينيف تطرق إلى الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي أثناء وبعد الطوارئ موضحاً ظهور التوافق في ذلك وإعطاء رسائل واضحة إلى القائمين على التخطيط في القطاعات المختلفة. خبرات دولية مع الحصار وبعد الجلسة الافتتاحية تم تقسيم المؤتمر إلى ورشات عمل حيث تحدث في الورشة الأولى التي كانت بعنوان: خبرات دولية مع الحصار د. نانسي موري رئيس مؤسسة غزة للصحة النفسية بالولايات المتحدة الأمريكية من خلال ورقة عمل بعنوان: " من غزة إلى جوانتانامو " نحو بناء حركة جديدة لحقوق الإنسان موضحة أن تلك الحقوق جميعها في وضع خطر في غزة ودعت إلى بناء حركة حقوقية عالمية قوية لدعم الحقوق الفلسطينية ووضع حد لحصار غزة. أما فيكتوريا بربتين الكاتبة المستقلة من بريطانيا فاستعرضت دراسة علمية لثمانية أسر مسلمة تعيش في إنجلترا وبعضها اعتقل عائلها موضحةً أن جميع النساء يعانين من العزلة الشديدة والشعور بالاكتئاب الشديد واضطراب النوم وصعوبة التعامل مع الأطفال فيما نجحت النساء بدرجات متفاوتة على استخدام أساليب مختلفة للتأقلم بالاعتماد على المستوى التعليمي والدعم الأسري. من جهتها قدمت إليزابيث شوماخر وباتريشيا كامبل و مانيش جوتبا من مركز بيلفاست للرعاية الصحية والاجتماعية في بريطانيا ورقة عمل حول أعراض الصحة النفسية ما بعد الصراع وتم خلالها التطرق إلى سلسلة من حالات المرضى الذين يقيمون في غرب بلفاست حيث تم التأكيد أن الصراع بحاجة إلى استخدام مصادر متباينة لإدارة أعراض مرحلة ما بعد الصراع. الحصار والصحة النفسية وفي المحور الثاني للورشة والتي تناولت الحصار والصحة النفسية وترأسها د. بيل سلوتر من كلية هارفارد الطبية بالولايات المتحدة الأمريكية من رام الله عبر تقنية الفيديو كونفرنس تحدث د. دنيس فوكس من جامعة ألينويز الأمريكية عن واقع الفلسطينيون تحت الحصار مشدداً على ضرورة التدخل العالمي لوضع حد للحصار وإجبار إسرائيل على احترام حقوق الإنسان والاعتماد على أساليب فض النزاع مثل الحوار والتفاوض. من جهته قدم د. سمير قوتة من الجامعة الإسلامية والأخصائية عايدة كساب من برنامج غزة للصحة النفسية دراسات خاصة حول العلاقة بين الحصار وجودة الحياة والظروف النفسية حيث تبين تأثير الحصار على النواحي الاجتماعية والاقتصادية جراء الحصار وزيادة معدلات الحزن والقلق وانخفاض الزيارات الاجتماعية وعدم قدرة المرضى من الحصول على الدواء الملائم. أما د. إليانور روفمان من جامعة ليزلي بأمريكا فاستعرض نماذج لبرامج الدعم النفسي والاجتماعي في البلدان المنكوبة بالحروب ودعا إلى إيجاد خطاب يسعى إلى فهم الضحية وتجاوز الأزمات والتماسك النفسي والتركيز على بناء المجتمعات. وفي نفس الورشة أيضاً قدم البروفيسور فضل أبو هين من جامعة الأقصى بغزة دراسة علمية حول المشاكل السلوكية والعاطفية في ظل الحصار والتي أجريت على 2286 طفلاً من محافظات غزة والتي أظهرت ارتفاع معدلات القلق والتوتر ومشاكل الدراسة والمشكلات السلوكية والشعور بالاحباط والاكتئاب كما أن الأهل يعانون من الضغط النفسي. النساء والأطفال تحت تأثير الحصار وفي ورشة العمل الثالثة للجلسة الأولى والتي ترأسها د. ويم ولترز من جامعة أوترخت بهولندا عبر تقنية الفيديو كونفرنس وتناولت موضوع النساء والأطفال تحت تأثير الحصار وتطرقت د. إيليزا فيرست من جامعة نيويورك عن الاستماع للأطفال تحت الحصار موضحة أن الحصار الحالي في غزة أدى إلى تأثيرات نفسية بشأن القدرة على ممارسة الوالدية وعلى فهم الأطفال للعالم وتدمير التنمية الاقتصادية وعدم وضوح المحيط السياسي وتحول أماكن الترفيه إلى أماكن للموت العشوائي. كما استعرض د. عبد العزيز ثابت من برنامج غزة للصحة النفسية الدراسة التي أعدها عن الصدمة النفسية والصحة النفسية والصلابة كعامل وسيط لدى الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة و التي هدفت للبحث في معدل انتشار الصدمة و ردود الفعل لها وتكونت عينة الدراسة من 386 طفل من إجمالي 400 طفل استهدفتهم الدراسة ، وبينت نتائج الدراسة بأن نسبة تعرض الأطفال لاضطراب ما بعد الصدمة كان 25%، حيث تبين أن الأطفال الأصغر سناً هم أكثر تعرضاً لاضطراب ما بعد الصدمة من الأطفال الأكبر منهم سناً وأن الأطفال تعرضوا لأعراض جسمية واكتئاب وقلق وخوف حيث كانت النسب ما بين 2-10%. فيما تحدث نعيم كباجة وباسم كراز من جمعية أطفالنا للصم عن مدى التوافق النفسي والاجتماعي لدى الأطفال الصم في ظل الحصار. الحصار والثقافة والديمقراطية والمجتمع المدني أما في الجلسة المسائية والتي انقسمت إلى ثلاث ورش عمل حيث ترأس الورشة الأولى الدكتور عبد العزيز ثابت باحث رئيسي في برنامج غزة للصحة النفسية والتي كانت بعنوان" الحصار والثقافة والديمقراطية والمجتمع المدني، تحدث خلالها النائب جمال الخضري رئيس الحملة الشعبية لفك الحصار عن تأثير الحصار على التنمية وقدم إحصائيات شاملة حول تأثير الحصار على قطاع الانشاءات التي تشكل أساساً للتنمية مشيراً إلى ازدياد معدلات الفقر والبطالة وتأثير الحصار على التعليم والبيئة والتنمية. ومن جانبها تطرقت د. ماريا خوريه ليرا من جامعة اشبيلية باسبانيا إلى تحليل العنف في فلسطين مثالاً لسلوك البلطجة مشيرةً إلى أن الضحايا الفلسطينين بحاجة إلى تزويدهم بآليات الدفاع النفسي ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، وطالبت بايجاد برامج التدخل المدرسي لدعم المدرسين وتحسين العلاقات بين الطلاب وزيادة احترام الذات والثقة بالنفس. أما د. سهيل دياب من جامعة القدس المفتوحة فتطرق إلى تأثير الحصار على تعليم الأطفال وتربيتهم واستعرض واقع التعليم والإنجازات التي تحققت قبل الحصار مشيراً إلى آثار الحصار على العملية التعليمية والتربوية للأطفال وكذلك على الأسرة الفلسطينية. وفي نفس الورشة أيضاً استعرض د. عبد الفتاح الهمص من الجامعة الإسلامية الديناميات النفسية الروحية لمواجهة أزمة الحصار معتبراً أن ذلك بمثابة آليات الوقاية من الوقوع في الاضطرابات النفسية ومواجهة المشكلة وتذليل عقباتها لما هو مستمد من روح العقيدة. الحصار من منظور القانون الدولي وحقوق الإنسان وفي ورشة العمل الثانية للجلسة المسائية والتي ترأسها حمدي شقورة من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. تحدث د. أمبروجيو مانينتي ممثل منظمة الصحة العالمية بورقة عمل بعنوان" الدفاع عن حقوق الإنسان ممكن دائماً – الأمم المتحدة في المناطق الفلسطينية المحتلة حيث ذكر أن التدخل الإنساني لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة المادية فقط وإنما يتضمن أيضاً الدفاع وضمان احترام حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية الدولية. وفي ورقة العمل التي قدمها الباحث والمختص بالقانون والعلاقات الدولية علاء أبو طه والتي كانت بعنوان "حصار غزة بين مسؤولية إسرائيل القانونية والمدنية " تناول خلالها حصار غزة معتبراً إياه جريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية حسب اتفاقية منع جريمة الإبادة للعام 1951م. أما د. آن شارلوت الباحثة في السويد فتحدثت عن الأطفال تحت الحصار موضحة أن جيل الانتفاضة الثانية من أكثر الأجيال تطرفاً وتقبلاً للعنف مما يتطلب التركيز على أهمية السلام لإضاءة بصيص الأمل لهم. الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال أما المحامي جميل سرحان من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فتطرق إلى تأثير الحصار على أوضاع المعتقلين في السجون الإسرائيلية مشيراً إلى عدة محاور تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من غزة ومنع ذوي المعتقلين من الزيارات والأبعاد القانونية لمصطلح المقاتل غير شرعي، إضافةً إلى معايير المحاكمة العادلة ومدى مخالفة إسرائيل للقانون الدولي واتفاقية جينيف الرابعة وكذلك استعرض معاناة ذوي المعتقلين وحرمانهم من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال. ومن الجدير ذكره أنه قد تخلل جلسات المؤتمر العديد من المداخلات والحوارات التي تناولت موضوع الحصار وتأثيراته على كافة مناحي الحياة الفلسطينية وخاصة النفسي والاجتماعي منه. هذا واستمر لليوم الثاني على التوالي فعاليات المعرض الفني بعنوان "حصار ملون " الذي نظم على هامش المؤتمر حيث شارك فيه 35 فناناً من غزة والضفة وفلسطينيي 48 في الأراضي الفلسطينية المحتلة و فنانون آخرون من فلسطينيين الشتات وفنانون دوليين. هذا وسيواصل المؤتمر أعماله اليوم وسيتناول محاور الحصار والثقافة والديمقراطية والمجتمع المدني إضافةً إلى الحصار والصحة العامة والنساء والأطفال والأسرة تحت تأثير الحصار.
من جانبها أكدت روزالين كارتر زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق رئيسة وحدة العمل الخاصة بالصحة النفسية التابعة لمركز كارتر وجود العديد من حالات الاضطرابات النفسية مثل: الصدمة والاكتئاب والضغط النفسي جراء الحصار مشيرةً إلى أنها بدأت العمل الخيري منذ عام 1971م ومن خلال الخبرة تبين أهمية وجود آلية لمعالجة الرواسب الناجمة عن الحصار والانقسام والعمل على إصلاح الأوضاع في المنطقة واحترام الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
وفي نفس الجلسة الافتتاحية أيضاً تحدث البروفيسور فدريكو ألودي من مؤسسة الشرق الأدنى والتربية بكندا عن حصار غزة في التاريخ والصحة النفسية مشيراً إلى الانتشار الواسع لردات الفعل والاضطرابات التالية لها وسلوكيات المراهقين والأطفال والتوتر والانقسامات داخل الأسرة والمجتمع.
كذلك أظهرت الدراسة أن معدلات درجات الصمود النفسي ( الصلابة النفسية) كانت 58%، ، وبينت النتائج أن إجمالي الدرجات على مقياس الصمود النفسي تناسبت تناسباُ عكسياً مع اضطراب كرب ما بعد الصدمة ودرجة الانتباه والتجنب.
ثم تحدثت د. جنيفرج لوينشتاين- من برنامج الدراسات الشرق أوسطية بأمريكا عن "أهداف الحصار : تفكيك المجتمع المدني والهوية الوطنية " حيث قالت أنه رغم الحرب على غزة بدأت منذ حوالي عشر سنوات إلا أن الحصار الحالي لقطاع غزة ينبأ ليس فقط بالتدمير شبه الكامل للحركة الوطنية الفلسطينية وإنما أيضاً بانهيار جماعي نفسي واجتماعي للوعي الشخصي والثقافي.
وفي ورشة العمل الثالثة والتي تناولت موضوع الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال وترأسها مازن شقورة من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون تحدث عبد الناصر فروانة من وزارة الأسرى والمحررين عن تأثير الحصار والحواجز على المعتقلين وذويهم خاصةً معتقلي غزة وقدم إحصائية شاملة عن عدد الأسرى ومعاناتهم المستمرة مؤكداً أن الحرمان من الزيارات تشكل ضربة قاسية بحق الأسرى وهو عقاب جماعي.