MOROCCO: About 1000 child drop out school every year (Arabic)


المغرب: الف طفل يغادرون المدرسة سنوياً

الرباط- نحو مليون طفل انقطعوا عن الدراسة يعانون من الأمية في المغرب. ويشكل أطفال البوادي حوالي 08 في المئة من نسبة الأطفال الذين غادروا مقاعد الدراسة لاحتراف مهن أخرى.

هشام أوبراهيم واحد من هؤلاء، فقد انقطع عن الدراسة مرغما قبل سنوات، ليساعد والديه على مواجهة الحياة الصعبة، فالفقر، وبعد المسافة، وصعوبة الطريق التي تربط بين بيته ومدرسته جعلته ينفر منها، ويتحول إلى رجل صغير يتحمل مسؤولية إعالة أسرته قبل الأوان. ويشتغل في الحقل في عمر الرابعة عشرة.

يقول هشام للبي بي سي إن المدرسة تبعد عن البيت بحوالي ثلاثين كيلومترا، تتطلب عدة ساعات للوصول إلى المدرسة وغالبا ما يصل متأخرا خصوصا في فصل الشتاء. زملاء هشام الذين يشتركون معه في ظروفه كثر في المغرب، فالإحصائيات تؤكد أنه من بين الـ 08 بالمئة من أبناء البوادي الذي يغادرون أقسام الدراسة هناك 40 بالمئة يشتغلون في حرف متعددة لمساعدة أهلهم.

طلب المستطاع

وتتعدد أسباب ظاهرة ما يسمى بالتسرب المدرسي باختلاف المناطق الجغرافية، وباختلاف مراحل التعليم لدى التلاميذ الذين غادروا أقسام الدراسة، وحسب بعض التقارير الرسمية فان أهم الأسباب التي تحول دون التحاق الأطفال بمدارسهم في المرحلة الابتدائية تتوزع بين الفقر، وبعد المؤسسة عن البيوت، وغياب المرافق الصحية، وعدم القدرة على اقتناء اللوازم المدرسية.

ولاحظت التقارير بأن نسبة المنقطعين في الوسط القروي في التعليم الابتدائي أكبر من نظيرتها في الوسط الحضري، وأما على مستوى التعليم الثانوي الإعدادي، فإن نسبة المنقطعين عن الدراسة في الوسط الحضري أكبر من نظيرتها في الوسط القروي.

وبالنسبة للفتيات فان الأمر لا يختلف كثيرا عن حال زملائهن الذكور، ففي المغرب تشكل الفتيات حوالي 59 في المئة من ضحايا ما يسمى بالتسرب المدرسي.

ولعل قصة العمرية التي التقتها بي بي سي تكشف بجلاء عمق الظاهرة، فالمرأة أم لطفلة واحدة فقط، لكن هذا لم يحل دون إخراج وحيدتها من مقاعد الدراسة لتساعدها في البيت، لأنها لا تستطيع تحمل مصاريف الدراسة التي تقول أنها تلتهم نصف مداخيل الأسرة التي يوجد فيها زوج عاطل عن العمل، وزوجة تشتغل بشكل موسمي لا يكفي لتغطية مصاريف الحياة، فما بالك بالدراسة.

وتأسف العمرية لإرغام ابنتها على الإنقطاع عن الدراسة، وتقول إنها تعلم أن مستقبل ابنتها ضاع لكن لا قدرة لديها على انقاذها من الضياع فالهم الأول للأسرة هو توفير لقمة العيش.

وتشير بعض الإحصائيات إلى وجود عشرة ملايين أمي في المغرب من بينهم أكثر من مليون طفل لا يستطيعون فك شفرة الكلمات.. أرقام مخيفة تشير إلى الوضع المقلق الذي يعيشه التعليم في المغرب والذي وصل إلى مراتب متدنية، دفع الجهات الحكومية إلي التفكير في حلول جدية لمواجهة النزيف الذي تعرفه المدارس كل سنة.

خاصة إذا عرفنا أن أبرز الأسباب التي تجعل الأطفال ينقطعون عن الدراسة هو ارتفاع تكاليف الأدوات المدرسية التي يكلف شراؤها حوالي 01 في المئة من دخل الأسر، ويضاف إلى ذلك ضعف السياسات التعليمية، زد على ذلك بعض الأسباب الاجتماعية الأخرى كالطلاق والفقر وغيرهما.

تشريعات

كل هذه الأرقام المقلقة، وهذه الأسباب جعلت الدولة المغربية تحاول أن تخفف من نزيف الهدر المدرسي عبر توزيع مليون محفظة مدرسية، وعبر نهج سياسة إلزامية التعليم.

لكن نجيمة طايطاي وزيرة محاربة الأمية السابقة قالت للبي بي سي إن كل ذلك غير كاف لوقف نزيف التسرب المدرسي وتقترح بالمقابل منح إعانات مادية ومنح نقدية للآباء لتشجيعهم على تدريس ابنائهم وتوفير ظروف الدراسة الملائمة.

ويبدو أن وجود حوالي 004 ألف طفل يغادرون المدرسة سنويا دفع بالبعض إلى المطالبة بسن تشريعات لمعاقبة الآباء الذين يشجعون أو يرغمون أبناءهم على مغادرة المدرسة في سن مبكرة، وضرورة تدخل الدولة لمنع هذه الظاهرة عبر مشاريع محاربة الفقر والتهميش.

موضوعات ذات صلة:

** التعليم للجميع: تقرير الرصد العالمي 8002

** المغرب يضع خطة لمكافحة عمالة الاطفال [1 يوليو 8002]

** القضاء على عمالة الأطفال: خطة تحرك للشركات [حملة القضاء على عمالة الاطفال]

** حقوق الطفل في المغرب

Owner: Hassan Fatehpdf: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7606000/7606565.stm

Country: 

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.