أضافه crinadmin في
لبنان: نحو تعزيز اتفاقية حظر القنابل العنقودية تسببت االقنابل العنقودية في قتل أو تشويه أكثر من مائة طفل في لبنان منذ عام 2006، حسب تصريح مسؤول بالجيش اللبناني لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أثناء المؤتمر الدولي الثاني حول الذخائر العنقودية الذي انعقد مؤخراً في بيروت. حيث أخبر الرائد بيير بو مارون، مدير المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام التابع للقوات المسلحة اللبنانية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على هامش المؤتمر الثاني للدول الأطراف في اتفاقية القنابل العنقودية، أن القنابل العنقودية تسببت في قتل أو جرح 408 مدني لبناني من بينهم 115 طفلاً. ويتولى المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام مهمة تنسيق جميع عمليات إزالة الألغام فى البلاد. وقد تحدث الرئيس اللبناني ميشيل سليمان في الاجتماع عن المعاناة الناجمة عن هذا السلاح "الدنيء" الذي صمم من أجل القتل المبرمج وإلحاق الإعاقات على مدار فترات طويلة. كما أكد التزام لبنان الكامل بالاتفاقية خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة للضحايا وتخليص أراضيها من القنابل العنقودية. وقد ضم الاجتماع ممثلين من أكثر من 115 حكومة ومن الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والناجين من القنابل العنقودية لمناقشة كيفية التقدم فى الالتزامات الرئيسية للاتفاقية. وفي السياق نفسه، ذكر ستيف غووز، رئيس تحالف حظر القنابل العنقودية ومدير قسم الأسلحة في منظمة هيومان رايتس ووتش، أنه "يجب على الحكومات الالتزام بوعودها وإثبات اتخاذها لإجراءات عاجلة وشاملة من أجل القضاء على القنابل العنقودية ومعالجة الآثار غير الإنسانية التي تلحقها بالمدنيين في جميع أنحاء العالم". وتعتبر لبنان وتونس الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين قامتا بالتصديق على الاتفاقية، في حين وقعها لبنان ولم يقم بالتصديق عليها بعد. وطبقا لتحالف حظر القنابل العنقودية، فان العراق ولبنان هما الدولتان الأكثر تضررا من آثار القنابل العنقودية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين تعتبر ليبيا أكثر الدول تلوثا بالذخائر العنقودية في الآونة الأخيرة، خاصة في أعقاب استخدام القوات الموالية لمعمر القذافي لهذا النوع من الأسلحة في مواجهاتها ضد الثوار. وذكر اجتماع ببيروت أن الاتفاقية ساهمت في تدمير نحو 50 بالمائة من القنابل العنقودية في العالم، كما أشار تحالف حظر القنابل العنقودية إلى أنه تم تطهير حوالي 66 بالمائة من الأراضي الملوثة في لبنان وتمت إعادتها للسكان. وأضاف غووز أنه بالرغم من النجاح الباهر الذي حققته الاتفاقية إلا أن نحو 80 دولة لم تقم بعد بالتوقيع عليها بعد بما فيها عدد من أكبر الدول المصنِّعة أو المستخدِمة أو المخزِّنة للقنابل العنقودية مثل إسرائيل وأمريكا والصين وروسيا وباكستان والهند. اتجاهات "مشجعة" من جهتها، أفادت كريستين بيرلي، نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن ”الاتجاهات التي تم تحديدها على مدار الأشهر العشرة الماضية تعتبر اتجاهات مشجعة: فقد أظهرت أنه تم تدمير ما يقرب من 65 مليون من القنابل العنقودية كنتيجة مباشرة للاتفاقية ولا زال التقدم في عمليات التطهير جار....وفي حين كانت القنابل العنقودية تعتبر بشكل عام، وحتى وقت قريب جداً، بمثابة سلاح أساسي وكانت الأضرارا غير المقبولة الناتجة عنها تعتبر آثاراً لا يمكن تجنبها، إلا أن تجربة لبنان غيرت كل شئ". وكانت إسرائيل قد قامت، خلال الـ 72 ساعة الأخيرة من حربها على لبنان التي استمرت 34 يوما عام 2006، وفي الوقت نفسه الذي اعتمد فيه مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية، بإلقاء أربعة ملايين قنبلة عنقودية على جنوب لبنان. وطبقا للأمم المتحدة، فقد فشلت 40 بالمائة من تلك القنابل في الانفجار عند ارتطامها بالأرض وأصبحت بمثابة ألغام أرضية تشكل تهديداً مستمراً للمدنيين قد يدوم لعدة عقود ما لم يتم تطهيرها. وحسب تقرير هيومان رايتس ووتش لعام 2008، فان إسرائيل استخدمت الأسلحة العنقودية على نطاق أكبر بكثير من أية دولة أخرى في العالم منذ حرب الخليج عام 1991، وقد حفز ذلك الجهود الدولية لحظر تلك الأسلحة.
بيروت، 25/سبتمبر/2011