أضافه crinadmin في
أحداث عراقيون: انتزعوا منا الاعترافات بالضرب رولا الايوبي بي بي سي - بغداد آخر تحديث: الخميس، 14 ابريل/ نيسان، 2011، 17:38 GMT حصلت بي بي سي على شهادات حصرية من داخل سجن بعقوبة شمال شرقي بغداد والذي تحتجز فيه السلطات العراقية شبابا متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة تمهيدا لمحاكمتهم. .لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير" قال شابان عراقيان متهمان بالتعامل مع تنظيم القاعدة في مقابلات مع بي بي سي انهما تعرضا للضرب والتعذيب من قبل جهاز مكافحة الارهاب في الجيش العراقي لانتزاع الاعترافات منهما. وتقول السلطات العراقية انها اعتقلت مائتين وواحدا وخمسين عراقيا ممن لم يبلغوا سن الرشد بعد ان اكتشفت انهم يعملون مع تنظيم القاعدة في محافظتي ديالى وبغداد. ويقبع عدد كبير من هؤلاء في سجن بعقوبة في محافظة ديالى حيث ينتظرون محاكماتهم بتهم الارهاب. وتتهم منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان في تقرير حديث لها اللواء ستة وخمسين المعروف باسم لواء بغداد وجهاز مكافحة الارهاب، وكلاهما يأتمران بمكتب رئيس الوزراء، بتعذيب المعتقلين بتهم الارهاب ومنع عنهم زيارات المحامين أو الأهل عنهم. لكن المالكي قال في مقابلة مع بي بي سي ان جميع السجون العراقية تابعة لوزارة العدل ومفتوحة أمام المفتشين وأمام المنظمات الدولية. واتهم المالكي العاملين في منظمة هيومان رايتس ووتش بانهم يكتبون تقاريرهم بطريقة "ساذجة أو انه استغلال سياسي". سجن بعقوبة المسافة من بغداد الى بعقوبة، عاصمة محافظة ديالى قصيرة، هو مشوار ساعة واحدة بالسيارة لكنه كان شبه مستحيل في السابق. بقايا السيارات المفخخة على طول الطريق تدل على عهد كان تنظيم القاعدة يسيطر فيه على المنطقة. زرنا سجن بعقوبة للقاء أحداث قالت الشرطة العراقية انهم انضموا الى تنظيم القاعدة بسبب العوز المادي والتفكك العائلي في منطقة كانت "ساقطة في يد الارهاب" كما يقول مدير شرطة ديالى اللواء الركن عبد الحسين علي داموك. استقبلنا مدير شرطة الأحداث العقيد حميد العميري في مكتبه في مديرية شرطة بعقوبة. لحظة دخولنا المكتب، انطفأت الأنوار وعلا صوت إطلاق نار وصراخ من الصورة المعكوسة على الحائط من آلة عرض صغيرة. كان شريطا مصورا لإحدى الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة على مقر للشرطة. تجمع عدد من المسلحين بثياب مدنية أو شبه عسكرية، واتخذوا وضعيات قتالية على سطح مبنى من طابق واحد. بعد جولة من تبادل إطلاق النار، يظهر جندي عراقي مستلق على الأرض يحاول بجهد تحريك يديه، انه مصاب، تركله رجل ثم أخرى. مع حركة الكاميرا صعودا، يظهر المسلحون أنفسهم الذين كانوا على السطح. تجمعوا حول الجندي الجريح. أطلق أحدهم رصاصة أخرى في جسد الجندي فتوقف عن الحركة. هذا هو نوع الهجمات الذي كان "يمنعنا من الخروج من مقراتنا " في ما مضى، يقول العقيد العميري. "كان القناصون يصطادوننا من على السطوح" أضاف العميري، لكن الأيام هذه انتهت. فمنذ العام الفين وثمانية، تغيرت محافظة ديالى كثيرا. لم يعد تنظيم القاعدة يسيطر على المنطقة كما كان يفعل سابقا. في المقطع التالي من الفيلم يظهر العقيد العميري وهو يستجوب الشاب الذي صور الشريط. ويقول العميري إن الشاب واحد من الأحداث الذين قبض عليهم في المحافظة، ونجحت الشرطة في اعتقال ثمانية عشر حدثا آخرين، بناء على اعترافاته. أحداث في سجن بعقوبة ويبدو ان معظم من يعتقلون من الأحداث يتم اعتقالهم على أساس الإخبار الذي أصبح رائجا في الفترة الأخيرة، فيما يعتبره مدير شرطة ديالى دليلا على تعاون أكبر من المواطنين مع الشرطة ضد الجماعات المسلحة وخصوصا تنظيم القاعدة، بعد ان كان هذا التنظيم يحظى بدعم وغطاء اجتماعيين في السابق. وقال اللواء الركن داموك ان مائتين واربعة وثمانين مطلوبا بتهم الارهاب سلموا أنفسهم الى الشرطة في الفترة الأخيرة وانه تم إطلاق سراح مائة منهم بعد التحقق من عدم ضلوعهم أو بعد إسقاط الدعاوى الشخصية ضدهم. لؤي في الوقت الذي كان العقيد العميري يعرض لنا الشريط في مكتبه, وقف شابان مكبلي اليدين خارج باب المكتب، في مدخل مقر الشرطة، يتناوب على حراستهما ثلاثة من الشرطة. بدا لؤي ضعيف البنية، بلحية غير مكتملة النمو، وعينين جاحظتين. كان يلبس سروالا طويلا برتقالي اللون، هو واحدة من "مميزات" الأحداث في السجن كما وصفها العقيد العميري. ومن بين المميزات الأخرى شاشة تلفزيون ضخمة معلقة في القاعة الخاصة بالأحداث. أصر العقيد على ان نزور القاعة لنرى الأفرشة والأغطية والنظافة التي "يتمتع بها المساجين" من الأحداث. مضى على وجود لؤي في سجن بعقوبة سبعة أشهر وهو ينتظر محاكمته وقد ينقل الى سجن في بغداد من بعدها، بحسب الحكم. قال العميري إن لؤي يحظى بمعاملة حسنة في السجن، لكنه أمضى تسعة أشهر قبل ذلك بعهدة جهاز مكافحة الارهاب حيث أقر واعترف بكل التهم التي وجهت اليه، كما أخبرنا العقيد العميري. اتهم لؤي بجمع المعلومات لصالح تنظيم القاعدة ثم اتهم بزرع وتفجير عبوات ناسفة ضد آليات للجيش العراقي. أجرينا المقابلة مع لؤي في مدخل مقر الشرطة حيث تجمع عدد من عناصر الشرطة بالإضافة الى العقيد العميري، وراء الكاميرا، حرص العقيد على الوقوف في أقرب مكان ممكن من لؤي ليستمع الى ما يقول. انخفض صوت لؤي الى حد الوشوشة عندما سألته عما اذا كان عمل مع تنظيم القاعدة نفى وحلف "كلا لم أعمل معهم". لكنه اعترف بذلك في التحقيقات التي أجريت معه, ولذلك هو في السجن. أعدت السؤال عن سبب اعترافه فقال "ضربوني ضربا مبرحا واعترفت". في غضون دقيقة أو أقل من الوشوشة ضاق ذرع العقيد فأمر لؤي برفع صوته. كان الشاب يجيب على سؤالي عما اذا كان قابل محاميا وقال "وعدتني عائلتي بأن تعين لي محاميا لكنني لم أقابله حتى الآن". جاءه الأمر بأن يرفع صوته من جديد ففعل وأعاد الإجابة نفسها، جاء الأمر الثالث من العقيد العميري مشابها للأولين. قاطعت العقيد قائلة إن صوت لؤي مسموع. وسألت لؤي هل كانت عائلتك تعرف انك عملت مع تنظيم القاعدة؟ فرفع الشاب نظره الى العقيد ثم التفت الي وقال "أنا لم أعمل مع تنظيم القاعدة. والله لم أعمل معهم". كان الجواب كافيا هذه المرة ليأمر العقيد بقطع المقابلة وصرخ قائلا "لقد أخذت راحتك كثيرا مع المتهم ، اقطعوا المقابلة" ثم وجه السؤال إلى لؤي "ألم يدفعوا لك الأموال وورطوك في العمل معهم؟". حنى لؤي رأسه بالإيجاب وقال نعم خجولة، وطرح العقيد سؤاله الثاني "من الذي ورطك للعمل معهم؟". "أعمامي" أجاب لؤي. جددت السؤال للؤي "من الذي ورطك؟". رفع نظره من جديد إلى العقيد والتفت الي بعينين دامعتين "والله العظيم لم يورطني أحد. أنا لم أعمل مع تنظيم القاعدة". أعاد الجواب مرة أخرى حانيا رأسه الى الأرض كي لا يقرأ العقيد شفتيه. نور في العام الفين وسبعة، تزوجت نور سعد حسين زوجها الأول وهو ابن عمها وكانت في عامها الخامس عشر. بعد أشهر قليلة من الزواج، وجد الزوج مقتولا أمام منزله تاركا نور لتلد ابنتهما وحيدة . بلغت دموع عامها الثاني الآن لكن الأشهر الستة الأخيرة قضتها في عهدة عائلة زوج والدتها الثاني حازم وهو الآخر في السجن منذ ستة أشهر وكان حازم قد تزوج بنور العام الماضي. نادى العقيد العميري علينا للقاء نور في غرفة جانبية "من دون الكاميرا". مضى على وجود نور في سجن بعقوبة ستة أشهر أمضت قبلها ثلاثة أشهر في مرحلة التحقيق. أقرت نور، بحسب العقيد العميري، بالتهم التي وجهت اليها وهي "تفجير عبوات، نقل متفجرات، وزرع عبوات لاصقة". تقوقعت الفتاة على نفسها حيث كانت جالسة على طرف سرير فردي، يخفيه حاجز خشبي، في زاوية المكتب المجاور لمكتب العقيد العميري، بحجابها الأسود وعباءتها الطويلة الداكنة بدت نور أكبر من سنواتها التسعة عشرة. استمر الجدل بينها وبين العقيد العميري لدقائق طويلة. وافقت الفتاة على أنها تعامل بطريقة حسنة في السجن حيث هي حاليا وكانت تهز رأسها موافقة على مضض. روى العقيد كيف أن عائلة زوجها الحالي تهددها بقتل ابنتها إن هي أخبرت الشرطة عن تعاونهم مع تنظيم القاعدة. وقال العقيد ان نور باتت وحيدة بعد مقتل والدها وأخيها واضطرت الى الزواج بحازم "الارهابي هو وعائلته كلها". لكن التصريح اختلف بمجرد اقترابي من نور. أعطاني العقيد كرسيه لأجلس بالقرب من السرير وعندها وشوشت الفتاة شيئا لم أفهمه، قربت أذني لأسمعها تقول انها اعترفت بالتهم الموجهة اليها تحت وطأة التعذيب. وقالت نور "ضربوني وكهربوا جسدي" وأشارت إلى أعلى يديها. وأضافت قائلة إنها حظيت برؤية ابنتها مرة واحدة خلال ستة أشهر وذلك لأربع ساعات فقط. ووافق العقيد على ان ننفرد نور وأنا في غرفة أخرى لكن ما ان دخلنا الغرفة لحق بنا مع شرطي آخر وجلسا بالقرب من نور. أصر العقيد على ان يسمع كل ما تقوله الفتاة لكنها وشوشت مرة أخرى قائلة انها لم تعمل مع تنظيم القاعدة. قالت نور ان زوجها تعاون مع تنظيم القاعدة وان عائلته لا تعرف ذلك، ونفت ان تكون عائلة زوجها قد هددتها. في لحظات كان صوت العقيد يأمرها برفع صوتها. خافت نور هذه المرة أيضا ورفضت الكلام أمام الكاميرا. سألتها مم الخوف؟ أجابت بصوت عال "أخاف". اعترض العقيد العميري وسألها لماذا تخافين ألم تعترفي؟ غادرت نور خوفها وصرخت في وجه العقيد "أليس الخوف هو ما جاء بي إلى هنا؟".