أضافه crinadmin في
حذّرت منظمة "أطفال الحرب" البريطانية الأربعاء من أن العراق تحول إلى أحد أسوأ الأماكن للأطفال في المنطقة، وألقت بالمسؤولية على الدول التي شاركت في الغزو على العراق قبل عقد من الزمان. وقالت المنظمة المعنية بحماية الأطفال في تقرير أصدرته اليوم إن العنف في العراق آخذ في الازدياد، وإن معدل السن المتوقع لسكانه يتراجع، كما يتزايد معدل تخلف أطفاله عن التعليم، بالرغم من مرور عشر سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 لإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وجاء في التقرير أن ما يقرب من سبعمائة طفل وشاب قُتلوا في أعمال عنف بالعراق خلال الأشهر الخمسة الماضية، مما يجعله أحد أسوأ الأماكن للأطفال في الشرق الأوسط. وأوضح أن العنف الذي اندلع في البلاد الأسبوع الماضي كان الأكثر انتشاراً منذ انسحاب القوات الأميركية من هناك عام 2011، حيث هاجمت القوات العراقية ساحة الاعتصام بمدينة الحويجة في 23 من الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين شخصاً وزيادة حدة الاحتقان في البلاد. واتهمت المنظمة الخيرية البريطانية في تقريرها الدول التي شاركت في غزو العراق -وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا- بالتخلي عن أطفاله وخفض المساعدات المخصصة له على الرغم من تزايد العنف. وقالت إن انخفاض هذا الدعم جاء بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إنجاز المهمة في العراق بخطاب ألقاه على ظهر حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، وأشارت إلى انسحاب وزارة التنمية الدولية البريطانية من العراق في العام الماضي، وإلى انخفاض المساعدات الإنمائية الدولية المخصصة للعراق بمعدل 19 مليار دولار خلال الفترة من 2005 إلى 2011. وقالت منظمة أطفال الحرب إن الأطفال العراقيين يتخلفون عن التعليم، حيث يتردد أقل من نصفهم فقط على المدارس، كما تراجع التسجيل في المدارس الابتدائية عما كان عليه قبل الغزو، وانخفض متوسط العمر المتوقع للطفل المولود عام 2011 بمعدل عامين قياسا إلى الطفل المولود عام 2000. ودعت المنظمة البريطانية المانحين الدوليين إلى توفير الدعم على المدى الطويل للبرامج الإنمائية في العراق، والتركيز على احتياجات الأطفال والشباب للحماية من العنف، وإزالة الألغام الأرضية، وإصلاح قطاع التعليم. وكان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد تحدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن حرمان أكثر من خمسة ملايين طفل في العراق من "حقوقهم الأساسية"، وأشار في بيان إلى عدم حصول هذه الفئة على العناية الصحية بشكل مناسب وعدم توفر تعليم جيد لهم، إضافة إلى تعرضهم لأعمال العنف في المدرسة وداخل أسرهم.