أضافه crinadmin في
أطفال العراق في مقدمة ضحايا العنف والحكومة تنفي التنصل عنهم نفذوا اربعة وعشرين عملية انتحارية خلال عامين ويشكلون خمس ضحايا التفجيرات وثلث المهجرين [البصرة- 1 اكتوبر 8002] يختلف الأطفال العراقيون عن بعضهم في معظم المدن العراقية عن كونهم في مقدمة الضحايا، سواء من اعمال العنف أو في انتشار الأوبئة وانفجار الألغام وتصاعد الإصابات بالإمراض السرطانية واليتم والتشرد في سنوات مبكرة منذ أكثر من خمسة أعوام، فيما أشارت مصادر امنية عراقية وأميركية الى ظاهرة اخرى جديدة ألا وهي استخدامهم في تنفيذ الهجمات المسلحة. وقال اللواء قاسم عطا المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون في بغداد، ان تنظيم «القاعدة يستخدم عدة اساليب في تنفيذ العمليات الارهابية، فهناك من يخطط وهناك من يدعم وهناك من ينقل الاسلحة وهناك من ينفذ، هذه هي حلقات الجريمة»، مضيفا انه «يمكن استخدام الاطفال المتسولين كأرض خصبة لهكذا افكار (تفجير انفسهم)، وقد يساهمون في نقل مواد متفجرة». وقال اللواء عطا في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد انه لا يمكن بعد اعتبار استغلال الأطفال لتنفيذ هجمات انتحارية ظاهرة كظاهرة استخدام النساء الانتحاريات. وأكد عطا انه لا يوجد احصائيات رسمية حول استغلال الاطفال في العمليات الارهابية، قائلا «لم نؤشر أرقاما عالية في ظاهرة استغلال الاطفال، لكن القاعدة اشارت اكثر من مرة الى استخدام النساء والاطفال كانتحاريين، كما انها دربت اطفالا او روجت لافكار إرهابية في مدينة الموصل». وكانت وزارة الدفاع قد اشارت في وقت سابق الى ان «غالبية الأطفال المشردين يتعرضون إلى الاستغلال على أيدي الجماعات المسلحة، وخصوصاً أنهم يستخدمون في تنفيذ أعمال العنف في البلاد». واضاف اللواء عبد العزيز محمد جاسم مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع ان «عدد الأطفال الذين نفذوا عمليات انتحارية خلال السنتين الماضيتين وصل إلى 24 طفلاً، بينهم خمسة متخلفون عقلياً وسبعة أطفال أظهرت أشلاؤهم أنهم مشردون». دون الاشارة الى اماكن تنفيذ تلك التفجيرات. وكان ضابط اميركي في مدينة الموصل أشار الى استخدام الاطفال في تنفيذ هجمات تستهدف القوات الاميركية، وقال الرقيب تيم كارير «في الحقيقة، لا أعلم بالضبط من هم الذين نقاتلهم.. فهنا ترى طفلا يركض صوبك ليصافحك وبعد قليل يلقي بقنبلة نحوك»، فيما يؤكد جنود اميركيون ان بعض المهاجمين، لا تتجاوز اعمارهم 11 عاما، مسلحون بالقنابل. وبدوره أشار اللواء عطا الى تفجير انتحاري حصل قبل أكثر من عام في منطقة الاعظمية نفذه طفل يقود دراجة هوائية ملغومة، مضيفا «احيانا الطفل لا يدري بذلك وان الامر لم يكن بمحض ارادته وقد يكون تحت تأثير مخدر أو حبوب أو أدوية». واشار الى استخدام الاطفال المختلين عقليا والايتام والمشردين. وكانت وزارة الداخلية قد شنت حملة في وقت سابق لجمع المتسولين من الشوارع الذين يعدون الهدف الاسهل لاستغلالهم من الاخرين، وقال عطا ان الحملة كانت ترمي الى تحقيق هدفين، الاول الحفاظ على ارواحهم والثاني لمنع استخدامهم من الجماعات الارهابية، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية جمعت بالتعاون مع وزارة العمل اعدادا من المتسولين، مضيفا ان بعضهم «انسحب الى بيوتهم عندما لاحظوا متابعة الاجهزة الامنية لهم والاخرين حجزتهم القوات الامنية». الى ذلك، قال الدكتور طارق العذارى الأكاديمي في جامعة البصرة، ان «ظهور مسميات جديدة للأطفال في البصرة، من بينها أطفال الشوارع وأطفال القمامة والمشردون، يعني غياب التشريعات التي تعنى بالطفولة، وتنصل الحكومة عن مسؤوليتها تجاه المجتمع وحياة الإنسان فيه، وهي أيضا انتهاك لحقوق الأطفال التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل، التي انضم إليها العراق في مارس (آذار) 4991». ووفقاً للإحصاءات الرسمية للجنة المرأة والأسرة والطفل في البرلمان، فإن نسبة ضحايا التفجيرات والعنف في العراق من الأطفال بلغت 02 في المائة، فيما بلغت نسبة المتضررين بسبب التهجير 53 في المائة. ويؤكد التقرير الذي أعدته منظمة «أنقذوا أطفال العراق»، أن واحداً بين كل ثمانية أطفال في العراق يتعرض للتشرد، فيما أكد تقرير أعدته منظمة «أنقذوا الأطفال» الأميركية، ان «طفلاً من بين كل ثمانية أطفال في العراق يموت قبل أن يبلغ سن الخامسة، نتيجة الأمراض والعنف»، وتوجه بالنقد اللاذع لحكومة بغداد التي اتهمها بإهمال القيام بأي جهود في سبيل تحسين أوضاع الأطفال. غير ان عبد الله اللامي مستشار وزير العمل قال ان وزارته ترعى شريحة الايتام والمتسولين والمشردين، مؤكدا ان «هناك دور الدولة التي ترعى تلك الشريحة لاسيما الايتام منهم استطيع ان اسميها فنادق درجة ممتازة». واضاف عبد الله في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد «نحن نحافظ على الاطفال الذين في دورنا ولا يمكن لأي جهة ان تزجهم في عمليات ارهابية»، مضيفا ان هؤلاء ينتظمون في مدارس يتلقون فيها مناهج تربوية وتثقيفية ودينية. وبدورها، أشارت شذى العبوسي عضو لجنة حقوق الانسان في البرلمان العراقي، الى ان من السهولة استغلال الاطفال في تنفيذ هجمات مسلحة وغالبا ما يكونون مختلين عقليا او مخدرين أو ان يتم تفجيرهم عن بعد، واضافت ان «لا فرق لدى الطفل ان كان يبيع سيكارة او قطعة شيكولاته او ان يشارك في عملية مسلحة مقابل الحصول على المال». واشارت العبوسي في حديث هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد، الى ان الاطفال يتعرضون ايضا الى انتهاكات اخرى كالانتهاكات الجنسية التي لا تقتصر على الاناث بل الذكور ايضا، مضيفة ان البرلمان العراقي يعمل على وضع قانون الضمان الاجتماعي وتأسيس قرية للأيتام في كل المحافظات العراقية على غرار القرية التي شكلت في بغداد ابان النظام العراقي السابق. وقالت ان القانون سيضع المتضررين والايتام والمشردين على قمة اولوياته وانه سيضمن لهم الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية. وانتقدت العبوسي بشدة ما يسمى بـ«شبكة الرعاية الاجتماعية» وهو برنامج تديره وزارة العمل يمنح المحتاجين مبلغا ماليا محدودا شهريا يبلغ 05 الف دينار عراقي (حوالي 04 الف دولار)، ووصفت العبوسي البرنامج بانه «عار ومخجل وان حجم الفساد فيه كبير جدا»، وكشفت ان «الناس المستحقين فعلا لا يصلهم ذلك المبلغ الضئيل وان آخرين لا يستحقونه يحصلون عليه». موضوعات ذات صلة: ** العراق: تحرك لمنع استغلال المقاتلين للأطفال [03 يوليو 8002] ** التقرير العالمي عن أوضاع تجنيد الأطفال 8002: تقرير العراق [ائتلاف وقف تجنيد الأطفال]