أضافه crinadmin في
تقرير جديد لليونسكو: الجهود الدولية لمحو الأمية لا تزال غير كافية [باريس 6 اكتوبر 8002] إذا كانت نسبة القضاء على الأمية قد تقدمت بشكل عام في العالم، فان الوضع في آسيا الجنوبية والغربية وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا يزال يثير القلق. كما أن المساعدات المخصصة لمحو الأمية لا تزال غير كافية. هذا ما أكده تقرير تقدمه اليونسكو في 6 تشرين الأول/أكتوبر خلال الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يعكس منتصف الطريق لمسيرة عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية (3002 ـ 2102). لكن هذه الأرقام الإجمالية تحجب فروقا إقليمية شاسعة. في الواقع ،هناك 57% من 477 مليون من الأميين الكبار في العالم يعيشون في 51 بلدا فقط، مثل بنغلادش والبرازيل والصين والهند أو نيجيريا. من جهة أخرى، لم يعكس هذا التقدم بالضرورة في المناطق التي تشهد نموا سكانيا، انخفاضا في عدد الكبار الذين لا يجيدون القراءة والكتابة. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتفع عدد هؤلاء من 331 مليونا إلى 361 مليونا خلال الفترتين المذكورتين. كما ارتفع عددهم في الدول العربية من 55 إلى 85 مليونا . على صعيد المنظمة، تم اتخاذ عدد من المبادرات من اجل إعطاء انطلاقة جديدة لمكافحة الأمية. فقد أطلقت اليونسكو ثلاثة برامج في إطار هذا العقد: مبادرة لمحو الأمية تحت شعار المعرفة من اجل القدرة، وبرنامج متابعة وتقييم محو الأمية، وكذلك نظام المعلومات بشأن إدارة التعليم غير النظامي. كما تم تنظيم ندوات إقليمية وشبه إقليمية حول محو الأمية خلال العام الجاري والماضي ساهمت في المضي قدما في محو الأمية. أشار التقرير أن بعض الدول اتخذت تدابير هامة لتقوية السياسة التي تتبعها في محو الأمية. وهذه الدول هي التي أطلقت بشكل خاص برامج وطنية لمحو الأمية لديها خلال النصف الأول من العقد مثل نيجيريا والهند وفنزويلا. وتمت ترجمة هذه الإرادة السياسية في بعض الحالات بزيادة حصة الاعتمادات المالية المخصصة لمحو الأمية. فالسنغال زادت ثلاثة أضعاف ميزانيتها المخصصة لمحو الأمية. وبوركينا فاسو رفعت نسبة الاعتمادات المالية للتعليم المخصصة لمحو الأمية من 1 % إلى 7 % . كذلك رفعت دولة مالي الميزانية المخصصة لمحو الأمية من 005 مليون إلى 4 مليارات فرنك إفريقي. من جهتها، زادت الهند المبالغ المخصصة لمحو أمية الكبار بنسبة 05 % بين 8002ـ 9002وهي تتهيأ أيضا لرفع ميزانيتها في هذا الميدان إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه . لكن على الصعيد الدولي، لا يزال حجم المساعدات المالية غير كاف. إذ يقدر في الحقيقة بأنه ينبغي تخصيص 5.2 مليار دولار على الأقل سنويا من اجل تعليم الكبار وذلك على شكل استثمارات تقوم بها السلطات العامة والمنظمات المانحة . معلومات أخرى:
على الصعيد الدولي، حصل تقدم في السنوات الأخيرة كما نوه تقرير اليونسكو التي تقوم بمهام وكالة التنسيق للعقد المذكور. فعدد الأميين انخفض في الحقيقة خلال فترة 5891 ـ 4991، من 178 مليون شخص إلى 477 مليونا لمرحلة (0002 ـ 6002). وارتفعت النسبة العالمية لمحو الأمية وتعليم الكبار من 67 بالمائة إلى 6.38 بالمائة. وتجدر الإشارة إلى أن الزيادة الأقوى جاءت لدى الدول النامية حيث بلغت نسبة 97 بالمائة مقابل 86 بالمائة للفترة السابقة. وعلى هذا المنوال، ستبلغ النسبة العالمية لمحو أمية الكبار 78 بالمائة عام 5102. .
في مثل هذه الأحوال، لن تحقق ثلاثة أرباع الدول البالغ عددها 721 دولة تم وضع مشاريع لها بهذا الشأن، الهدف القاضي بتقليص نسبة الأميين الكبار لديها إلى النصف حتى سنة 5102 . وإذا لم تحصل مفاجأة، فان معظم دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ودول آسيا الجنوبية والغربية والدول العربية، ستبقى في نفس الوضع . كذلك لم يتغير الوضع السيئ للنساء عمليا إذ أن 36 % من الكبار الذين لا يجيدون القراءة والكتابة كانوا من النساء في الفترة 5891ـ4991 مقابل 46% للفترة 0002ـ 6002.
وقد صرح مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا بهذا الصدد : " في الوقت الذي نشارف فيه على النصف الثاني لعقد الأمم المتحدة لمحو الأمية، ينبغي على المجموعة الدولية أن تجد طرقا جديدة للتعامل مع السكان المهمشين الذين تبين أن المقاربة التقليدية إزاءهم كانت غير فعالة".
ومن بين التوصيات التي ذكرها تقرير اليونسكو، ضرورة تحسين تنفيذ برامج محو الأمية باعتماد طرق تعليم تتماشى مع مختلف الأوضاع والحاجات. واقترح زيادة الأموال المخصصة لمحو أمية الكبار وتخصيص نسبة 3% على الأقل من موازنات التربية الوطنية لهذه الغاية.