أضافه crinadmin في
مصر: أطفال المحاجر، مطاريد جدد بوجوه بيضاء ثلاثة آلاف طفل يعملون بمحاجر الجبل الشرقي بالمنيا.. يتعرضون للموت يوميا.. ويصابون بالانيميا والالتهاب الرئوي وضربات الشمس والحساسية والعمي.. ولا تعليم او رعاية صحية هؤلاء تعتمد عليهم أسرهم في توفير جنيهات قليلة تعينهم على أعباء الحياة، بغض النظر عن كون عملهم مخالفة واضحة وصريحة لجميع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، وبرغم عدم وجود تامين صحي او اجتماعي، يعملون في بيئة متردية تفتقر إلي ابسط أنواع الأمن الصناعي والسلامة المهنية. دائما تحتل محافظة المنيا مرتبة متاخرة في تقارير وزارة التخطيط عن التنمية البشرية، في محاجر الجبل الشرقي في المنيا يعمل تحت ظروف صحية ونفسية قاسية أكثر من 0003 طفل، مهنة قاسية تلتهم البراءة وتقتل الأحلام. المحاجر كبديل للزراعة تشتهر المنيا بالمحاجر نتيجة لوفرة المواد الخام في الصحراء الشرقية. وتشغل المحاجر مساحة 003 كيلو متر مربع شرق مدينة المنيا. وتستخدم المواد المستخرجة منها في الصناعات المختلفة مثل البناء والطلاء و الأدوية والرخام وغيرها. حتى أواخر السبعينات كانت اعمال المحاجر تقتصر علي شركة واحدة فقط، وكان عدد العمال بها لا يتجاوز 05 عاملا، ومع بداية الثمانينيات والتغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري، بدأ التدافع علي تأسيس المحاجر بسبب المكاسب التي تعود بها، وزيادة الطلب علي منتجاتها، فوصل عدد المحاجر إلي حوالي 004 محجر رسمي، بالإضافة لحوالي 002 محجر بدون تصاريح رسمية. ينتج المحجر الصغير من 6 لـ 01 آلاف طوبة بينما تصل إنتاجية المحجر الكبير إلي 03 ألف طوبة وتنتج المحاجر يوميا 2.3 مليون طوبة، ويتم تحصيل مبلغ 75 ألف جنيه مصري رسوم مرور فقط في اليوم، أي حوالي 71 مليوناً تقريبا في السنة. ويعمل الجميع في المحاجر بسبب ندرة الأرض الزراعية في المنطقة التي يحدها النيل غربا والجبال شرقا، وبسبب قانون العلاقة بين مالك الأرض الزراعية والمستأجر، صار 02 % فقط من السكان يملكون 08% من الأرض الزراعية، مما أدي بالفلاحين والأسر إلي ترك الأرض والزراعة التي كانت مصدر الدخل واللجوء للعمل بالمحاجر. وهكذا اتاحت المحاجر فرص عمل بديلة لآلاف المزارعين، والخريجين الذين تركتهم الدولة بلا تعيين. كما انعشت صناعات اخرى مكملة لها في القري المحيطة مثل ورش الحدادة والسمكرة واللحام، وصناعة أدوات المحاجر، ومحلات بيع قطع الغيار. يعمل بالمحاجر من 71 ألفاً إلي 02 ألف عامل، جميعهم من الفلاحين والفقراء والخريجين الذين يعانون من البطالة منذ سنوات. ومن بينهم قرابة 0003 طفل تحت سن 81 سنة، وذلك بالرغم من قوانين حظر عمل الأطفال والمخاطر التي يتعرضون لها يوميا والتي تصل لحد الموت أو الإعاقة من اجل جنيهات معدودة ولكنهم في أمس الحاجة إليها. مؤسسة وادي النيل لرعاية عمال المحاجر: الجهل والمرض وغياب مظلة حماية قامت مؤسسة وادي النيل لرعاية عمال المحاجر ببحث ميداني بغرض تحديد اهم المشاكل والصعوبات التي تواجه اطفال المحاجر، ومن بينها: التسرب من التعليم: حيث تصل نسبة المتسربين من الأطفال العاملين بالجبل إلي 53%، ذلك لان عملهم بالمحاجر يؤدي إلى عدم انتظامهم بالمدارس، وتداخل مواعيد المدرسة والعمل يؤدي إلي الرسوب المتكرر ثم الفصل نهائيا. سوء الأوضاع الصحية: يصاب الأطفال من عمال المحاجر بامراض خطيرة اشهرها الالتهاب الرئوي نتيجة استنشاق ذرات السليكا بالبودرة المتطايرة، وحساسية الجلد، والتهابات العين التي قد تصل إلي العمي. والحمي الشديدة من ضربات الشمس. وضعف بالسمع نتيجة أصوات الماكينات العالية والإصابة بعاهات مستديمة من كسر في العمود الفقري وبتر جزء من الجسم وإصابات حادة قد تصل إلي الوفاة. سوء التغذية: يتناول الاطفال العمال بالمحاجر وجبة واحدة خلال 01 ساعات عمل، هي الخبز والطعمية والجبن القديمة، ما يؤدي إلي الأنيميا. بالاضافة لاتجاه الاطفال الي الإدمان حيث يبدأ الطفل بالسيجارة ثم الشيشة ليصل لتعاطي المخدرات. ويؤكد ماهر بشري، رئيس مجلس امناء المؤسسة ان الغرض الاساس للمؤسسة هو توفير الحماية لعمال المحاجر من الظروف البيئية والصحية المتردية، والحوادث المهنية التي يتعرضون لها يومياً، وايضا توفير الدعم والخدمات اللازمة لتحسين وضعهم الاقتصادي والقانوني والاجتماعي وأوضاعهم الصحية. لهذا تقوم المؤسسة بعقد ترابطات وشراكات وتحالفات مع منظمات حكومية وغير حكومية لغرض معالجة تلك الظروف والاشكالات والتوصل لحلول مستمرة لها. تعمل المؤسسة مع المجالس التنفيذية والمحلية الشعبية لمحافظة المنيا، وإدارات المناجم والمحاجر، والشؤون الاجتماعية ومكتب العمل، والمجالس المحلية والقري والصندوق الاجتماعي للتنمية، وبرنامج شروق لبناء وتنمية القرية المصرية، وذلك كله بهدف حماية العمال وأسرهم. ومن بين اسهامات المؤسسة في رعاية وحماية عمال المحاجر: إيجاد شكل قانوني نقابي: حيث شجعت العمال علي تسجيل لجنة مهنية نقابية تم تسجيلها في النقابة العامة لعمال المناجم والمحاجر بالقاهرة بهدف المطالبة بحقوق العمال المهنية. وكذلك عملت المؤسسة على استخراج بطاقة الرقم القومي للعمال وتغيير المهنة لتصبح "عامل تكسير أحجار". كما تسعي المؤسسة للحصول لعمال المحاجر على تأمين اجتماعي يشمل التأمين الصحي، وذلك برفع دعوى قانونية للمطالبة بالتأمين الصحي لعمال المحاجر. المطاريد الجدد.. الكسارة.. الوجوه البيضاء تقول مديرة المؤسسة ريهام كرم، أن المؤسسة اصدرت كتاب بعنوان "المطاريد الجدد" يوثق للمخاطر يتعرض لها اطفال المحاجر ويقدم حالات حية لضحاياها، وتصدر نشرة غير دورية بعنوان "الكسارة" للتعريف بهذه الظروف ورفع الوعي العام بضرورة معالجة هذه القضايا. واصدرت ايضا كتيب "الوجوه البيضاء"عن المسؤولية الاجتماعية، بالاضافة لمنهج توعية بحقوق الطفل بعنوان "حقوق أطفال المحاجر واتفاقية حقوق الطفل بقلم اطفال المحاجر". معلومات اخرى: ** اتفاقية أسوأ اشكال عمل الاطفال والاجراءات الفورية للقضاء عليها ** مسئولية الشركات الكبرى في القضاء على عمل الاطفال ** المزيد عن عمالة الأطفال