أضافه nattallah في
ما بعد الهدنة
يعيش في قطاع غزة نحو مليون و ثمانمائة ألف شخص نصفهم من الأطفال، في مساحه 365 كيلو متر مربع، يعيش فيه السكان ظروفا اقتصاديا وسياسية واجتماعية وصحية غاية في الصعوبة نظرا للحصار المفروض عليه برا وبحرا حيث تتحكم في معابره مصر من جهة عبر معبر رفح وايرز أو بيت حانون والخاضع لسيطرة إسرائيلية .
عايشت غزة خلال السنوات القليلة الماضية حربين خلال عامي 2008-2009 وعام 2012 أيضا. بدأت اليوم حرب جديدة وبعنوان مشابه لتلك الحروب السابقة.
عدد الضحايا
تشير آخر الإحصاءات الرسمية إلى مقتل أكثر من 2016 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين وفق تقارير صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية وتجاوز عدد المصابين حتى الآن 10193 شخص غالبيتهم أيضا من المدنيين.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 70% من القتلى الفلسطينيين مدنيون، 26.8% هم من الأطفال.
قتل 541 طفلا فلسطينيا في العملية الإسرائيلية على قطاع غزة،وهو عدد أكبر مما كان عليه أثناء العمليتين السابقتين معا، بحسب ما ذكرته اليونسيف.
والاطفال الضحايا هم من كلا الجنسين وتتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و17 عاما. بينهم 305 أطفال أو 68% تقريبا لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما. كما أصيب 3084 طفلا بجروح، وتشير تقديرات منظمة يونيسيف إلى حاجة اكثر من 373 ألف طفل فلسطيني إلى مساعدات نفسانية.
استهداف البيوت والمساكن أدى إلى مقتل وإصابة عشرات العائلات بعضها محي بشكل كامل من السجل المدني، ومازالت طواقم الدفاع المدني تنتشل جثامين الضحايا من تحت الأنقاض.
صدمات نفسية
فضلا عن القتل والتشريد، يعاني عشرات الآلاف من الأطفال في غزة من صدمات نفسية جراء ما يشاهدونه من دمار ومناظر مأساوية ناتجة عن العدوان الإسرائيلي. ويقدر اليونيسيف بأن قرابة 326 ألف قاصر في غزة بحاجة إلى دعم نفسي.
المرافق الصحية وأوضاع المستشفيات:
أكد رئيس الوفد الطبي الموفد من وزارة الصحة إلى مشافي قطاع غزة د.محمد أبو غالي أن الأوضاع الصحية في قطاع غزة على شفير كارثة، بسبب استمرار المجازر الإسرائيلية.
وأضاف أن استمرار القصف والحصار في قطاع غزة سبب ظهور حالات الالتهاب لدى الأطفال، والأمراض الجلدية المعدية.
وأوضحت الوزارة أنها تعاني من نقص بنسبة تفوق الثلاثين في المئة من الأدوية الأساسية جراء نفاذ مئة واثنين وعشرين صنفا منها، مشيرة إلى أن ما يزيد على واحد وتسعين صنفا مهدد بالنفاد خلال الأسابيع المقبلة.
هذا وتعاني مستشفيات الوزارة نقصا حادا في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية ، حيث لم يتبق لديها سوى عشرين في المائة من مخزون مولداتها الكهربائية.
بالإضافة إلى تدمير أكثر من 11 سيارة إسعاف، وتضرر 4 مراكز رعاية أولية حكومية و3 تتبع للإغاثة الطبية.
طالبت القوات الإسرائيلية بتاريخ 15 يوليو الطواقم الطبية بإخلاء كافة نزلاء مستشفى الوفاء شرقي قطاع غزة وقامت بإطلاق عدد من الصواريخ التحذيرية عليه.
الإخلاء القسري:
طالب الجيش الإسرائيلي سكان عدة أحياء في غزة إخلاء منازلهم، وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي انه بدأ بإرسال رسائل نصية إلى الهواتف المحمولة لسكان كل من حييْ الشجاعية والزيتون وبلدة بيت لاهيا مطالبا بإخلاء منازلهم تمهيدا لتكثيف الغارات الجوية في تلك المناطق التي يتم إطلاق منها عدد كبير من الصواريخ على إسرائيل، حسب قوله.
الأوضاع التعليمية:
تحولت جزء من مدارس وكالة الغوث إلى ملجأ للسكان الفارين من القصف أو أولئك الذين قصفت منازلهم، حيث بلغ عددهم اكثر من 475000 شخص منهم 187000 اتخذوا 90 مدرسة تابعة لوكالة الغوث ملجأ لهم.
تعرضت أكثر من 188 مدرسة و6 جامعات للقصف الإسرائيلي مما ألحق الضرر ب 162000 طالب وطالبة.
إضافة إلى ذلك تضررت خلال 29 يوما من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة 142 مدرسة، من بينها 89 تديرها الأونروا.
في بيان للأونروا بتاريخ الأربعاء 30/7/2014، وعند تعرضها للقصف كانت مدرسة إناث جباليا تأوي حوالي 3300 مدني فلسطيني من النازحين من بيوتهم المدمرة، استهدف الجيش الإسرائيلي المدرسة بثلاث قذائف أدت الى مقتل20 مدني وإصابة العشرات بجراح. "وكانت هذه المرة السادسة التي تتعرض فيها واحدة من مدارسنا لضربة مباشرة" حسب ما ذكرت "الأونروا" في بيانها.
البيان اضاف، "لقد تم إخطار الجيش الإسرائيلي بالموقع الدقيق لمدرسة إناث جباليا الإعدادية وبإحداثيتها، وتم إخطارهم كذلك بأن المدرسة المذكورة تأوي الآلاف من النازحين. ولضمان حصانة وحماية المدرسة، فقد تم إعلام الجيش الإسرائيلي بموقع المدرسة 17 مرة متتالية كانت آخرها الساعة التاسعة إلا عشر دقائق من مساء الأمس، ساعات قليلة قبل القصف المميت على المدرسة."
قصف المنازل:
دمر اكثر من 10080 منزل فلسطيني بشكل كامل أو جزئي بفعل القصف، مما يعني حاجة أكثر من 400 ألف شخص إلى معونات عاجلة وأماكن بديلة للسكن.
شهدت الأسابيع الماضية النزوح الأكبر الذي يتعرض له قطاع غزة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، حيث أن ثلث إجمالي عدد السكان قد نزحوا وقت ذروة الأعمال العدائية. وهنالك أكثر من 238,000 نازح يلتجئون في 81 مدرسة تابعة للأونروا، وفي الوقت الذي نشهد فيه نهاية وشيكة لهدنة وقا إطلاق النار التي استمرت لخمسة أيام، فإن العديد من الفلسطينيين يعيشون بالقرب من السياج المحيط بملاجئ الأونروا في الليل بحثا عن الأمان.
الكهرباء:
تعاني غزة من انقطاع تام للتيار الكهربائي، بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية لإمدادات الكهرباء والمياه وشبكة الاتصالات والانترنت.
الجيش الإسرائيلي قصف محطة توليد الكهرباء الوحيدة ومخازن الوقود التابعة لها، وباتت غزة في ظلام شبه تام، إذ لا يصل التيار الكهربائي سوى لبعض المناطق جنوب القطاع ولمدة ساعتين فقط يوميا.
تعطل شبكات الاتصال و الانترنت
يؤكد عمار العكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، شبكة الموبايل في قطاع غزة قد تعطلت بنسبة 85 بالمائة تقريبا، كما تضررت شبكة شركة الاتصالات الأرضية، ما أدى إلى تعطّل خدمات الاتصال في مناطق عديدة في القطاع، إضافة إلى انقطاع خدمات الاتصال الدولي والانترنت "نتيجة كثافة الهجمات الصاروخية وتوسع دائرة القصف الإسرائيلي، فضلا علي انقطاع الكهرباء، ونفاذ الوقود، مما يعيق عملية إصلاح أضرار الشبكة"
قصف الفصائل الفلسطينية للمدن الإسرائيلية
أما عن أعداد الصواريخ التي استخدمت في هذا النزاع، فأطلق أكثر من 2100 صاروخ على إسرائيل، جرى اعتراض 420 منها بينما سقط نحو 1700 على إسرائيل، وفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
قتل 65 إسرائيليا حتى الآن، بينهم 63 جنديا ومدنيان لقيا حتفهما جراء الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها حماس على إسرائيل.
يتوجه الإسرائيليون عادة إلى الملاجئ للاحتماء عند إطلاق صفارات الإنذار ، كما يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق صواريخ القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التي تطلق من غزة.
هدنة مؤقتة:
تعهدت كل من الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بالالتزام بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة لمده ثلاثة أيام.
مواقف حول الحرب على غزة
أدانت منظمة العفو الدولية، القصف الصاروخي وتدمير وقصف البيوت الفلسطينية في قطاع غزة والذي اوقع مئات الضحايا من بينهم عدد كبير من الأطفال.
يقول فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "ما لم تستطع السلطات الإسرائيلية تقديم معلومات محددة تُظهر طريقة استخدام المنازل على نحو فعال في الأعمال الحربية، فإن مهاجمة بيوت المدنيين بشكل متعمد تشكل جريمة حرب وتصل إلى حد العقوبة الجماعية للعائلات."
كما ودعت إلى إجراء تحقيق دولي بتكليف من الأمم المتحدة في الانتهاكات التي ارتُكبت من جميع الأطراف في خضم استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت سائر أنحاء قطاع غزة، واستمرار إطلاق وابل من الصواريخ بلا تمييز من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية على إسرائيل وفق ما ذكر في تقريريها.
دعت هيومان رايتس ووتش بدورها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقالت أن القصف الإسرائيلي استهدف مدنيين في انتهاك لقوانين الحرب، حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف غزة بنحو 60129 من الصواريخ والقذائف.
وتبنى مجلس الأمن بيانا في 27 تموز/يوليو يدعو الى وقف إطلاق النار وأيد مساعي مصر للتوسط بعد أن تخلت واشنطن عن تحفظاتها بشأن النص.
قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إن هناك احتمالا كبيرا بأن خرق إسرائيل للقانون الدولي الإنساني في غزة قد يرقى إلى جرائم حرب، وهو ما دعت للتحقيق الفوري بشأنه.
وأضافت -خلال افتتاحها جلسة طارئة لـمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بجنيف على خلفية العدوان على غزة- أن تدمير المنازل وقتل المدنيين لا سيما الأطفال يثير شكوكا بشأن الاحتياطات الوقائية الإسرائيلية وفائض القوة التي تستعملها تل أبيب.
مجلس حقوق الإنسان، وفي جلسته الطارئةتبنى قراراً بأغلبية الأصوات، يدين العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ويطالب بإرسال لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل إثر عدوانها على الأرض الفلسطينية المحتلة.
وصوت لصالح القرار 29 دولة، فيما امتنعت ١٧ دولة عن التصويت فيما صوتت الولايات المتحدة الأميركية ضد القرار الذي قدمته دولة فلسطين من خلال بعثتها في جنيف، والمجموعة العربية والإسلامية، تحت عنوان: ضمان احترام القانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحد، ان التهدئة التي أقرت لثلاثة ايام في غزة ابتداء من الثلاثاء يجب أن تفضي "إلى وقف دائم لإطلاق النار" والى مفاوضات بهدف "تسوية الأسباب الكامنة" للنزاع.
وأدان بشكل خاص استهداف مدارس الأمم المتحدة التي أوى إليها اللاجئون ووصف ذلك بأنه "مشين وغير مقبول وغير مبرر".
واتهم سفير إسرائيل رون بروسور بدوره الأمم المتحدة معتبرا أنها تظلم إسرائيل "الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، كما قال.
اعادة الاعمار
أكد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، الدكتور محمد مصطفى، الاثنين، أن إعادة إعمار غزة بعد الحرب ستتكلف نحو 6 مليارات دولار على الأقل.
وقال مصطفى :«حينما يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، سيتحتم علينا التعامل بشكل فوري مع مشكلة إعادة إسكان هؤلاء الذين فقدوا منازلهم، والذين يقدر عددهم بنحو 400 ألف شخص، وفقا لتقديراتنا». وأشار إلى ضرورة بناء 100 ألف وحدة سكنية.
حول الانضما الفلسطيني لمحكمة الجنايات الدولية
أفادت مصادر عدة بأن الرئيس محمود عباس، يعتزم التوقيع على إجراءات الانضمام للمحكمة الجنايات الدولية خلال أيام.
نائب رئيس الفدرالية الدولي لحقوق الإنسان، والمدير العام لمؤسسة "الحق" شعوان جبارين، إن هناك مماطلة في الإرادة السياسية للانضمام إلى محكمة الجنائية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب.
وكشف أن الرئيس محمود عباس كان "ضد الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية بحجة أن حركتي الجهاد الإسلامي وحماس ستُلاحقان من قبل المحكمة بسبب إطلاقهما الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية" مؤكدًا أن الحركتين كانتا دعمتا التوجه للانضمام للمحكمة.
جاء حديث جبارين خلال برنامج "ساعة رمل" الذي ينتجه تلفزيون "وطن" وتقدمه الإعلامية سائدة حمد.
وقال إن مسألة الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية "إجرائية بسيطة" مردفًا: في حال عدم الانضمام فإن دولة فلسطين تستطيع أن تودع إعلانًا في محكمة الجنايات الدولية بإقرارها باختصاص المحكمة بالجرائم التي حصلت في الأراضي الفلسطينية، وتحديد المدة الزمنية لذلك.
وأكد جبارين إمكانية السلطة الفلسطينية في حال انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية أو إيداعها للإعلان فإنها تستطيع ملاحقة مجرمي الحرب منذ عام 2002، أي منذ دخول اتفاق روما حيز التنفي