UAE: One third of state's children suffer from anaemia (Arabic)


الإمارات: ثلث الأطفال في الدولة يعانون من انيميا عوز الحديد

[ابو ظبي، 8 نوفمبر 2008]  تمثل أنيميا عوز الحديد أحد المشاكل التغذوية التي تصيب فئة الأطفال في الدولة، وكشفت دراسة عن مدى انتشار انيميا عوز الحديد بين عينة عشوائية من الاطفال في السن ما قبل المدرسي في ابوظبي ان اكثر من ثلث الاطفال من عمر 6 شهور وحتى 12 شهرا (أي نحو 7 .34%) مصابون بانيميا عوز الحديد .

وقالت الدكتورة هاجر الحوسني مديرة الادارة المركزية لرعاية الامومة والطفولة في وزارة الصحة ل”الخليج” ان الدراسة شملت 1779 طفلا اعمارهم من 6 شهور الى 59 شهرا وقد وافق آباؤهم على الانضمام الى الدراسة فيما رفض اولياء امور 121 طفلا الاشتراك فيها وذلك من بين 1900 طفل تم اختيارهم عشوائيا في كل من ابوظبي ودبي وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين .

واوضحت ان الدراسة اظهرت ان اعلى نسبة انتشار لانيميا عوز الحديد بين الاطفال الذين شملتهم الدراسة كانت في دبي حيث وصلت النسبة الى 7 .30% وفي رأس  الخيمة 3 .29% وفي عجمان 9 .21% وفي ابوظبي 5 .18% وفي ام القيوين 7 .17% ويرجع اسباب ارتفاع معدل انتشار انيميا عوز الحديد الى اسباب عديدة منها التغيير السلوكي الغذائي لدى الاطفال من حيث قلة تناول الاغذية الغنية بالحديد، وتناول اطعمة تحتوي على مواد تعوق امتصاص الحديد في الجسم، وقلة تناول اطعمة غنية بفيتامين ج الذي يساعد على امتصاص الحديد، وكثرة تناول الوجبات السريعة بدلا عن الوجبات المتوازنة المعدة في المنزل .

وذكرت الدكتورة هاجر الحوسني ان الدراسة اظهرت انه بالرغم من التطور الحضاري وارتفاع مستوى المعيشة في دولة الإمارات فان الأنيميا الناتجة عن عوز الحديد ما زالت منتشرة بين الأطفال قبل السن المدرسي، كما كشفت الدراسة عن وجود بعض العوامل ذات الخطورة للإصابة بالأنيميا منها عمل الأم، قلة تناول الأطعمة المدعمة بالحديد، مرض الطفل، العمر عند إدخال الأطعمة التكميلية وكل هذه العوامل يمكن التحكم فيها .

وأظهرت الدراسة تحسن الحالة التغذوية (نقص الوزن والتقزم) للأطفال في سن ما قبل المدرسي مقارنة بالمسح الصحي للأسرة في عام ،1995 كما اظهرت زيادة الجهود لتبني برامج لزيادة الوعي التغذوي عند جميع أفراد المجتمع عامة والأمهات خاصة فيما يتعلق بالتغذية السليمة وتشجيع الممارسات الغذائية الصحيحة، واكدت ايضا على اهمية برامج التوعوية الخاصة بالأغذية التكميلية للأطفال بمراكز الأمومة والطفولة ومراكز الرعاية الصحية الأولية .

أهم أسباب الأنيميا

واشارت الدكتورة هاجر الحوسني الى ان دراسة أجريت على طلبة الصف السادس في أبوظبي للتعرف إلى الأسباب المختلفة للأنيميا وجد أن أنيميا عوز الحديد من أهم أسباب الأنيميا بين عينة الدراسة بنسبة 64%، وفي دراسة أخرى ميدانية في مدينة العين أجريت على الأطفال من 1-22 شهرا وأمهاتهم في الفترة من 1992-1993 وجد أن معدل انتشار الأنيميا 3% بين الأطفال في عمر 1-2 شهرا، و 8% في الأطفال مابين 3-5 شهور، و25-39% للأطفال أقل من 6 شهور، وقد قامت الإدارة المركزية للأمومة والطفولة بإشراف الدكتورة هاجر الحوسني مديرة الإدارة 2003 بإجراء البحث العلمي عن مدى انتشار أنيميا عوز الحديد بين عينة عشوائية من الأطفال في السن ما قبل المدرسي في أبوظبي، وقد أثبتت الدراسة أن أكثر من ثلث الأطفال (7 .34% من عينة البحث) في هذه المرحلة العمرية مصابين بأنيميا عوز الحديد كما تطرقت الدراسة أيضا إلى دراسة أهم الأسباب التي تكمن وراء هذه المشكلة، واستنادا إلى هذه البيانات الأولية ارتأت الإدارة إجراء البحث الميداني الوطني بحيث يشمل أكبر عدد من الأطفال في السن ما قبل المدرسة بالدولة للوقوف على الحجم الكلي للمشكلة .

واوضحت ان نقص الحديد في الطعام يؤدي إلى الضعف العام وعدم القدرة على مقاومة الأمراض و ضعف الشهية في المستقبل فتعاني الأم من أن طفلها لا يأكل كما أنه يضعف القدرة على التحصيل الدراسي فيؤدي ذلك إلى التخلف الدراسي .

وقالت الدكتورة زينب طه استشارية التغذية في الادارة المركزية لرعاية الامومة والطفولة في وزارة الصحة: من منطلق اهتمام وحرص الإدارة المركزية للأمومة والطفولة بصحة الطفل بدولة الإمارات وإيمانا منها بأهمية دراسة هذه المشكلة الصحية لتحديد حجم هذه المشكلة للوقوف على مدى الانتشار بغرض تحديد ووضع الاستراتيجيات الغذائية المناسبة لمواجهة هذه المشكلة قامت الإدارة بإجراء البحث والدراسة الميدانية على المستوى الوطني على عينة من الأطفال دون الخامسة من العمر وهي تمثل إحدى الفئات الحساسة للإصابة بأنيميا عوز الحديد .

وكان الغرض من الدراسة تحديد حجم المشكلة بين الأطفال قبل السن المدرسي (6 - 59 شهراً)، والتعرف على بعض عوامل الخطورة ذات العلاقة بالإصابة بأنيميا عوز الحديد .

وقال الدكتور حمدي ابو زيد استشاري الصحة العامة في الادارة المركزية لرعاية الامومة والطفولة في وزارة الصحة ان أعلى معدل انتشار أنيميا عوز الحديد بين أطفال عينة الدراسة كان في المرحلة العمرية من 6 - 12 شهرا، حيث بلغت حوالي الثلث تقريبا (2 .33%) ما يدل على وجود ممارسات وسلوكيات غذائية خاطئة منتشرة في المجتمع فيما يتعلق بتغذية صغار الأطفال لأن كمية الحديد التي يتحصل عليها الرضيع خلال ال 6 أشهر الأولى من حياته (مخزون الحديد بالكبد والحديد الموجود بحليب الأم) كافية لسد احتياجات الرضيع وبعده يصبح عرضة للأصابة بالأنيميا اذا لم يتناول طعاماً غنياً بالحديد وهذا ما كشفت عنه الدراسة الحالية .

وقال انه أظهرت الدراسة أن تناول الأطعمة الغنية بالحديد (اللحوم الدجاج - الأسماك) بصفة يومية مرة أو مرتين أو بصفة أسبوعية من 3-6 مرات أو مرة بين الأطفال الذين لم يصابوا بالأنيميا تتراوح ما بين ثلاثة أو أربع أضعاف استهلاك الأطفال المصابين أنيميا عوز الحديد .

وتوضح نتائج الدراسة بان هناك بعض العوامل ذات علاقة ودلالة إحصائية وثيقة بالإصابة بفقر الدم الناتج عن عوز الحديد ومن أهم هذه العوامل ذات الخطورة العالية للأصابة بأنيميا عوز الحديد هي: عمر الطفل و مدة الرضاعة الطبيعية، عمل الأم، تاريخ مرضي للإصابة بالمرض في الأسبوعين السابقين للدراسة، إصابة الطفل بعوز الحديد سابقاً، إدخال الأطعمة التكميلية عند عمر الطفل أقل من 6 شهور، تعليم الأم .

اطعام الطفل قبل 6 شهور خطر

ذكرت الدكتورة هاجر الحوسني ان الطفل يولد ولديه مخزون من الحديد في الكبد يكفيه لمدة 6 شهور بالإضافة إلى كمية الحديد الموجودة في حليب الأم (قليلة ولكنها سريعة الامتصاص)، وبعد ان يكمل الطفل ال6 شهور الأولى من حياته يصبح حليب الأم غير كاف كمصدر للعناصر الغذائية بما فيها الحديد وهذا ما جعل منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف تؤكدان على أهمية إدخال الأطعمة التكميلية عند نهاية الشهر السادس من عمر الطفل .

ويمكن أن يكون إدخال الأطعمة للطفل قبل 6 شهور من الأسباب المهمة للإصابة بالأمراض بما فيها عوز الحديد لأن الجهاز الهضمي للطفل قبل 6 شهور لم يتم تحضيره فسيولوجياً لهضم أي طعام سوى حليب الأم، لذا فان إدخال الطعام مبكراً يؤدي إلى الإصابة بالإسهال وعدم امتصاص العناصر الغذائية ويصبح الطفل معرضاً للإصابة بنقص عدة عناصر غذائية منها عوز الحديد .

واضافت انه يمكن تفسير عمل الأم بتأثيره على مدى الاهتمام بإعداد الطعام المتوازن للطفل حيث لا يتوفر لها الوقت الكافي لذلك . كما اكدت ان الادارة المركزية لرعاية الامومة والطفولة سبق وان اعدت سياسة تغذية الرضع وصغار الأطفال وتم تطبيقها بناء على توصيات المنظمات العالمية ذات العلاقة، وتحتوي أهم بنودها على الاعتماد على الرضاعة الطبيعية المطلقة لمدة 6 شهور مع إدخال الأطعمة التكميلية المتوازنة بجانب الرضاعة الطبيعية وتقوم كافة المناطق الطبية بالدولة بإتباع وتطبيق هذه البنود .

وقالت ان الادارة تشارك ايضا البلديات في مشروع إغناء الطحين بالحديد والفولاذ، الى جانب إنشاء مراكز استشارات تغذوية في الجمعيات النسائية، وتدريب المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين في الجوانب المهمة بتغذية الطلاب.

** المزيد عن حقوق الطفل في الإمارات

pdf: http://www.alkhaleej.ae/portal/63f17049-59b6-4235-91ee-4aa4ed916268.aspxAssociation: Alkhaleej

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.