اليمن: دول التحالف تتهرب من المساءلة عن الهجمات غير المشروعة- غياب الشفافية يؤكد الحاجة إلى تحقيق دولي

(بيروت) -  قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية سعوا إلى تجنب المسؤولية القانونية الدولية برفضهم تقديم معلومات عن دورهم في الغارات الجوية غير القانونية المزعومة في اليمن. في عام 2017، راسلت هيومن رايتس ووتش الائتلاف وأعضاءه الحاليين والسابقين لتحثهم على تقديم معلومات عن تحقيقاتهم في انتهاكات قوانين الحرب ونتائجها، كما يقتضي القانون الدولي. لم يرد أي منهم.

كان عدم استعداد التحالف لإجراء تحقيقات جادة في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب واضحا في رده على الغارات الجوية على المباني السكنية في العاصمة صنعاء في 25 أغسطس/آب، والتي أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 20 مدنيا.

قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "لا يمكن لأي عضو في الائتلاف ادعاء نظافة كفه في اليمن حتى يعترف جميع أعضائه بالهجمات غير القانونية التي شاركوا فيها. لا يُعقل أن يعلن التحالف أن تحقيقاته ذات مصداقية بينما يرفض الإعلان عن المعلومات الأساسية، مثل الدول التي شاركت في الهجوم وإذا كان أي شخص خضع للمساءلة".

أفاد 2 من أهالي ضحايا هجوم 25 أغسطس/آب أن طائرات التحالف أصابت 3 مبان سكنية في فج عطان، وهي منطقة كثيفة السكان في العاصمة، ما أسفر عن مقتل 16 مدنيا على الأقل وجرح 17 آخرين. اعترف التحالف بتنفيذها بعد احتجاج دولي، ولكن كما حدث في الضربات الجوية السابقة التي يبدو أنها غير المشروعة، لم يقدم تفاصيل عن أعضاء التحالف الذين شاركوا في الهجوم أو البلدان التي تجري أي تحقيق.

 حوالي الساعة 2 صباح 25 أغسطس/آب، توجه محمد معصار، في الثلاثينيات من عمره، إلى سطح منزله في صنعاء بعد سماع غارة جوية. قال إنه وقعت 4 ضربات جوية بفواصل دقيقتين أو 3 دقائق. ضربت أول 3 منها جبال فج عطان على مشارف صنعاء حيث توجد مخزونات لأسلحة الجيش اليمني تحت سيطرة قوات الحوثي-صالح المعارضة المسيطرة على المنطقة. ضرب التحالف الجبال بشكل متكرر خلال النزاع المستمر منذ عامين ونصف.

قال معصار إن الضربة الرابعة أصابت الحي المجاور: "يعيش الناس هناك. أشخاص من صنعاء وكثير من النازحين من مختلف المحافظات. رأيت الدخان يتصاعد من وسط المنازل". علم معصار لاحقا أن التحالف ضرب مبنى من 3 طوابق كان يملكه، ومبنيين من 4 طوابق لعمته. قال إن مباني عمته "دُمرت"، وقال إن المباني "أصبحت ركاما وغبارا وخسائر".

كان علي الريمي (32 عاما)، الموظف في وزارة النفط والمعادن، يراسل شقيقه الأصغر عندما بدأت هجمات 25 أغسطس/آب. انتقل شقيقه مع زوجته وأطفاله الستة قبل 6 أشهر إلى شقة أرخص في الحي تحت الجبال. أخبره شقيقه في رسالة نصية أن أصوات الهجمات الأولى أرعبت أطفاله.

قال علي الريمي إنه عندما انقطعت رسائل شقيقه، "أخذت هاتف أمي وبدأت بالاتصال بأخي. لم يرد. اتصلت به مرارا، ولكن الهاتف كان يرن ولا مجيب... شعرت بالتوتر الشديد، بأن مصيبة ما وقعت".

اتصل الريمي بصديق في المنطقة و"سمعت ضجيج سيارات الإسعاف والناس يقولون خذوه! … أخرجوه!... ساعدوا هذا... ساعدوا ذاك". سار الريمي على الفور إلى المنطقة و"وجدت الدمار". قال إن المنطقة كانت تعج بالفوضى، وكان الدمار شديدا بحيث لم يتمكن من معرفة منزل شقيقه. ساعده شقيقه الآخر عبر الهاتف ليجد مكان المنزل. قال الريمي "كان أنقاضا، قلت له ألا يتصل بأمِّنا".

أسفرت الغارة عن مقتل شقيق الريمي وزوجة أخيه و5 من أطفالهم الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و10 أعوام، وشقيق زوجة أخيه. لم تنج سوى ابنة العائلة البالغة من العمر 6 سنوات. مكث الريمي يساعد في جهود الإنقاذ. عثر رجال الإنقاذ على أخيه حوالي الساعة 5 مساء بعد أكثر من 14 أو 15 ساعة من البحث المتواصل.

أعدّ معصار لـ هيومن رايتس ووتش قائمة بأسماء وأعمار وجنس القتلى والمصابين والمستشفيات التي أخِذوا إليها: قتل 16 شخصا في الهجوم، بينهم 7 أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و13 عاما، و17 جريحا، بينهم 8 أطفال. 2 من أبناء عم معصار، تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاما، كانوا من بين القتلى.

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.