أضافه crinadmin في
ليبيا: إعدام عشرة متظاهرين
(نيويورك) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إنه يبدو أن قوات الحكومية الليبية أعدمت 10متظاهرين بعد قيام مظاهرة معارضة للحكومة في بلدة بني وليد في 28مايو/أيار 2011. في وقت سابق من ذلك اليوم أطلقت القوات الحكومية النار على ما يبدو أنهم متظاهرين سلميين، فقتلت اثنين على الأقل وأصابت 10آخرين، في بلدة تسيطر عليها الحكومة على مسافة 170كيلومتراً جنوب شرق العاصمة طرابلس. بعد المظاهرة قام شخص متعاطف مع المتمردين على ما يبدو بقتل قائد قوات شبه عسكرية حكومية واثنين من حرسه الشخصي.
قابلت هيومن رايتس ووتش ستة رجال على دراية بهذه الأحداث، منهم ثلاثة رأوا قوات الحكومة تطلق النار على المتظاهرين. تحدث ثلاثة من الرجال على هواتفهم المحمولة مع المتظاهرين الذين قُتلوا فيما بعد أثناء محاولتهم الاختباء في بناية قريبة بعد المظاهرة. أحد هؤلاء الرجال شاهد قوات الحكومة تداهم المبنى وسمع رصاصات أسلحة آلية.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "إعدام القوات الليبية على ما يبدو لعشرة رجال هو أمر مثير لأقصى عبارات الاستهجان. على الحكومة الليبية أن تعلم أن المذابح التي تُرتكب حتى في الأماكن البعيدة مثل بني وليد، ستُكتشف في نهاية المطاف".
قال كل من وزير العدل الليبي محمد القمودي والنائب العام محمد ذكري لـ هيومن رايتس ووتش أثناء زيارة تمت مؤخراً لطرابلس إنهما لا يعرفان بأي أعمال قتل في بني وليد وقعت يوم 28مايو/أيار، أو بأي تحقيقات تجري هناك.
هناك مقاطع فيديو تُظهر على ما يبدو مظاهرة 28مايو/أيار في بني وليد وأجزاء من عملية إعدام توفرت على موقع يوتيوب لمدة أسابيع، لكن تفاصيل القتل لم تظهر إلا عندما قابلت هيومن رايتس ووتش الشهود وأقارب الضحايا في مطلع يوليو/تموز، بعد أن فروا من البلدة التي تسيطر عليها الحكومة.
قال الشهود وسكان بني وليد لـ هيومن رايتس ووتش إن تظاهرة 28مايو/أيار كانت أول مظاهرة كبيرة ضد الحكومة في البلدة منذ 3مارس/آذار، وشهد ذلك اليوم مظاهرة سلمية. في أول مظاهرة ضد الحكومة في بني وليد، يوم 20فبراير/شباط، أطلقت الحكومة النار في الهواء لتفريق نحو 800متظاهر.
بدأت مظاهرة 28مايو/أيار حوالي الساعة 3مساءً، عندما تجمع حشد من 300شخص تقريباً أمام مدرسة سعدي تبولي وراحوا يهتفون سلمياً شعارات معارضة للحكومة، على حد قول ثلاثة شهود لـ هيومن رايتس ووتش. لم يكن مع أي من المتظاهرين على ما يبدو أسلحة أثناء التظاهرة، على حد قولهم. وهناك ثلاثة مقاطع فيديو اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش لم يظهر فيها مع المتظاهرين أي أسلحة ظاهرة.
وقال ثلاثة شهود إنه عندما بدأت المظاهرة في الاتساع ، ، قامت مجموعة شبه عسكرية حكومية تُدعى جحفل نسور الفاتح بفتح النار على الحشد، فقتلت رجلين على الأقل وأصابت 10آخرين. "أحمد"، أحدالمتظاهرين المصابين (ليس اسمه الحقيقي)، روى لـ هيومن رايتس ووتش كيف هاجمت قوات الحكومة المظاهرة.
"كانوا [الجحفل] على مسافة 150متراً تقريباً. الشباب هربوا منهم. أصبت على الفور، حوالي الساعة 3:15بشظية رصاصة قريباً من عيني وفي بطني".
أظهر أحمد لـ هيومن رايتس ووتش صورة أشعة سينية لرأسه، قال إنها من بعد الهجوم. طبقاً لأخصائي الأشعة الذي راجع الصورة لـ هيومن رايتس ووتش، تظهر فيها كثافات معدنية فوق العين، تتفق مع كونها أحد أنواع التكوينات المعدنية، ربما كانت شظية رصاصة.
ووصف متظاهر آخر،"حسن" (ليس اسمه الحقيقي)، إطلاق النار الذي أسفر عن قتل المتظاهر عبد الناصر رفوفي.
قال: "مات عبد الناصر إلى جواري بعد بدء إطلاق النار مباشرة، حوالي الثالثة والنصف. أصيب برصاصة في رأسه، وانهمر علينا الرصاص من كل اتجاه".
إمبارك صلاح الفطماني، ممثل المجلس الوطني الانتقالي المعارض من بني وليد، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه تلقى مكالمة هاتفية حوالي الرابعة والنصف مساءً بأن الجحفل قتل ابنه، يوسف إمبارك صلاح الفطماني، محامٍ يبلغ من العمر 28عاماً، مع اثنين آخرين. تعرف الأب على ابنه في أحد مقاطع الفيديو التي شاهدتها هيومن رايتس ووتش للتظاهرة.
هناك شاهد ثالث "محمد" (ليس اسمه الحقيقي)، قال إن الجحفل أطلق النار على صديقه أسامة علي شفتر في ساقيه. قال إنه نقله إلى المستشفى، حيث اعتقلت قوات الحكومة الرجل المصاب. وقال عناصر من الأمن الداخلي لعائلة شفتر إنه قد نُقل إلى طرابلس.
بعد أن فتح الجحفل النار، تشتت المتظاهرون، على حد قول شهود عيان. قال حسن وفطماني – ممثل المجلس الانتقالي – إن اثنين من المتظاهرين هرعا إلى سيارة كل منهما للإتيان بالأسلحة.
في هذا التوقيت، على حد قول الفطماني، قام شخص يعتقد أنه من المتعاطفين مع المتمردين بإطلاق النار على قائد الجحفل، خليفة جبران، بالإضافة إلى اثنين من حراسه. وقال سكان آخرون من بني وليد إن جبران قُتل ذلك اليوم، لكن لا يعرفون وقت مقتله أو ملابساته.
حوالي الرابعة مساءً، سعت مجموعة من 10متظاهرين على الأقل للاحتماء بحجرة فوق مخبز في المبنى التجاري المجاور لمدرسة سعدي تبولي. قال حسن لـ هيومن رايتس ووتش إنه انضم إلى الرجال في الحجرة، ثم غادر في الرابعة والنصف عندما سمع المزيد من إطلاق النار في الخارج. قال "ربما كان مع اثنين [ممن في الحجرة] أسلحة".
قال حسن إنه رأى على الطرف الآخر من الشارع القوات تحاصر المبنى التجاري. بدأ المتظاهرون في الداخل بالاتصال بأقاربهم وأصدقائهم على الهاتف النقال، بمن فيهم حسن واثنين آخرين تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش.
قال حسن إن على مدار الساعات الثلاث التالية، رأى الرجال يدخلون ويخرجون من المبنى، في محاولة لإقناع من بالداخل بتسليم أنفسهم على ما يبدو. حوالي الساعة 7:30يبدو أن من كانوا في الداخل سلموا أسلحتهم.
قال حسن: "رأيت شخصاً يخرج ومعه أسلحة... بندقيتين أو ثلاث".
قال حسن إن بعد أن خرج الرجل الذي يحمل الأسلحة المُسلمة مباشرة من المبنى التجاري، داهمت القوات المبنى. تلى هذا صوت إطلاق أسلحة آلية من الداخل. قال حسن إنه لم ير أيامن عناصر القوات يخرج مصاباً أو أية أدلة أخرى على أن الرجال داخل المبنى قد فتحوا النار. قال لـ هيومن رايتس ووتش:
ما إن خرج ذلك الشخص في ثياب مدنية ومعه الأسلحة، دخلت القوات. الشخص الذي خرج بالأسلحة حاول منع الجحفل من الدخول، لكنهم دفعوه جانباً ودخلوا. دخل حوالي 24شخصاً... سمعت إطلاق نار، وسمعت سباب وصياح.
هناك مقطع فيديوواحد على الأقل من داخل الحجرة يبدو أنه يُظهر عملية إطلاق النار. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد تصوير الفيديو في يوم 28مايو/أيار في بني وليد، لكن الفطماني تعرف على اثنتين من الجثث في الحجرة، على أنها تخص ابن أخيه، مصطفى عبد الله صلاح الفطماني، إمام مسجد يبلغ من العمر 29عاماً وأستاذ دراسات إسلامية، وفوزي شلفطي البالغ من العمر 38عاماً. قال سكان بني وليد لـ هيومن رايتس ووتش إنهم يعتقدون أن الفيديو مسجل على هاتف محمول يخص أحد عناصر القوات شبه العسكرية.
يُظهر مقطع الفيديو سبعة رجال على الأقل راقدون على الأرض بلا حراك. وهناك مجموعة من الرجال في ثياب مدنية، أحدهم يرتدي قبعة عليها صورة معمر القذافي، يقفون ويصيحون بلهجة أهل غرب ليبيا. هناك رجل يبدو بوضوح أنه يحمل رشاش وآخر يحمل بندقية. في أحد اللقطات يصيح أحد الرجال: "إنه حي، إنه حي". بعد ذلك يتم إطلاق 14طلقة ودفقة قصيرة من رصاصات سلاح آلي.
قال سكان بني وليد إن جحفل نسور الفاتح هو قوة الأمن الرئيسية في البلدة. قال الفطماني إن الجحفل غير منظم بشكل جيد، بعض عناصره يرتدون الزي الرسمي والبعض الآخر لا يفعلون. بعضهم أيضاً أعضاء في اللجان الثورية والحرس الثوري، وهم مدنيون موالون للقذافي، على حد قوله هو وسكان آخرين من بني وليد. قال أحد الشهود إن أعضاء اللجان الثورية والحرس الشعبي كانوا بين القوات التي أطلقت النار على المتظاهرين، وبعضهم عناصر من الأمن الداخلي في ثياب مدنية.
وقالت سارة ليا ويتسن: "يجب إجراء تحقيق فوري ومحايد للكشف بشكل كاملعن وقائع القتل التي شهدها يوم 28مايو/أيار في بني وليد". وأضافت: "لكن الحكومة الليبية لم تُظهر أي اهتمام بالتحقيق في الانتهاكات الحكوميةالمزعومة، أو بوقفها".
القتلى
في موقع التظاهر:
عبد الناصر رفوفي، العمر والمهنة غير معروفين
يوسف امبارك صلاح الفطماني، 28، محامٍ
في الحجرة:
وليد شفتر، 31، موظف إداري في القطاع الزراعي
مصطفى عبد الله صلاح الفطماني، 29، إمام وأستاذ دراسات إسلامية
صلاح سعيد بن جطنيش، 35، أستاذ قانون
مصطفى حمودة شفتر، 43، أستاذ محاسبة
عبد الله شتيوي شفتر، 36، مهندس
فوزي عثمان عمر شلفطي، 38، عاطل
حدود سليمان حدود الورفلي، 26، طالب ثانوية عامة
محمد علي صلاح زبايدة، 17، طالب
محمد رجب مسعود زبايدة، مطلع الثلاثينيات، طالب قانون
خالد فيتوري الغزالي، العمر والمهنة غير معروفين
شهادات شهود
المتظاهر "حسن" (ليس اسمه الحقيقي) قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه رأى القوات شبه العسكرية الحكومية جحفل نسور الفاتح يطلقون النار على المتظاهرين، ليصيبوا ويقتلوا عبد الناصر رفوفي:
مات عبد الناصر إلى جواري بعد بدء إطلاق النار مباشرة، حوالي الثالثة والنصف. أصيب برصاصة في رأسه، وراحت الرصاصات تنهمر علينا من كافة الاتجاهات. حاولنا الانسحاب والاحتماء وراء البنايات والسيارات لأن الرصاص كان حياً. رأيت شخصاً مصاباً في ذراعه، وآخر مصاب في قدمه. هناك رجل آخر أصيب وراح الدم ينزف منه بغزارة. من كمية النيران التي أطلقت، لم نتمكن حتى من الخروج لمساعدته. كنا نعرف أنهم يحاولون قتلنا لأنهم راحوا يطلقوا من كل الاتجاهات. كان محمد سني إلى جواري عندما أصيب. أخذه الشباب إلى المستشفى لأنه أصيب برصاصتين في خصره.
"أحمد" (ليس اسمه الحقيقي) قال إنه أصيب برصاصات الحكومة التي أطلقت على المظاهرة. قال إنه لم يذهب للمستشفى خشية الاعتقال:
لم نتوقع أي رد فعل كهذا. حسبنا أنهم سيأتون لتشتيت المظاهرة. لم نتخيل أنهم سيقتلونا... كانوا على مسافة 150متراً تقريباً. جري الشباب، واصبت أنا فوراً، حوالي الثالثة والربع، بشظية رصاصة قريباً من عيني وبرصاصة في بطني... و كنت لجأت للمستشفى، كانوا ليقتلوني. بعض الشباب ممن كانوا معي ذهبوا للمستشفى وتم القبض عليهم. لا نعرف ماذا حدث لهم.
"محمد" (ليس اسمه الحقيقي) قال إن قوات نسور الفاتح أطلقوا النار على صديقه وأصابوه، وهو أسامة علي شفتر. قال إنه نقل شفتر إلى المستشفى، حيث اعتقلت القوات الحكومية الرجل المصاب:
أصيب أسامة في ساقيه. كان قد فر من المنطقة التي وقعت فيها المظاهرة وحاول العودة إلى بيتي. فأخذناه إلى المستشفى بعد ذلك. بلغنا باب المستشفى ورأينا أن الوضع ليس طبيعياً. كان جميع أفراد الكتيبة هناك. لم أدخل من الباب الرئيسي. قال لي الشباب أن أبتعد لأن الوضع خطر على ما يبدو... لكن الشباب أخذوا أسامة إلى المستشفى. أخذوه إلى حجرة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، ثم تم القبض عليه واختفى. نعتقد أنهم أخذوه إلى طرابلس. عندما ذهبت أسرته إلى المستشفى فيما بعد، قال لهم الأمن الداخلي أنه نُقل إلى طرابلس.
قال حسن لـ هيومن رايتس ووتش إنه اتصل بأحد الرجال داخل حجرة مبنى التجارة بعد أن رأى القوات تحاصر المبنى:
حاولنا الاتصال بالناس في الحجرة، وحاولنا المساعدة، لكنهم قالوا لنا: "حسن، إنهم يحاولون قتلنا، أبعدوهم بأي شكل". تحدثت مع صلاح سعيد، أستاذ القانون بالجامعة، ومصطفى حمودة، ومعه دكتوراه... اتصلوا بي فيما بعد وقالوا: "افعلوا شيئاً". تم إرسال مُفاوض، أعتقد أن اسمه رمضان. قال للناس في الحجرة أن يسلموا أسلحتهم ويسلموا أنفسهم. قال مصطفى إنه قد قيل لهم إنه لا بأس بتسليم أنفسهم. قلت لهم ألا يسلموا أسلحتهم لأن عليهم الدفاع عن أنفسهم. لكن مصطفى قال: "لا، أعرف هذا المفاوض وأثق به". تمت 20مكالمة بيني وبين الشباب، في محاولة للوصول إلى حل. أعتقد أن شخصين كان معهما أسلحة وتخليا عن الأسلحة... رأيت شخصاً يخرج بالأسلحة [المُسلمة]، بندقيتان أو ثلاث. كان هذا حوالي السابعة والنصف، لست متأكداً.
قال محمد إنه بدوره تحدث على الهاتف مع أحد الرجال المحاصرين في الحجرة:
تحدثت على الهاتف مع حدود [الورفلي]. لم يتوقع أحد ما يحدث. أسوأ شيء توقعناه كان اعتقالهم. وكنا خائفين على مصطفى [الفطماني] ووليد [شفتر] لأنهما مصابين. وقال وليد: "انتهى أمري، نزفت دماء كثيرة".
الإذاعة الوحيدة التي كانت تعمل [إذاعة بني وليد] صورت الأمر بشكل سيء قائلة إن المحاصرين في الحجرة من القاعدة ومصريين.
لم يكن هناك أشخاص من خارج البلدة ضمن القوات، كلهم من بني وليد. لا يمكن أن تتوقع أن يفعل ابن عمك هذا بك. توقعنا جميعاً أن يتم القبض عليهم. كانوا ليُعاملوا معاملة رهيبة، وربما يُؤخدون إلى طرابلس أو أبوسليم. لكن لم يتوقع أحد ما حدث...
طلبهم الوحيد كان أن نتحدث مع كبار المدينة حتى يجيئوا للتفاوض ويتخلصون من القوات. فذهبنا. كنت بين من ذهبوا إلى الكبار. للأسف كان الوضع مؤسفاً للغاية. لم أتمكن من الوصول [إلى النقطة التي يحتمي بها الرجال]. ذهبت إلى الكبار وحاولت التحدث معهم، لكن لم يكن هناك أي حل. فعدت إلى البيت، وطوال هذا الوقت كنا على اتصال على الهاتف ونقول لهم إن الكبار قد وصلوا ولا داعي للقلق.
ظللت على الهاتف مع من كانوا داخل الحجرة حتى السابعة مساءً، لنحو 3ساعات. لا هم ولا نحن توقعنا نهاية الموضوع بهذه الطريقة. حوالي السابعة والنصف، بعد إطلاق نار كثيف، رأيت الدخان ينبعث من البيت. بعدها، بدأت الأخبار تظهر عن أن من كانوا في الحجرة قد تم إطلاق النار عليهم. في البداية لم يكن واضحاً أنهم قتلوهم جميعاً. أحسسنا بصدمة بالغة، صدمة حقيقية.
تحدثت هيومن رايتس ووتش مع ثلاثة من أقارب الرجال القتلى داخل الحجرة، وقالوا إن السلطات نقلت جثامين الضحايا إلى طرابلس قبل تسليمها للعائلات في بني وليد بعد ذلك. أحد الرجال كان قريبه فوزي شلفطي بين القتلى قال إن قريباً آخر له أخذ جثمان شلفطي في طرابلس بعد ثلاثة أيام من إطلاق النار. امبارك الفطماني قال إن الجثامين، وبينها جثة ابنه يوسف، نُقلت إلى مستشفى الطبي في طرابلس.
هناك رجل آخر قُتل قريبه حدود الورفلي، قال إن أسرته تلقت الجثمان بعد خمسة أيام:
أعطونا الجثامين في اليوم الخامس. نُقلت الجثث أولاً إلى مشرحة بني وليد، ثم في الصباح التالي أخذوها إلى طرابلس، في الفجر تقريباً، لأن الأولاد ذهبوا مبكراً لأخذ الجثث فقال لهم الأمن الداخلي أنها نُقلت. شهادة وفاة قريبي خرجت من طرابلس، وليس بني وليد.
فحصت هيومن رايتس ووتش تقرير التشريح الخاص بحدود الورفلي الصادر من المحامي العام في 1يونيو/حزيران. ورد فيه أن سبب الوفاة عدة طلقات نارية.
بعد مظاهرة 28مايو/أيار فتشت القوات الحكومية بيوت المتظاهرين، وأجبرت العديد منهم على مغادرة بني وليد مع أسرهم. جميع السكان الستة الذين تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش فروا إلى مناطق أخرى في ليبيا. امبارك الفطماني غادر بني وليد بعد أن اختبأ لمدة أسبوع، قال لـ هيومن رايتس ووتش:
وضعوا اسمي على القائمة. غادرت بعد أسبوع. اسمي معروف... جاءت أربعين سيارة من طرابلس وبدأت تفتش جميع البيوت في بني وليد. كانوا يبحثون عمّن شاركوا في المظاهرة. وحتى الآن، فما زالوا يفتشون... جاءوا إلى بيتي بين الثانية والثالثة صباحاً لأخذي. كنت قد اختبأت وقتها داخل البيت.