إلى أطفال غزة الأحياء والمكلومين والضحايا

الكاتب: ناصر عطا الله
حتى اللحظة تجاوز عدد الاطفال الضحايا في غزة المائة وخمسون طفلا وأكثر من 1100 طفل جريح، على مدار 15 يوم من الهجمة الاسرائيلية على قطاع غزة.

لم يدر بخلدي يوما انني سوف اقوم بمتابعة حرب بمثل هذه القسوة والبشاعة، انها الحرب على غزة. منذ 15 يوما وأنا اتسمر على شاشة الكومبيوتر ابحث في الاخبار والصور القادمة من غزة كي اوثق شيئا عن اطفالها.

عداد الضحايا بدون توقف، حاولت في البداية رصد عدد الاطفال القتلى واسمائهم، في اليوم التاسع توقفت فالعدد تجاوز العشرات وأصبح بالمئات ناهيك عن العشرات الذين هدمت منازلهم ولا زالو تحت الركام.

كم كنت اتمنى ان استمع الى كل طفل وطفلة قبل وفاته، كم كنت اتمنى ان ارافق كل طفلة وطفلة جريح في المستشفى فقد والديه او اخوته، كم كنت اتمنى ان اشارك في جنازة لائقة لكل طفل قتيل.

الموت واحد، سواء كان بقذيفة طائرة او بارجة او مدفعية او قناص، لكن قسوة الموت تكمن في صورته وفي الذكريات المحيطة، قسوته تكمن في ان تموت في سجن كغزة وتكمن ايضا في امكانية الحياة لو كان هناك طبيب اخر او دواء اخر او ان سيارة الاسعاف لم تقصف وهي قي الطريق اليك، انها تكمن في انك بقيت مجبرا ومحاصرا تحت انقاض منزلك المهدم طوال الليل حتى تموت.

قمنا بجمع عشرات الفيديوهات للاطفال، جثث في الشوارع، اطفال هائمون ويبحثون عن عائلاتهم، جرحى استيقظوا من غيبوبتهم وأدركوا ان لا والد ولا ام ولا اخوة حولهم، جميعهم ذهبوا الى غير رجعة.

اطفال قتلوا وهم يلعبون على الشاطئ وآخرون قتلوا وهم يلهون على سطح منزل وغيرهم قتل وهو على مائدة الافطار بانتظار الاذان، فيما الغالبية قتلت بصمت ..قتلت ببساطة وهي نائمة في زاوية من بيت متداع ..هي الاكثر امنا في البيت..لكن لا امان عندما يقصف بيت بطائرة اف 16 او قذيفة مدفعية.

المستشفيات قصفت في غزة ولا دواء في غزة ولا معابر مفتوحة تمكن من نقل الجرحى. لا هدنة انسانية لتفقد الدمار وإخلاء القتلى والمصابين.
لا مكان للهروب لأطفال غزة، لا مكان لاستيعاب مائة الف مهجر من منزله سوى المدارس والمستشفيات، في مكان هو الاعلى في العالم من حيث الكثافة السكانية، في مساحة لا تزيد عن 360 كم ويقطنها نحو مليون وثمانمائة الف شخص نصفهم من الاطفال.

لا غذاء للأطفال في غزة، فما تقدمه وكالة الغوث للأطفال متواضع جدا ولا يتعدى رغيف خبز وبعض الخضار ولا تطفئ جوع طفل صائم جائع.
اليوم نحن نحتاج للتضامن مع غزة، كمؤسسات وأفراد. نحن بحاجة للعمل من اجل اطفال غزة الاحياء والمصابين والفاقدين لعزيز وان ندفن الاموات منهم بشكل لائق.

اليوم وبدون جهد او تحقيق او لجان لتقصي الحقائق يجب ان نقول بصوت عال ان ما حدث بحق الاطفال وبموت اكثر من 50 عائلة هو جريمة حرب.
لنعمل من اجل غزة وأطفالها ولنعمل كي تتوقف الة القتل والحرب. علينا ان نخوض الحرب ايضا بان لا نقف على الحياد وان لا نتستر على جريمة حدثت وستتكرر اذا ما لزمنا الصمت.

انا مع الاطفال في كل انحاء العالم وأنا اليوم مع اطفال غزة
لنقف وقفة حق مع اطفال غزة
________________________

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.