JORDAN: Students' Revolutions in Jordanian Schools (Arabic)


ثورات طلابية بمدارس أردنية                

 

 

 

محمد النجار-عمان

 

 

 

تمكن طلاب بمدارس أردنية على مدار أسبوع من "إسقاط" ثلاثة مدراء مدارس في عمان وإربد وإحدى مناطق الأغوار، فيما شهدت نحو 10 مدارس في مناطق متفرقة هتافات "الشعب يريد إسقاط المدير".

 

وبينما بدأت كل الاعتصامات وانتهت سلميا، اضطرت الشرطة النسائية الأردنية للتدخل لفض اعتصام بين طالبات مدرسة ثانوية انقسمن بين من تريد إسقاط المديرة وأخريات رفضن هذا الطلب.

 

وبدا الطلاب موحدين في هتافاتهم التي استلهموها من شعارات الثورة المصرية، فهتفوا "الشعب يريد إسقاط المدير" و"مش هنمشي هو يمشي" بالإشارة للمدير، غير أن الصورة لم تكن موحدة في كل الاعتصامات.

 

فطلاب إحدى المدارس في صويلح غرب العاصمة عمان طالبوا بـ"إسقاط" مديرهم بعد أن اعتدى على أحد معلميهم، بينما اتهم طلاب في مدرسة وسط العاصمة المدير بأنه يغلظ العقوبات ضدهم، فيما ذهب طلبة في إربد للاعتصام على مدى أيام احتجاجا على ما عدوه استمرار المدير بإهانتهم وإهانة معلميهم الذين انضموا لإضرابهم.

 

وزارة التربية والتعليم وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع ظاهرة الاعتصامات التي تجتاح المجتمع لقضايا سياسية ومطلبية واجتماعية وغيرها، فأرسلت كبار موظفيها للتفاوض مع الطلبة والوعد بتلبية مطالبهم.

 

ويقول قيادي تربوي للجزيرة نت إن العديد من المدارس تشهد يوميا ترديد هتافات الثورات العربية، ويقول إن الطلاب يرددون هتافات سياسية وطريفة.

 

ويلفت المسؤول الذي فضل عدم الإشارة له إلى أن هذه الظاهرة لا ترتبط بالوضع الاجتماعي للطلبة، وأن طلبة في مدرسة خاصة يدرس فيها أبناء الطبقة الغنية شهدت تظاهرة لطلبتها في ساحة المدرسة ضد الإدارة تلاها اعتصام مفتوح انتهى بمفاوضات بين الطلبة والإدارة حصل الطلاب بموجبه على تلبية لبعض مطالبهم.

 

لكنه يشير إلى أن الأمر بدأ يتحول لظاهرة بعد أن انتشرت صور طلاب يهتفون ضد إدارات مدارسهم على الإنترنت والهواتف النقالة عوضا عن نقل قناة الجزيرة لصور اعتصام طلابي انتهى بتنحية مدير مدرسة بعمان.

 

 

 

الصورة الأخرى هو ما تناقلته صفحات موقع فيسبوك ومواقع أردنية من مقاطع فيديو لأطفال بعضهم لم يتجاوز الرابعة من عمره يرددون شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" التي سمعوها في ثورات تونس ومصر، وشعارات أخرى منها "الشعب المصري عامل إيه حسني مبارك سي آي إيه"، وغيرها.

 

 لكن الزعيم الليبي معمر القذافي بدا أنه يلهم الأطفال أكثر من غيره على ما يبدو في مشاهد من الفكاهة تظهرها تسجيلات الفيديو.

 

 

 

حيث تنتشر على نطاق واسع مقاطع لأطفال أردنيين يرددون كلماته "ازحفوا عليهم من الصحراء للصحراء.. بيت بيت.. دار دار.. زنقة زنقة.. إلى الأمام".

 

 

 

وترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة عمان الأهلية الدكتورة عصمت حوسو أن ما شهدته مدارس أردنية من هتافات تطالب بإسقاط الإدارة وغيرها من مشاهد استلهام الأطفال لشعارات وهتافات الثورات العربية "ظاهرة لا بد من الوقوف عندها مطولا".

 

وقالت للجزيرة نت "كل المشاهد التي يعيشها أطفالنا في المدارس والمنازل اليوم وانخراطهم في الثورات العربية عبر شعاراتها يؤكد أن وسائل الإعلام باتت تشكل مؤسسة التنشئة الاجتماعية الأولى قبل الأسرة التي تراجعت خلف سطوة الإعلام".

 

وتلفت أن الأطفال والمراهقين شأنهم شأن الشعوب العربية يعتمدون على التقليد في استخدام كل الوسائل التكنولوجية، وترى أن التقليد انتقل لتوظيف هذه الوسائل سياسيا.

 

وتابعت عصمت "اللافت أن الأطفال انخرطوا في السياسة التي لم تعد حكرا على فئة معينة، وسقطت أمام هذا الجيل ونشأته كل محاولات إبعاده عن السياسة والتخويف منها لينقلوا وعيهم الجديد لمدارسهم ومحيطهم".

 

وبرأيها ستكون الظاهرة خطيرة وتقود لفوضى "غير خلاقة" إذا لم توجه الطاقات المتولدة لدى الأطفال والمراهقين إيجابيا، بحيث لا تتحول الاحتجاجات خاصة في المدارس إلى مواسم للهروب من المدرسة أو الامتحانات أو الانقلاب على الواقع لمجرد الرغبة بالتقليد.

 

غر أنها ترى أن الإيجابي في الوعي المتشكل لدى هذا الجيل هو أنه نشأ على رفض القمع وأنه عرف طريق الاحتجاج على كل ما لا يعجبه أو من يتآمر على حقوقه.

 

وتذهب عصمت لدعوة السياسيين في الدول العربية لانتظار التعامل مع جيل جديد استيقظ على مشهد الثورات وإسقاط الأنظمة، وترى أن التغيير والإصلاح هو حبل النجاة الوحيد من الثورات التي ربما يقودها أطفال اليوم الذين سيكونون شباب الغد.

 

المصدر: الجزيرة    

pdf: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/ACCC09F3-EB26-43F6-A8F2-A83026B53DBD....

Country: 

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.