أضافه crinadmin في
إسرائيل- الأرض الفلسطينية المحتلة: الأطفال يحتاجون لمزيد من الدعم في غزة- المدير التنفيذي لليونيسيف [غزة، 9 مارس 2009] أجرت آن فينمان، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، زيارة حديثة لإسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة لتقف على مدى عمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، مركزة بشكل خاص على أوضاع الأطفال. بحسب وزارة الصحة بغزة، وبناء على الإحصاءات المتوفرة حتى 5 فبراير/شباط، لقي 431 طفلا حتفهم وأصيب 1,872 طفلا آخر بجروح جراء الهجوم الإسرائيلي الذي استمر طيلة 22 يوما وانتهى في 18 يناير/كانون الثاني. وقد تحدثت فينمان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، وهذه نبذة عن المقابلة التي تمت معها: إيرين: الآن وقد زرت غزة، هل يمكنك أن تشاركينا أولى انطباعاتك وأولوياتك؟ فينمان: نحن ركزنا على الأثر الذي خلفه النزاع على الأطفال، لكونهم عادة أكبر المتضررين من الحروب والأزمات التي يتسبب فيها البالغون. فإذا كان سكان غزة يقدرون بحوالي 1.4 مليون نسمة فإن 56 بالمائة منهم، أي حوالي 793,520، هم أطفال وفقا للمكتب المركزي للإحصاء في فلسطين. يجب أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية لهم ولغيرهم وخصوصا الأكثر تأثرا وعرضة للضرر. إيرين: كيف وجدت مقاييس الصحة والتغذية لأطفال غزة منذ الحرب الأخيرة؟ فينمان: لا تزال اليونيسف تشعر بقلق حيال احتمال تدهور الأوضاع الغذائية والعامة للأطفال في غزة في ظل استمرار اعتماد أسر القطاع على المساعدات الغذائية والمالية بالإضافة على عدم توفر مياه الحنفيات النظيفة. وقد قامت اليونيسف منذ منتصف شهر يناير/كانون الثاني بتوفير المكملات الغذائية مثل فيتامين "د" و فيتامين "هـ" والحديد وحمض الفوليك لـ 50,000 رضيع وطفل دون سن الخامسة، وذلك عبر مراكز وزارة الصحة وعيادات الأونروا. لقد رأينا صفوفا طويلة من الناس تنتظر للحصول على الوقود والغذاء. وفي الوقت الحالي، تعيش العديد من الأسر في الخيام أو مع الأقارب. ولا بد أن يؤدي انعدام السكن اللائق إلى نقص في المياه النظيفة. وقد أوضح مسح أجرته الأونروا في نهاية شهر فبراير/شباط، أن منازل 2,350 أسرة تحتاج لإعادة التعمير في حين تحتاج بيوت 10,500 أسرة أخرى للإصلاح، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام. لقد زرت مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة [وهو واحد من اثنين فقط] حيث تعمل اليونيسف على تقديم التدريب والمؤن بما فيها أجهزة الحضانة للأطفال الخدج ومعدات المراقبة والأدوية الأساسية. ويفتقر هذا المستشفى للمؤن والمعدات الطبية بسبب الحصار الذي دام لثمانية عشر شهرا. التعليم إيرين: كيف أثر النزاع الأخير في المقاييس التعليمية لأطفال غزة؟ قمت بزيارة لمدرسة جباليا المختلطة الواقعة شمال غزة والتابعة للسلطة الفلسطينية حيث تقدم اليونيسف المؤن التعليمية والترفيهية. وقد تفاجأت بعدد المدارس التي تعرضت للقصف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بما فيها تلك التابعة للأونروا وللسلطة الفلسطينية وحتى المدرسة الأمريكية الدولية. وقد أدى القصف إلى تدمير غرف التدريس واضطرت اليونيسف إلى تعويضها بالخيام لضمان استمرار العملية التعليمية. فنحن نرى أن التعليم مهم جدا بالنسبة للأطفال، إذ يمنحهم إحساسا بأن الأمور طبيعية وعادية. وقد أدت الأضرار البالغة التي لحقت بمدارس السلطة الفلسطينية الست الواقعة شمال غزة إلى نقل 4,711 طالبا إلى سبع مدارس أخرى تابعة للسلطة الفلسطينية مما تسبب في ازدحامها واضطرارها لتطبيق نظام الدوامين. وحتى قبل بدأ النزاع، كانت 151 مدرسة من بين 351 مدرسة تعمل بدوامين بسبب القيود المفروضة على مواد البناء اللازمة لبناء مدارس إضافية. حيث لم يُسمَح للإسمنت وغيره من مواد البناء بدخول القطاع منذ 5 نوفمبر/تشرين الثاني مما أعاق عمليات ترميم المدارس والمستشفيات والمنازل، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). إن الأولوية الآن في القطاع التعليمي هي لترميم المدارس وتوفير المؤن التعليمية والدعم النفسي للأطفال. ولكن السلطات الإسرائيلية قامت في الأسبوع الماضي بمنع دخول 50 طقما لتنمية الطفولة المبكرة و57 علبة ألعاب أطفال مقدمة من اليونيسف إلى غزة بدعوى أنها لا تشكل أولوية إنسانية. التأثير النفسي إيرين: ما هو تقييمك للتأثير النفسي للحرب والحصار على أطفال غزة؟ فينمان: إن ذلك يختلف من طفل لآخر ولكن الواضح أن الجميع تأثر بشكل أو بآخر. لقد قمت مؤخرا بزيارة مراكز الدعم النفسي التابعة لليونيسيف وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني شمال غزة، والتي تقدم برامج علاجية فنية وغنائية وأنشطة تهدف لتخفيف التوتر والضغط النفسي. وقد كان الأطفال في المركز اليوم يرسمون الصواريخ التي استهدفت بيوتهم. كما أن طفلة صغيرة رسمت جزءا أسود أسفل رسمها وقالت أنه "مكان لدفن الموتى". وهي ربما تعني به المقبرة. يجب أن يحظى الأطفال بدعم أشخاص محترفين ومدربين لمساعدتهم على تخطى آثار الصدمة النفسية في أقرب فرصة ممكنة. إيرين: ما هي أكثر الاحتياجات إلحاحا بالنسبة للأطفال في المدن والقرى الإسرائيلية المجاورة لغزة؟ فينمان: لقد تأثرت الصحة النفسية والعقلية للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين معا من جراء النزاع الأخير. وقد لحق الضرر أيضا بالأطفال المقيمين في المدن والقرى الإسرائيلية المجاورة لغزة وهم يحتاجون بدورهم للمساعدة والدعم النفسي. لقد تحمل الأطفال من الطرفين وزر العنف لمدة طويلة.