EGYPT: In Egypt’s election, youth seek their own voice (Arabic)


تحقيق- الشباب يبحثون عن صوت لهم في الانتخابات المصرية

Sun Nov 27, 2011 9:44am GMT

القاهرة (رويترز) - قبل أيام من أول انتخابات تجريها مصر منذ الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك نظم نشطاء شبان اقتراعا خاصا بهم لاختيار مجلس مدني يحمي ثورتهم في مواجهة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد والذي فقدوا الثقة في قدرته على الاشراف على عملية التحول الديمقراطي.

لقد عاد النشطاء الشبان الذين تصدروا الثورة التي أطاحت بمبارك في فبراير شباط الى الشوارع لكنهم هذه المرة يتحدون القادة العسكريين الذين مازالوا يحكمون مصر.

وشهد الاسبوع المنصرم أعمال عنف قتل خلالها 42 شخصا وألقت بظلالها على الانتخابات البرلمانية التي تبدأ غدا الاثنين واضطرت الجيش لتعيين رئيس وزراء جديد.

ويرفض المحتجون الشبان كمال الجنزوري (78 عاما) الذي شغل هذا المنصب في عهد مبارك في التسعينات بوصفه رجلا من الماضي ويضغطون ليحل محله زعيم من اختيارهم وبالتالي أجروا "الانتخابات" المرتجلة التي استخدموا فيها بطاقات اقتراع ووزعوا منشورات بميدان التحرير بوسط القاهرة هذا الاسبوع.

لكن النشطاء الشبان يحرصون على أن تسمع أصواتهم في الانتخابات البرلمانية على الرغم من التحدي الهائل المتمثل في منافسة ساسة مخضرمين وجماعات عريقة مثل الاخوان المسلمين. ويشعر النشطاء بأن اهتمام هؤلاء الساسة وهذه الجماعات ينصب على الفوز بمقاعد في البرلمان اكثر من الاهتمام بتحقيق أهداف الثورة.

انهم يشعرون بالقلق من أن الثورة التي بدأوها لم تكتمل وأن الاحزاب السياسية القائمة لا تمثلهم. لهذا يخوض مئات منهم الانتخابات ويحشد الالاف الناخبين ويراقبون المخالفات الانتخابية.

وجاء في منشور وزع في ميدان التحرير الذي يعتصم فيه محتجون منذ اكثر من أسبوع ان ميدان التحرير وجميع الميادين في شتى أنحاء البلاد تسترد الثورة من أيدي الاحزاب التي قايضتها بالسلطة ومن تجنبوا العودة الى المكان الذي ولدت فيه الحرية.

وعلى الرغم من أن ربع سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما فانه ليس بالضرورة أن يفوز المرشحون الشبان بمقاعد في الانتخابات. وهم يؤمنون بأن من الضروري خوض المنافسة وأن تسمع أصواتهم في الشارع.

وهتف الالاف في ميدان التحرير قرب لافتة كتب عليها "البرلمان الحقيقي يوجد هنا" قائلين "الثورة في الميدان."

وحين وقعت أحدث اضطرابات علق كثير من المرشحين الشبان حملاتهم وعادوا الى التحرير.

والانخراط في العمل السياسي ليس سهلا في دولة ألفت تزوير الانتخابات خلال 30 عاما من حكم مبارك والذي لم يواجه حزبه الوطني الديمقراطي المنحل معارضة الا من بضعة أحزاب مسموح بها رسميا وأحيانا من مرشحي الاخوان المسلمين "المستقلين".

وقال الناشط الشاب والمرشح للانتخابات البرلمانية شهير جورج انه سواء فاز الشباب في هذه الانتخابات ام لا فانهم سيمضون قدما ويقيمون أخطاءهم ليتعلموا منها كي يستعدوا للمعركة القادمة مشيرا الى أنه لايزال هناك كثيرون مستعدون للكفاح.

وأضاف مبتسما أن الشارع سيظل موجودا.

حين انتفض الشبان المصريون منذ قرابة عام كان عمر مبارك 82 عاما. ويبلغ عمر المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة 76 عاما. اما كمال الجنزوري الذي اختاره المجلس لرئاسة الوزراء فعمره 78 عاما.

ويجعل هذا مصر تبدو وكأنها دولة للمسنين وهو الامر الذي يصر جيل من النشطاء الشبان على تغييره.

ويقول عبد الله حلمي عضو حزب الاصلاح والتنمية الذي تأسس حديثا ان مصر الجديدة يجب أن تكون اكثر شبابا لان الشبان فرضوا أنفسهم على المشهد السياسي.

وأضاف حلمي الذي كون ائتلافا للنشطاء في التحرير خلال الانتفاضة على حكم مبارك أن جميع الجماعات السياسية تتسابق الان لتعزيز نفسها بالشبان.

وهو ينسق الان القوائم الانتخابية للحزب الذي يقول انها تضم اكثر من 140 مرشحا شابا لاستقطاب الناخبين الذين يتطلعون الى التخلص من اثار الماضي.

وقال الناشط الشاب ياسر علي (34 عاما) الذي لم يدل بصوته قط في عهد مبارك وكان يعلق لافتة صفراء حملت شعار "نعم للشباب" ان مستقبل مصر في أيدي شبابها.

وأضاف أن الحلم والهدف هو ان يكون لاي مواطن عادي لا ينتمي لاي حزب سياسي صوت في البرلمان. وقال ان التغيير لن يحدث من خلال الحسابات السياسية او الاجندات ولن يأتي الا من خلال الروح التي سادت ميدان التحرير.

ويتجول علي مع 12 متطوعا اخر في شوارع منطقته ويوزع المنشورات ويتحدث مع الناخبين في محاولة في اللحظات الاخيرة يتعشم أن تكون في صالحه.

وقال علي ان الناس يريدون فعلا برلمانا شابا لانهم سئموا كبار السن وربطات العنق والحلل.

وأضاف علي الذي يملك مشروعا صغيرا أن الناس يريدون اطلاق العنان لقوى الشباب.

لكنه غير معروف في دائرته التي ترشح بها اكثر من 100 اخرين. والدوائر الانتخابية في مصر اكبر عددا مما كانت عليه الحال من قبل مما يصعب فوز الوافدين الجدد. ومعظم المرشحين الجدد لا يملكون المال او الموارد.

فيما مضى كان الكثير من مرشحي الحزب الوطني وغيرهم يستخدمون المال والخدمات الشخصية لشراء الاصوات حتى يضمنوا مقاعدهم في البرلمان التي كانوا يعززون من خلالها مصالحهم التجارية مستفيدين بالحصانة البرلمانية.

وقال جورج الذي يخوض الانتخابات باسم حزب مصر الحرية في مقهى بدائرته بالقاهرة ان التحدي يتمثل في تشكيل نموذج سياسي جديد.

وأضاف أن البرلمان لن يكون شابا لكن مصر في العموم الان أصبحت وجهها اكثر شبابا مشيرا الى أن الفرص المتاحة للتمثيل الشبابي واعدة جدا.

وقال انه لا يريد أن يراه الشارع متمردا وحسب بل ايضا كبديل سياسي قابل للاستمرار.

وأضاف أنه حتى اذا خسر في الانتخابات فان المشاركة مهمة لاظهار أن الشبان ليسوا قادرين على اسقاط النظام فحسب وانما لديهم رؤية لمصر.

وأفرزت الثورة العشرات من جماعات الضغط الحريصة على تشجيع المشاركة ومراقبة التصويت او كشف المرشحين الذين يشينهم صلاتهم بالحزب الوطني.

وقال سيف ابو زيد من جماعة "احمي صوتك" ان العمل الثوري لا يقتصر على الاحتجاج بل يمتد الى تطوير جماعات الضغط وأضاف أن هذا هو التطور اللازم الان.

وتقسم جماعته - التي يديرها متطوعون وتمارس نشاطها في اكثر من 15 محافظة - المرشحين تبعا لالتزامهم بالاصلاح بهدف ضمان أن تكون هناك كتلة "مؤيدة للثورة" في البرلمان القادم بغض النظر عن الانتماءات الحزبية.

ويحاول النشطاء الشبان ايضا مراقبة التصويت ورفع درجة الوعي السياسي في دولة كانت الاصوات فيها تذهب عادة لمن يدفع اكثر واتسمت بنسب الاقبال الهزيلة.

وهم يسعون الى الحصول على تأييد شخصيات عامة تحظى بالاحترام ويستعينون بفقرات موسيقية او منشورات تحمل رسوما كاريكاتيرية لنشر رسالتهم.

وقال ابو زيد ان وجهة النظر هي تمكين المواطنين وهذا هو الهدف الحقيقي. وتعهد ابو زيد بدعم الثورة حتى تكتمل سواء من خلال الانتخابات او اشكال الحشد السياسي الاخرى.

وتقول فريدة مقار وهي زميلة له في جماعة "احمي صوتك" انه اذا لم تسر الانتخابات في الاتجاه المرجو فلابد من ضمان امتلاك القدرة على مواصلة التغيير على مستوى القاعدة العريضة مشيرة الى أنه لا توجد قوة جديدة قادرة على اغلاق هذه المنافذ للتغيير.

من دينا زايد

pdf: http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE7AQ04U20111127

Country: 

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.