حقوق الطفل: صك دولي جديد يدخل حيز النفاذ

يدخل إلى حيز النفاذ في غضون ثلاثة أشهر صك دولي جديد لحقوق الإنسان هو البروتوكول الاختياري الثالث لاتفاقية حقوق الطفل والمتعلق بتقديم الشكاوى والبلاغات وذلك بعد أن صادقت عليه دولة كوستاريكا يوم الثلاثاء الماضي الموافق الرابع عشر من يناير الجاري لتصبح الدولة العاشرة التي تصادق عليه -وهو العدد المطلوب لدخول البروتوكول لحيز النفاذ- وكانت كل من ألبانيا، بوليفيا، الغابون، ألمانيا، الجبل الأسود، البرتغال، اسبانيا، تايلند وسلوفاكيا قد صادقت عليه في وقت سابق.

 

ويمكن هذا البروتوكول الأطفال أو من يمثلهم لأول مرة من تقديم الشكاوى للجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة في كل ما يتعلق بانتهاكات حقوق الطفل المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية لحقق الطفل والبروتوكول الاختياري بشأن الأطفال في الصراعات المسلحة والبروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال و استغلالهم في المواد الإباحية والبغاء وذلك بعد استنفاذ السبل القانونية المحلية. وهكذا يتمكن الأطفال من الوصول للآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان وتقديم الشكاوى لها أسوة بالأشخاص البالغين.

هذا ويجوز للجنة حقوق الطفل عند تلقيها الشكاوى ولحين النظر فيها أن تطلب من الدولة المعنية اتخاذ تدابير مؤقتة لحماية الأطفال، فإذا ظهر بعد التحقق أن الدولة المعنية قد انتهكت حقوق الأطفال وفقا للاتفاقية الدولية، تقوم اللجنة بإصدار توصيات محددة لإنفاذها بواسطة الدولة.

إن دخول هذا البروتوكول الهام لحيز النفاذ يعتبر فتحا كبيرا في مجال حقوق الإنسان وفي مجال حماية الأطفال من الانتهاكات، وقد وصف رئيس لجنة حقوق الطفل كيرستن ساندبرج هذا الحدث بقوله "إنها خطوة كبيرة إلى الأمام" فالأطفال هم أشد الفئات حاجة للحماية من الانتهاكات فهم الأضعف في منظومة الفئات التي تناولتها اتفاقيات حقوق الإنسان، وعلى الرغم من وجود عدد من الاتفاقيات والصكوك الدولية لحمايتهم إلا أن حقوقهم تنتهك عى أوسع نطاق وعلى نحو يومي خاصة في حالات الحروب والصراعات المسلحة والاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية وغيرها، ويتفوق انتهاك حقوق الأطفال على غيره من الانتهاكات بأنه يتم على نطاق واسع ولا يقتصر فقط على الأنظمة السياسية والحكومات والمؤسسات بل هو يقع من كثير من فئات المجتمع ابتداءا من الأسرة والمدرسة ...الخ فالجميع شركاء في انتهاك حقوق الأطفال وفي كثير من الأحيان من دون وعي أو قصد.

إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان نرحب بدخول هذا الصك الهام لحيز النفاذ ونشكر الدول التي وقعت أو صادقت عليه، وندعو بقية الدول للمصادقة عليه حماية لأطفالنا من الانتهاكات وتمكينا لهم من إسماع صوتهم في حالة وقوع الانتهاكات.

ولا يفوتنا في ذات الوقت الذي نرحب فيه بهذا المولود الجديد أن ننوه إلى ضرورة تطوير النظم القانونية الوطنية لتوفير الحماية اللازمة للأطفال ووضع مصلحتهم القصوى في الاعتبار، فعلى عاتقها تقع المسئولية الأولى في حماية الأطفال والبروتوكل نفسه أنه لا يمكن الاستفادة منه إلا بعد استنفاذ السبل المحلية، وهو شأنه شأن جميع الآليات الدولية يلعب دوره بالتكامل مع الآليات الوطنية.

نتمنى أن يسهم هذا البروتوكول في تعزيز حقوق الأطفال وحمايتهم من الانتهاكات وتحقيق رفاههم واحترام إنسانيتهم فهم بناة المستقبل وأمل الإنسانية في الغد الأفضل

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.