الفاتيكان يمثل أمام لجنة أممية بشأن قضية اعتداء قساوسة جنسيا على أطفال

جنيف ـ د ب ا: طلبت لجنة الامم المتحدة لحقوق الاطفال الخميس من الفاتيكان شرح التدابير المتخذة لمكافحة التحرش بالاطفال الذي يشكل في الكنيسة فضيحة كبيرة توجه الى الكرسي الرسولي تهمة السعي للتكتم عليها وتقليل اهميتها.
وتساءلت احدى خبيرات اللجنة سارا اوفيدو ‘ما هي التغييرات التي ادخلت على مدونة السلوك لتدارك هذه التجاوزات الجنسية؟ ما هي العقوبات التي اتخذت ضد رجال الدين الذين تصرفوا تصرفا غير ملائم؟’
واضافت ‘ما هي الخطوات التي اتخذت لمواجهة هذه المشكلة وتغيير الوضع؟ اين بلغ التعاون مع السلطات المحلية؟ واين بلغ موضوع التعويضات للضحايا؟’
واوضحت اوفيدو ‘نحن على علم بحصول تقدم’ لكن ‘هل تتاح للاطفال … امكانية اسماع اصواتهم، خصوصا اذا كانوا ضحايا؟’، وتساءلت هل تتوافر آلية في اطار الكنيسة تتيح للاطفال ان يتحدثوا عن اعمال العنف الجنسية التي وقعوا ضحاياها.
وطلبت ايضا من وفد الفاتيكان اعطاء مزيد من المعلومات حول عدد واهداف لجنة حماية القاصرين التي اعلن انشاؤها في كانون الاول/ديسمبر 2013.
من جهته، دافع الفاتيكان الذي كان اول المتحدثين خلال الجلسة عن تحركه امام الامم المتحدة على صعيد مكافحة التحرش بالاطفال في الكنيسة.
وقال مندوب الفاتيكان لدى الامم المتحدة في جنيف سيلفانو توماسي ان ‘الذين يرتكبون تجاوزات موجودون بين اعضاء مهن تحظى باحترام كبير، وللاسف بمن في ذلك بين اعضاء الاكليروس وبين مندوبين آخرين للكنيسة’. واكد ان ‘الكنيسة الكاثوليكية تريد ان تصبح مثالا للسلوك الجيد’.
وقال ‘لا يتوافر اي عذر لأي شكل من اشكال العنف او استغلال الاطفال’، مشيرا الى ان المنظمة العالمية للصحة تقول ان 150 مليون فتاة و73 مليون صبي كانوا ضحايا اعمال عنف جنسية (احصاءات 2006).
واوضح للخبراء ان ‘رد الكرسي الرسولي على الظاهرة المحزنة للتجاوزات الجنسية على القاصرين يتمحور حول مختلف المستويات’.
وذكر بأن الفاتيكان صادق على اتفاقية حقوق الطفل في 1990 وعلى بروتوكولاتها التي يتعلق احدها باستغلال الاطفال لاعمال إباحية في 2000.
واشار ايضا من دون تقديم مزيد من التفاصيل الى ان الكرسي الرسولي اعد ‘توجيهات’ على هذا الصعيد لتسهيل عمل الكنائس المحلية. واعدت هذه الكنائس ايضا توصيات لتجنب التجاوزات، كما قال، مشيرا الى ميثاق حماية الاطفال والشبان الذي اقرته الكنيسة الكاثوليكية الامريكية في 2005.
وتعقد دورة جنيف فيما لا تزال مسألة التعرض للاطفال في الكنيسة تتصدر عددا من القضايا. فقد اجتمعت ادارة حركة جنود المسيح المحافظة التي لا تزال موضع شبهة من جراء فضيحة التحرش بالاطفال التي تورط فيها مؤسسها الاب المكسيكي مارسيال ماسيل، للقيام بإعادة تنظيم داخلية.
ورفض الكرسي الرسولي في كانون الاول/ديسمبر ان يرد على استمارة للجنة الامم المتحدة تتعلق بملفات التحرش بالاطفال التي يجري مجمع عقيدة الايمان تحقيقا في شأنها.
ويعتبر الفاتيكان ان التحقيق الكنسي الذي يجريه يجب ان يبقى سريا لحماية الشهود والضحايا، وانه ليس مؤهلا لتعاون بين الكنيسة واجهزة القضاء الوطنية.
وتتعارض نظرتان، نظرة هيئات الضحايا التي تعتبر ان من الضروري تحميل الفاتيكان المسؤولية الجزائية عن جرائم اساقفته وكهنته، ونظرة الفاتيكان الذي يعتبر انه ليس مسؤولا عن تصرفات حصلت في الابرشيات.
إلى ذلك، أبدى بابا الفاتيكان فرنسيس الأول غضبه الشديد من الفضائح التي عصفت بالفاتيكان في السنوات الأخيرة والتي تتراوح من قضايا اعتداء القساوسة على الأطفال إلى الصراع الداخلي واتهامات بالاختلاس وغسل الأموال .
وقال فرنسيس خلال اقامة قداس صباحي في كنيسة سانتا مارتا :’ يوجد الكثير من الفضائح التي لا أريد ان اذكرها بشكل فردي ، ولكن كلنا لدينا علم بها’ ، بحسب نص عظته التي بثتها إذاعة الفاتيكان .
وتساءل الحبر الأعظم قائلا :’ إنه عار على الكنيسة ! ولكن هل نشعر بالعار تجاه تلك الفضائح ، تجاه تلك النكسات التي تسبب فيها القساوسة والاساقفة والأفراد العاديين ‘، مشيرا إلى أن الآثمين ربما كانوا يشغلون مناصب مؤثرة في الكنيسة ولكن تم حرمانهم من نعم الرب .
وأضاف فرنسيس أن ‘الفضيحة حدثت بسبب تردي وانحطاط رجال الدين وهو ما أدى إلى ضعف وفساد هذه الطبقة’.

Please note that these reports are hosted by CRIN as a resource for Child Rights campaigners, researchers and other interested parties. Unless otherwise stated, they are not the work of CRIN and their inclusion in our database does not necessarily signify endorsement or agreement with their content by CRIN.